خاص Bekaa.com
يذخر لبنان بطاقات شبابية برعت في مختلف الميادين وشكّلت علامات مضيئة في الداخل والخارج. الدكتور الياس يوسف مارون يبرز كأحد هذه العلامات وكواحد من الشباب القلائل الذين نجحوا في أعمالهم وتبوؤا مناصب مميزة في سنٍ مبكر.
ولد في بلدة عميق في البقاع الغربي حيث درس في راهبات سيدات الرسل قب الياس ومن ثم في ثانوية جب جنين الرسمية. انتقل بعدها إلى الولايات المتحدة وبريطانيا لتحصيل الماجستير في إدارة الأعمال والدكتوراه في قانون الأعمال. (إدارة الأعمال الدولية والشؤون القانونية).
بدأ مسيرته المهنية في الولايات المتحدة وسرعان ما حصد ثمار النجاح عندما عين مديرا تنفيذيا لشركة General Motors في الشرق الأوسط في عمر السادسة والعشرين. إنتقل إلى جدة-السعودية بموجب المنصب الجديد سنة 1996وبقي فيها حتى عام 2004 عندما حصد تألقا جديدا مع FORD العالمية للسيارات وعين مديرا عاما لشركاتها في الإمارات العربية وسلطنة عمان وقطر، فاستقر في دبي.
دائرة الأعمال ما لبثت أن توسعت إلى الصين، فانتقل إلى شنغهاي كنائب الرئيس التنفيذي لشركة Chery لتصنيع السيارات. كان للشركة وكيل في السعودية فتولّى أيضا تثبيت الشراكة والتنسيق بين الجانبين على صعيد تنظيم الأسس المطلوبة وتأكيد معايير الجودة ومنظومة أمان السيارات والوكالات وصالات العرض والصيانة والتسويق.
شكل العام 2007 مفترقا جديدا على الصعيد المهني، فأنهى مسيرته في عالم السيارات وانتقل في خطوة نوعية إلى عالم الطائرات الخاصة. عين نائب الرئيس لشركة NetJets للملياردير Buffet Warren في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا واتخذ مجددا من دبي مقرا له.
وخلال هذه الفترة وضع العودة إلى لبنان نصب عينيه إلى أن اتخذ خطوة جريئة وأسس عام 2010 شركته Imara Aviation لبيع وتأجير وتشغيل وإدارة الطائرات الخاصة على أنواعها خصوصا الفرنسية والأميركية ولاحقا البرازيلية.
الصعوبات كانت حاضرة منذ البداية ولا سيما العوائق اللوجستية والتعقيدات الإدارية وغياب المكننة وتشتت مركز القرار بين هيئة الطيران المدني والمطار ومجلس الوزراء وبعض شركات الطيران. فشكلت التشريعات القانونية المبهمة عائقا كبيرا في مجال الطائرات الخاصة، عدا عن غياب المنافسة وإحتكار بعض الشركات النافذة العمل في المجال. وساء الوضع مع استقالة الحكومة الأولى للرئيس سعد الحريري في بداية 2011 خصوصا في ظل الوضع الأمني غير المطمئن لرأس المال.
إلى جانب مسيرته المهنية الحافلة، عمل في الحقل العام كناشط سياسي وإجتماعي وترشح إلى الإنتخابات النيابية سنة 2013 عن المقعد الماروني في البقاع الغربي. وكالعادة، مالت دفة الإهتمام إلى السياسة على على حساب المهنة فتراجعت إنتاجية العمل معطوفا على ذلك تحديات الإستثمار في السوق اللبناني وتسارع وتيرة الانتفاضات في الدول العربية كمصر وليبيا والعراق ما حدا بالعديد من العملاء العرب إلى الهروب من بلدانهم والتخلف عن دفع ديونهم. كان لا بد لمارون من خطوة حاسمة لإعادة القطار إلى السكة الصحيحة، فنقل خططه ومجمل أمواله من لبنان إلى الولايات المتحدة خلال العام 2014 وتركّز عمله مذذاك في قطاع العقارات في ولاية فلوريدا.
