أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن “الثورة التي قامت في لبنان كانت ولا تزال وستبقى ثورة لبنانية خالصة، نشأت بشكل عفوي تلقائي وهي الآن بصدد أن تفرز بعض القيادات من صفوفها”.
وقال جعجع في حديث لصحيفة “الإتحاد” – الإماراتية ينشر غدا: “إن استقالة الحكومة ليست هدفا بحد ذاتها وإنما خطوة أولى باتجاه تصحيح المسار القائم في لبنان والذي أدى إلى ما نشهده من ظروف إقتصادية مالية معيشية صعبة جدا، دفعت الناس للنزول إلى الشوارع”.
أضاف: “إن الخطوة الوحيدة القادرة على تصحيح هذا المسار في الوقت الراهن هي تشكيل حكومة مختلفة تماما عن سابقاتها وألا تكون مشكلة من الأكثرية النيابية الموجودة بل تضم وجوها جديدة مستقلة كل الإستقلال، وهذا الطرح ليس وليد اليوم وإنما كنا طرحناه خلال اللقاء الإقتصادي في بعبدا في 2 أيول 2019”.
ودعا جعجع إلى “الذهاب باتجاه الخطوات العملية المطلوبة لمعالجة الأوضاع الناشئة على الصعد الإقتصادية والمعيشية والإجتماعية”، معتبرا أن “التغيير في المؤسسات الدستورية ككل دفعة واحدة يمكن أن يكون مغامرة كبيرة جدا جدا في الوقت الحاضر، ويمكن ألا يعطي النتيجة التي يتمناها الناس. لذا، يجب وضع الجهد في تشكيل حكومة مستقلة عن التركيبة السياسية الحالية لتبدأ بالعمل فورا على انتشال لبنان من الواقع الذي يتخبط فيه”.
ورأى أن “مسألة تغيير النظام اللبناني ليست مطروحة في الوقت الراهن بقدر ما ان المطروح هو حل المسائل الإقتصادية المالية المعيشية”.
وطالب الأجهزة الأمنية والقضائية بالعمل على “توقيف كل من أقدم على الإعتداء على المتظاهرين باعتبار انه لا يجوز أن يترك هذا التسيب الحاصل على ما هو عليه، وإلا تكون الدولة تشجع الناس على الإعتداء على بعضها البعض، وما ستظهره التحقيقات بطبيعة الحال سيؤثر على الأحزاب التي كانت وراء هذا الإعتداء”.
وعن مسألة كشف السرية المصرفية عن حسابات السياسيين، قال: “هذه الخطوة لا يمكن أن تؤدي إلى أي نتيجة وهي مضيعة للوقت، ففي لبنان معلوم للجميع من يسرق ومن لا يسرق من دون قضاء أو محاكمات حتى، لذا يجب الذهاب بشكل مباشر إلى إقصاء هؤلاء عن السلطة”.
وردا على اتهام “القوات اللبنانية” وهو شخصيا بتمويل وتحريك الثورة، قال: “ليس لدى الفريق الآخر أي شيء لإتهام القوات اللبنانية به اليوم سوى شعارهم الشهير “إمبريالي صهيوني إستعماري”. لذا نراهم يقومون بما يقومون به، ويا ليت نسمعهم يتهموننا بشيء جدي مرتبط بالفساد، فيما نحن لدينا أشياء وأشياء آنية وحقيقية وملموسة لنقولها عنهم في هذا الإطار”.
وختم متوجها إلى الشعب العربي بالقول: “إن الشعب اللبناني انتفض في كل مكان من طرابلس حتى النبطية وصور، ومن الساحل بيروت إلى الداخل بعلبك الهرمل، من كل المناطق ومن كل الطوائف، لانه شعر بأزمة خانقة اقتصادية، الشعب اللبناني شعب حي لذا أتمنى من كل الشعوب العربية ألا تنسى الشعب اللبناني في أي لحظة من اللحظات أو تعمل على مساعدته كل حسب قدرته في المجال الذي تتيح له الظروف فيه لمساعدة الشعب اللبناني”.
الخميس 31 تشرين الأول