عمر الراسي – أخبار اليوم – لا تأتي زيارة مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأدنى باتريك دوريل منفصلة عن السياسة الأميركية للبنان، حيث كشف مصدر ديبلوماسي غربي ان الجانب الفرنسي يملك معطيات من واشنطن دقيقة وخطيرة لها علاقة بتصعيد أميركي غير مسبوق في ما خص العقوبات، وبالتالي تحاول باريس استدراك الوضع من خلال الحث على الإسراع في تأليف الحكومة…”قبل فوات الأوان”.
لا امكانية للتدخل مجددا
وأوضح المصدر عبر وكالة “أخبار اليوم” ان دوريل لم يتكلم امام من التقاهم خلال جولته عن “الفرصة الأخيرة” بل كل الفرص المتاحة للبنان او للمسؤولين فيه قد انتهت ولا بد من المبادرة فورا، لان ما ينتظر لبنان قاس وقوي ، ليس فقط على مستوى حرمانه من المساعدات، بل هناك كم هائل من الضغوطات ستنزل على كثير من المسؤولين. لكن الاتجاه سريعا الى تشكيل حكومة دون اي تلكؤ قد يمكّن باريس من لجم هذه الاندفاعة الاميركية، والا سيكون على لبنان ان يتدبر امره ولا امكانية لفرنسا بان تتدخل مجددا.
وتفيد المعلومات، بحسب المصدر الديبلوماسي المطلع على الملف اللبناني ان فرنسا أبلغت مراجع سياسية عليا في لبنان، بان زيارة دوريل قد تكون الأخيرة في المسعى الذي يقوم به الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. وبالتالي بعد مغادرة دوريل للأراضي اللبنانية دون تحقيق اي تقدم ملحوظ في ملف تأليف الحكومة، سيدخل البلد في نفق لا بصيص نور فيه، ولا افق له، وهذا ما يفتح المجالات امام عدة احتمالات منها المزيد من التدهور المالي، سقف غير محدود لارتفاع سعر الدولار، فلتان امني…
الحريري في وضع صعب!
واذ اعتبر المصدر ان هناك بعض المستفيدين من هذه الفوضى، قال المصدر: سعد الحريري في هذا الجو، ويعلم ان اعتذاره مصيبة واستمراره بهذه المراوحة مصيبة اكبر، وهو في وضع صعب جدا لان ما يمكن ان يمر اليوم، وما قد يكون مقبولا به في التعاطي مع لبنان، قد لا يكون كذلك غدا.
وانتقد المصدر استمرار العناد والمكابرة على الرغم من العقوبات الأخيرة، محذرا من ان كل تصلب سيقابله تصلب وتعقيد وضغوط اكثر.
وختم المصدر: على الرغم من هذه الرسالة القاسية والواضحة، يبدو ان لا حكومة خلال ايام نظرا لتصلب القوى السياسية بالمطالب والحصص والمكاسب، في حين ان المبادرة الفرنسية تتحدث عن حكومة اختصاصيين لا حكومة محاصصة… وبالتالي الخشية من الفوضى على كل المستويات قد تكون في مكانها.
المصدر: وكالة أخبار اليوم
الجمعة 13 تشرين الثاني 2020