روما – طلال خريس – الوكالة الوطنية للإعلام –
حثت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) اليوم الدول على “إيلاء المزيد من الاهتمام وتخصيص المزيد من الموارد المالية لمعالجة عمل الأطفال في سلاسل الإمداد الغذائي الداخلية والمحلية، وفي زراعة الكفاف التي تنضوي الغالبية العظمى من عمل الأطفال في الزراعة ضمنها”.
وأطلقت “الفاو” هذه الدعوة خلال احتفالها باليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال عبر المؤتمر العالمي “متحدون لإنهاء عمل الأطفال في الزراعة”، والذي شاركت المنظمة في تنظيمه مع المديرية العامة للتعاون الدولي والتنمية التابعة للمفوضية الأوروبية ومنظمة العمل الدولية، في بروكسل، بلجيكا.
وحذرت “الفاو” من أن “جميع الموارد المالية المخصصة لمكافحة عمل الأطفال توجه نحو معالجة عمل الأطفال في سلاسل الإمداد العالمية، بينما تظل حالات عمل الأطفال في الأسر ذات الحيازات الصغيرة أو الأعمال المدارة عائليا مهملة بشكل كبير”.
وفي رسالة مصورة تم تسجيلها لمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال هذا العام، قال المدير العام للفاو جوزيه غرازيانو دا سيلفا José Graziano da Silva : “لقد حان الوقت كي نتجاوز التركيز الحصري على سلاسل توريد عالمية معينة ونبدأ باستثمار الموارد في معالجة عمل الأطفال في جميع حالاتها. ولا بد أيضا من إشراك العمال الزراعيين ومنظمات المنتجين”.
وسلط دا سيلفا الضوء على “الدور الحاسم للشراكة الدولية للتعاون في مجال عمل الأطفال في الزراعة، والتي أسستها منظمة العمل الدولية والفاو وشركاء آخرون”، وقال: “معا فقط يمكننا إحداث التغيير من أجل مستقبل أفضل وأكثر صحة وازدهارا لأطفالنا”.
ًمن بين 152 مليون حالة عمل أطفال حول العالم، يعمل أكثر من 70 في المائة، أو 108 ملايين فتى وفتاة تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عاما، في مجال الزراعة أو الثروة الحيوانية أو الغابات أو صيد الأسماك أو تربية الأحياء المائية. وازداد عدد حالات عمل الأطفال في الزراعة بمقدار 10 ملايين منذ عام 2012. وعلاوة على ذلك، تندرج نسبة 85 في المائة من عمل الأطفال في أفريقيا في قطاع الزراعة.
وتتمثل بعض العوامل الأساسية التي تساهم في عمل الأطفال في المناطق الريفية في انخفاض دخل الأسرة والفقر العائلي، وبدائل سبل العيش المحدودة، وضعف فرص الحصول على التعليم، ومحدودية إنفاذ قانون العمل.
وفي كلمته، قال المدير العام للفاو: “لا يزال فقر الأسر أحد الأسباب الشائعة لعمل الأطفال في الزراعة. وفي هذا السياق، أثبتت برامج الحماية الاجتماعية ومبادرات التغذية المدرسية المتصلة بالمزارعين الأسريين نجاعتها في مكافحة عمل الأطفال”.
يعرف عمل الأطفال بأنه العمل الذي لا يتناسب مع سن الطفل، أو يحرم الأطفال من التعليم الإلزامي، أو يمكن أن يلحق الأذى بصحتهم أو سلامتهم أو أخلاقهم.
وفي هذا السياق، أشار المدير العام للفاو إلى أنه “لا ينبغي اعتبار جميع مشاركات الأطفال في الزراعة عمل أطفال. فعلى سبيل المثال، يمكن للفتيات والفتيان زيادة مهاراتهم وتحسين سبل عيشهم في المستقبل عن طريق تعلم كيفية زراعة الخضروات أو إطعام الدجاج في مزرعة أسرهم”.
أضاف: “ولكن عندما يعمل الأطفال لساعات طويلة يوميا، وعندما يقومون بأعمال شاقة، وينفذون مهاما خطرة أو غير مناسبة لأعمارهم، وعندما يعيق ذلك تعليمهم، فهذا عمل أطفال، ويجب القضاء عليها.
فعندما يعمل الأطفال في الحقول التي رشت فيها المبيدات الحشرية، أو يبقون مستيقظين طوال الليل على قوارب الصيد، أو يحملون أحمالا ثقيلة، أو يستخدمون المناشير الكهربائية في الغابات، فإن هذه الأمور قد تعيق نموهم الاجتماعي والبدني، وبالتالي إمكانية حصولهم على فرص عمل لائقة ومنتجة في وقت لاحق”.
الخميس 13 حزيران 2019