رأى عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب جورج عقيص “ان بعض المواقف تدخل في التاريخ والذاكرة ولا يمكن لأحد أيا تكن نيته ان ينساها”.
وقال لاذاعة “لبنان الحر” ضمن برنامج “استجواب”: “في اجتماع بعبدا الذي دعا اليه رئيس الجمهورية في 2 أيلول لم يرشح عن موقف الدكتور جعجع الا مطلب واحد وهو احداث صدمة إيجابية لدى الناس عبر حكومة اختصاصيين” مؤكدا “ان القوات لم تتأخر بالاستقالة فالدكتور جعجع كان في جولة أميركية ولدى وصوله الى لبنان انعقد التكتل وأخذ القرار بالاستقالة”.
أضاف: “أخذ النقاش وقتا حتى أتيح لكل عضو أن يعبر عن رأيه وكان التصويت بضرورة الخروج من الحكومة، فحزب القوات وعندما يتعلق الأمر بمستقبل لبنان لا يتخذ القرار من شخص واحد بل بتوصيف الواقع والنقاش. نحن حزب طلاب الجامعات الذين يتخرجون ولا يجدون فرص عمل، نحن حزب الأهل الذين يبذلون أكثر ما يمكنهم لتأمين مستقبل لأولادهم فلا يجوز لحزب يسعى لتمثيل وجدان الناس ألا يكون صوتهم ويعمل على تأمين مطالبهم”.
وأشار عقيص الى “ان الحزب السياسي الذي يعرف قراءة الأرضية الشعبية بشكل جيد وموضوعي يجب ان يعرف ان ما حصل في 17 تشرين غير المعادلات السياسية في لبنان: فحراك ال2015 كان تمهيدا لثورة 2019 بعدما تمادت السلطة بسياسة التجويع والمحاصصة والزبائنية من دون خجل أو محاسبة”.
وتابع: “على طرفي ثورة 17 تشرين أي الناس على الأرض والسلطة ان يعوا أن هناك مبالغات: السلطة تبالغ في انكار هذا الواقع وتعويلها على ان هذه الثورة ستخفت مع الوقت او محاولة ضربها بعناوين عدة كالطائفية ولم تنجح حتى الآن أي من هذه الوسائل، والمبالغة من قبل المتظاهرين ظنهم انه في ليلة وضحاها كل شيء سيتغير وستختفي الحلقة الجهنمية الزبائنية بين ممثلي الطوائف. وعلى السلطة والتركيبة السياسية أن تعي أن عقارب الساعة لن تعود الى ما قبل 17ت”.
وأردف: “جمهورنا كان يفكر اننا نستطيع أن نغير وان نكون العين الإصلاحية داخل الحكومة ولكن اكتشفنا مع الناس في الوقت نفسه انه يجب اجراء جراحة في الشارع تمثلت بثورة 17تشرين . وفي اطار مسؤوليتنا السياسية من الطبيعي ان ندافع عن هؤلاء الناس ونكون داعمين لمطالبهم”.
وعما اذا كان الوزراء المستقيلون سيصرفون الأعمال أجاب عقيص: “نحن كحزب وتكتل نعطي الاعتبار الأول للدستور الذي يحدد مفهوم تصريف الاعمال وظروف تصريف الاعمال وهو تسيير حاجات الناس بالحد الأدنى والقوات لن تخطو أي خطوة تضر بمصالح الناس انطلاقا من النص الدستوري وعدم قبول استقالات وزرائنا واستشعارهم لأوجاع الناس ولن يداوموا في مكاتب الوزارات”.
وأوضح عقيص “أن القوات طالبت باسقاط الحكومة وتغييرها بالطرق الدستورية قبل وقت كثير من الحراك، فالازمة المالية الاقتصادية أصبح من المستحيل معالجتها بالوجوه نفسها ويجب أن يستلمها اختصاصيون مصدر ثقة لاحداث صدمة إيجابية في المجتمعين المحلي والدولي.