حقق نجاحا كبيرا في هذا المجال فحصد المركز الأول في العالم في بيع العقارات السياحية لثلاث سنوات متتالية مع جائزة President Club وسيقام التكريم الثالث في هاواي في كانون الثاني 2020.
رغم الإنقطاع المهني عن لبنان، ما يزال الوطن والبقاع في قلبه، وربما إن توفرت الأرضية الصالحة للعودة قد يقدم على هذه الخطوة.
عن سهل البقاع يقول لBekaa.com: تاريخٌ عريق منذ استوطنه الفينيقيون وتغذت منه لاحقا “إهراءات روما” بهدف تموين جيوش الإمبراطورية. غني بالخيرات والمياه فضلا عن موقعه الإستراتيجي. لذلك يمكن الإستثمار فيه على نطاق واسع بدءا من قطاع النقل الذي يساهم بتفعيل الحركة الإقتصادية. والخطوة الأولى تتمثل بتوفير الأموال اللازمة لإعادة تفعيل مطار رياق واستخدامه لنقل البضائع إلى العمق العربي وباكستان والخليج وشرق آسيا. وكخطوة متلازمة لدعم البنى التحتية يمكن إنشاء سكك حديد تنطلق من سهل البقاع (لضيق المساحات اللازمة في العاصمة والمدن الكبرى) وتمتد إلى سوريا ومن ثم فلسطين جنوبا فسيناء، والخليج العربي شرقا والمغرب العربي غربا بهدف ربط لبنان مسبقا بأي مشروع لإنماء المنطقة العربية.
ولكن لتحقيق هذه الاهداف، يفتقر لبنان برأيه –إلى جانب آليةٍ فعالة لمحاربة الفساد وتعزيز الأمن- إلى أسلوب فتي في التشريع يقبل الأفكار الحديثة في الإستثمار ويرجح كفة التشريع الإقتصادي ويدعم صغار المستثمرين في قطاعي الزراعة والصناعة. فعلى سبيل المثال يضيف: إذا أرادت الدولة اللبنانية يمكنها تشريع زراعة الحشيشة خلال أربع وعشرين ساعة ويمكنها في الوقت نفسه احتواء المخاطر الناجمة. فالأمن في لبنان قوي عندما تكون هناك نية جماعية لتطبيق القانون. ولخطوة التشريع هذه أهميةٌ علميةٌ كبرى. إذ يمكن إعلان سهل البقاع أرضيةً خصبةً لتبادل الخبرات العلمية مع مختبرات رائدة عالميا في مجال دراسة أنواع الحشيشة والأفيون وصناعة الأدوية، مما يمكّن المنطقة من التحول إلى سوق لصناعة الأدوية من بابها الشرعي النظيف. ويضيف: لا يمكن للقطاع الزراعي الاعتماد فقط على الزراعات التقليدية والبديلة رغم أهميتها خاصة في غياب الروزنامة الزراعية وقوانين ضبط الإستيراد. ومن شأن تشريع الحشيشة أن يرتد بالمنفعة أيضا على خزينة الدولة والمالية العامة ومن هنا يجب تغليب التنمية على العناوين التي تفرق ولا تجمع.
وعن الخطط الإنمائية الأخرى، يشدد على وجوب إيجاد حل جذري لمسألة النزوح السوري التي تلقي بثقلها الكبير على البقاع واقتصاده وبناه التحتية. فالنازحون أهلنا كما يقول ومستعدون للتفاني من أجلهم ولكن ليس على حساب لبنان، ولضمان نجاح الحلول يجب التفاوض المباشر مع الدولة السورية -رغم حساسية المسألة- وربما بمساعدة دولية من أجل تأمين عودة النازحين سالمين وبأسرع وقت. فالتفاوض مع فرقاء ثانويين هدر للوقت والجهود.
أخيراً يرى الدكتور الياس يوسف مارون أن الأولوية هي أيضا لوقف تلوث وهدر المياه واستكمال تجهيز شبكة الخطوط الهاتفية بالألياف الضوئية لتعزيز التجارة الإلكترونية والتواصل مع الخارج عبر شبكة إنترنت يمكن التعويل عليها.
Bekaa.com- فكتوريا موسى