احتفل رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش بقداس الأحد السادس بعد العنصرة في كنيسة القديس جاورجيوس في تربل عاونه فيه خادم الرعية الأب جوني ابو زغيب وخدمته جوقة الكنيسة بقيادة الشماس جورج فرج.
بداية القداس كانت مع قص شعر السيد جان وجيه نصار تحضيراً لقبوله بركة الشموسية الرسائلية، وبعد دورة الإنجيل جثا نصار امام المطران درويش الجالس على كرسي امام المذبح والذي تلا صلاة خاصة بالشمامسة الرسائليين، البس بعدها المرتسم بدلة الشموسية التي قدمتها عائلته الى سيادته، وسط ترنيم الجوقة ” مستحق ” وتصفيق الحضور، بعدها غسل الشماس الجديد يدي المطران وتلا رسالة القديس بولس الى اهل رومة.
وكانت للمطران درويش عظة بعد الإنجيل المقدس هنأ فيها الشماس الجديد وابناء وبنات الرعية وتحدث عن المواهب فقال :
” اعرب عن فرحي بأن احتفل معكم في هذه الذبيحة الإلهية في بلدتكم العزيزة تربل، كما افرح اليوم بمنح ولدنا جان نصار بركة الشموسية، واذكر انه تقدم مني منذ اكثر من خمس سنوات بطلب ان يكون شماساً مساعداً في رعيته وبقي ملحّاً في طلبه، واصراره هذا جعلني وابونا جوني كاهن الرعية، نتأكد من نيته الحسنة ومن رغبته بالخدمة. بهذه البركة تصير خدمة الشماس المساعد جان مكرّسة ومقدّسة، واهنئه واهنئ عائلته، كما اهنئ جميع ابناء وبنات الرعية.”
واضاف ” تحدث بولس الرسول في رسالة اليوم عن “المواهب المختلفة” في الكنيسة “بحسب النعمة المعطاة لنا”. ويريد بذلك ان يقول لنا بأن المسيحي هو خادم الموهبة، اي انه يضع المواهب التي اعطيت له في خدمة الآخرين. وبقدر ما تتلاقى المواهب تزداد الكنيسة قداسة.
الكنيسة اذن تكبر وتنمو وتتنشط بتعدد المواهب، والموهبة هي هبة وعطية من الروح القدس، تعطى لنا لنخدم ونبني الكنيسة وليس لخدمة مصالحنا الشخصية.
يعدد بولس الرسول بعض هذه المواهب: الخدمة، التعليم، الوعظ، التصدق، التدبير.. والرب يوزع هذه النعم المتعددة لنكون خداماً لها، وعندما تتلاقى موهبتي مع موهبة الآخرين ونكون معاً خداماً لبعضنا البعض تزداد الكنيسة تألقاً.”
وتابع سيادته “المشكلة تكمن بأن البعض يظن بأنه يخدم الكنيسة وهو يخدم مصلحته، لذلك تكون موهبته مزيفة. الخدم الكنسية متعددة ولكن اهمها هي ممارسة المحبة، كما يقول بولس الرسول في رسالته الى اهل كورنثوس (1 كورنثوس 13/1-19) : ” لو كنت انطق بلسان الناس والملائكة، ولم تكن فيّ المحبة، فإنما انا نحاس يطنّ، او صنج يرنّ. ولو كانت لي النبؤة وكنت اعلم جميع الأسرار والعلم كلّه، ولو كان لي الإيمان كلّه حتى لأنقل الجبال، ولم تكن فيّ المحبة، فلست بشيء”.
المهم الا نُطفئ شعلة الروح فينا، بل علينا ان نُشعل المواهب التي اعطيت لنا للخدمة، لأن المواهب لا تؤذي ولا تجرح المحبة، المواهب هي خدمة، واذا كنا نحب الخدمة فإننا نتجاوب مع دعوة الله لنا.
هذه هي دعوتي لكم ودعوتي للشماس المساعد الجديد لنكون كلنا خدّام الكنيسة، فنحن كلنا اعضاء جسد واحد وأغصان كرمة واحدة رأسها المسيح.
في مجتمعاتنا البشرية يوجد الصعيف والقوي والغني والفقير، ومن الواضح ان التفاوت موجود، فالإنسان لا يتساوى مع اخيه الإنسان.”
وختم “الحياة الإجتماعية لا تقوم على الصراع بين الناس، وحسب بولس المجتمع هو واحد ورأسه هو يسوع المسيح، والقوي فيه يضع نفسه في خدمة الضعيف ” علينا نحن الأقوياء ان نحتمل وهن الضعفاء” هذا هو نظام المحبة الذي وضعه يسوع المسيح وعلى الجميع ان يتنافسوا لتزداد المحبة بين الناس، آنذاك فقط تسقط شريعة التسلط وتسود ثقافة المحبة.”
بعد القداس انتقل الحضور الى صالون الكنيسة حيث تقبل الشماس الجديد التهاني.