زارت رئيسة لجنة التربية النيابية النائبة بهية الحريري، إثر الصرخة التي أطلقها راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران إيلي حداد جراء الأزمة التي تعصف بمدارس الأبرشيات والتي أدت إلى اقفال بعضها وتهدد بإقفال عدد كبير منها لعدم قدرتها على الاستمرار، المطران حداد في منزله في مجدليون للاطلاع منه عن كثب على أزمة هذه المدارس.
وكان اللقاء مناسبة اطلعت خلالها الحريري المطران حداد على الخطوات التي تقوم بها على الصعيدين التشريعي والتربوي من أجل إيجاد حلول لأزمة قطاع التعليم في لبنان ومشاريع واقتراحات القوانين التي قدمتها بهذا الخصوص. كما تمت مناقشة بعض الأفكار والمقترحات التي تضمنها نداء المطران حداد لجهة مناشدته الدولة “خصخصة التعليم الرسمي لإنقاذ الجدارات العلمية للمدارس الخاصة وتحويل تكاليف التعليم الرسمي إليها وتبني قسم من الأساتذة وتحويل منح الطلاب الى التعليم الخاص”.
وأكدت الحريري أنها ستتابع ما بدأته من خطوات وتحرك على خط أزمة التعليم توصلا لإيجاد الحلول المناسبة بالتعاون مع الجهات المختصة.
وتطرق اللقاء الى الأوضاع العامة في البلاد ولا سيما ما جرى ابان تظاهرة ليل السبت الماضي في وسط العاصمة، وكان تأكيد مشترك على استنكار وشجب أي إساءة أو تعرض للرموز الدينية وعلى أن وعي اللبنانيين بكل مكوناتهم يقطع الطريق على أي محاولات لافتعال فتنة بينهم.
حداد
إثر اللقاء قال المطران حداد: “الصرخة التي أطلقتها هي صرخة وجع وضعناها بين يدي السيدة بهية الحريري كونها أيضا ناشطة في الحقل التربوي”، متمنيا أن “تتمكن بهذا العمل التنسيقي الذي تقوم به أن تجد حلا”.
ولفت إلى أنه “حتى الآن ليس هناك قرار بإقفال مدارس الأبرشيات ولكن هناك تخوفا كبيرا من اضطرار هذه المدارس للإقفال، لأننا وصلنا الى مرحلة لم نعد قادرين على دفع حتى نصف الراتب بسبب تمنع الأهالي عن الدفع، ومدارسنا ليست بالمدارس الكبيرة التي تستطيع أن تعوض وتؤمن حتى مصروفها”.
أضاف: “هناك حوالى 60 مدرسة تابعة لأبرشيتي الروم الكاثوليك والموارنة ومنها مدارس علمانية لكن خاصة جميعها مهددة بالإقفال اذا لم يتأمن لها مصدر للاستمرارية، ومقومات المدارس ثلاثة هي الأهل والأساتذة والإدارة” واذا لم يتعاونوا معا لا تستطيع ان تستمر. وهناك سبب آخر وهو أنه حين يصبح وجع المدرسة ماديا يؤثر ذلك على رسالتها وتفقد قيمتها كخدمة، وتنشغل بوضعها المالي ومشكلات الأقساط مع الأهل، ويكون الأفضل أن اقفلها كمصدر للتوتر بين المدرسة وبين الأهالي ولنحافظ على رسالة الكنيسة”.
وتابع: “حين نتحدث عن ستين مدرسة مهددة بالإقفال، فنحن نتحدث عن مئات المعلمين والعاملين (1500 -2000 عائلة) وآلاف الطلاب، هؤلاء المدرسة الرسمية غير مؤهلة لأن تستقبلهم. ونحن نتمنى أن نقوي المدرسة الرسمية، لذلك اقترحنا ونقترح على الحكومات وليس فقط الحكومة الحالية أن تتبنى الدولة المدارس الخاصة الجديرة بالتبني وتدفع عليها – على الأقل في المراحل التأسيسية – ما تدفعه على المدارس الرسمية، إلى جانب أن يبقى جزء من الأهالي يدفع لكن ليس مبالغ كبيرة. لأن الذي يصرف على التعليم الرسمي اذا صرف على التعليم الخاص يحدث فرقا وعلى الأقل لا تعد هناك ازمة. واعتقد ان الحل مستقبلا يكون بخصخصة قطاع التعليم كما خصخصة الكهرباء واي قطاع غير مربح للدولة”.
وعما جرى في وسط العاصمة ابان تحركات ليل السبت قال المطران حداد: “إنه أمر مؤسف ومستنكر ما حصل من مس برموز دينية وهذه سخافة ولا تمر على أحد، والشارع اللبناني لم يعد ينجر الى مثل هذه التصرفات”.
الاثنين 8 حزيران 2020 الوكالة الوطنية للإعلام