فالناس تعرف بالأسماء من هم الفاسدين والشعب هو من أسقط الحكومة ونحن استجبنا لمطلب الناس وتحملنا المسؤولية أمام الناس والتاريخ.
والشارع لا أحد يقوده ونحن لا ندعي قيادته فهو يتصرف بمسؤولية كبيرة ومن دون غوغائية وبلغت الثورة نضوجا سياسيا كبيرا”.
وقال: “نحن من جهة نلتحم بالمطالب المحقة للثورة الاقتصادية والمالية والاجتماعية وأهمها مكافحة الفساد واسقاط منطق الزبائنية ومن جهة ثانية نحن مع احترام الدستور والآليات الدستورية فاذا كنا نريد تفشيل سلطة معينة هذا لا يعني اننا نريد اسقاط الدستور. نحن نحترم المواقع والمؤسسات كلها وكل شخص سيحاسبه التاريخ على أعماله”.
ولفت عقيص الى “ان أكثر ما يسيء الى الموقع المسيحي هو تصرف المسيحي تجاه الموقع، وكذك الامر بالنسبة للسنة والشيعة، فدفاع اللبنانيين يجب ألا يكون عن موقع بل عن أداء الفرد في هذا الموقع. ومن يتنكر لمطلب الناس ويذهب بعيدا في مقاومته إرادة التغيير عند الناس سيتحمل مسؤولية الفشل، الناس أعطت كلمتها ولن تتراجع”.
وقال: “لن نقبل بحكومة تكنوسياسية ونريد حكومة اختصاصيين وان يمارس مجلس النواب الثقة حسب الخطة المدرجة في البيان الوزاري. وأهم نتائج هذا الحراك أنه جاء ليقول الشعب اللبناني هو من يقرر مصيره والمصلحة الوطنية يجب أن تدفع الجميع الى عدم المكابرة والالتفات الى مطلب الناس”.
وأوضح أنه “اذا حصل توافق وتسليم سياسي بإعطاء فرصة لحكومة مستقلين ذات كفاءة عالية عندها تتم المحاسبة على القرارات وليس على الولاء” مشيرا الى “ان بعض الأشخاص لا يستطيعون تخيل انفسهم خارج الجنة الوزارية”.
وقال: “لرئيس الحكومة ورئيس الجمهورية دور كبير في تشكيل الحكومة واذا كان الرئيس عون جادا بأن الحكومة ستكون حكومة أوادم على الحريري الانتقال الى ضفة عمل حكومي أخرى والاتيان بحكومة تكنوقراط ونستنتج اليوم كأن الرئيس الحريري هو من سيعاد تكليفه”.
وعن اتجاه الولايات المتحدة لحجب مساعدات بقيمة 105 مليون دولار للجيش اللبناني قال عقيص: “واشنطن تعتمد سياسة العقوبات الاقتصادية على الدول المناوئة لسياستها ودعونا حزب الله أكثر من مرة إلى تحييد لبنان عن الصراع الذي يجري في المنطقة وربما واشنطن تترقب تشكيل الحكومة خصوصا في ظل جو أشيع عن أن الحكومة ستكون من لون واحد”، معتبرا انه “لا يخفى على أحد ان أحد أوجه الصراع الخفي والذي ظهر الى العلن ان حزب الله لديه عتب على حاكم مصرف لبنان ويرى انه ما كان يجب ان يكون مستجيبا للمتطلبات الأميركية”.
وأوضح “ان هذا الحراك اربك أجندة “حزب الله” في لبنان ونحن ندعوه الى اخراجنا وإخراج لبنان من الصراع وعدم جعلنا محورا من المحاور لا ننوي ان نحمل السلاح في وجه الحزب وندعوه للبننة سياسته ونؤمن انه طالما السياسة التي يتبعها الحزب تتبنى أجندة دولة أخرى فلن يعود الا بالخراب على لبنان”.
وختم مؤكدا “أنه مهما حشد وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل الأحد، فان الأوان قد فات والناس قالت كلمتها”.
السبت 02 تشرين الثاني 2019 الوكالة الوطنية للإعلام