قاومت زحلة، قديماً وحديثاً، محتلين بلحمٍ حيّ وبطولة ملحمية، وخاضت معارك عسكرية وسياسية، أنصفت رجالها وحاسبتهم في وقتٍ واحد، لم يشطّ مزاجها الوطني يوماً، بل حافظت على بارومتر ٍ وطني دقيق، وازنَ بحكمة بين توجهات الجبل وجيرة السهل.
هذه الزحلة نفسها، المعروفة الهوى السياسي، تثور اليوم مع كل مناطق لبنان، ولنفس المطالب التي يثور من اجلها كل اللبنانيين. لا يهمّ عدد الذين يعتصمون يومياً في ساحة زحلة ولا توجهاتهم او ميولهم السياسية، فوجَع هؤلاء جميعاً واحد، وكذلك وجع الذين يلازمون بيوتهم.
التصويب المستمرّ على كيفية مواكبة زحلة ليوميات الثورة يشبه المصوّبين: لا يجدي ولا ينفع. البحث عن اسباب للانتقاد هنا وهناك يشبه ايضاً المنتقدين: لا يمثّل شيئاً ولا يؤثر في شيء.
زحلة تقول كلمتها بأصوات أبنائها وعند الملمّات عندها ما يكفي من عقول هؤلاء وزنودهم… وهي، كما في كل معاركها، ستنتصر لأنها تسير دوماً في الاتجاه الصحيح، تصنع تاريخها على طريقتها، وتجبرنا جميعاً على الانصياع لحكمه.
الثلاثاء 12 تشرين الثاني 2019