بعد هجرة أسراب فراشات «السيدة الملونة» إلى لبنان وسوريا مطلع فصل الربيع الحالي، بدأت موجات من الخنافس السوداء الصغيرة (الخنافس أو الكالوسوما Calosoma ) غزوها لأرياف حماة وحمص ومناطق في البادية والقلمون وسط سوريا؛ مما أثار الذعر والشائعات حول أضرارها، وصلت إلى أن جحافل الخنافس في طريقها من سوريا إلى لبنان، وذلك رغم تطمينات وزارة الزراعة في سوريا بأن تلك الخنافس عمرها قصير جداً، ومفيدة للتوازن البيئي؛ كونها تتغذى عل الحشرات الضارة.
وأوضح مدير وقاية النبات في وزارة الزراعة السورية، فهر المشرف، في تصريح رسمي، أن هذا النوع من الحشرات غير ضارٍ، ونافع للحفاظ على التوازن البيئي، حيث يسهم في القضاء على الحشرات الضارة في البساتين والغابات، ويعود سبب ظهورها بأعداد كبيرة إلى هطول المطر بغزارة وارتفاع نسبة الرطوبة وزيادة المساحات الخضراء.
وحول ظاهرة زحفها إلى المناطق المأهولة قال: إن الخنافس «الكالوسوما» تنجذب إلى الضوء لذلك تتجمع حول المنازل وعمرها قصير جداً.
أما الاختصاصي بحشرات الغابات العميد المشارك في كلية العلوم الغذائية والزراعية في جامعة الروح القدس الدكتور نبيل نمر فقال لجريدة النهار انه “يمكن التبيان من الصور المتناقلة ان الحشرات هي من عائلة الكارابيدي (Carabidae)، ومنها انواع الكالوسوما (Calosoma). وهي عموما حشرات نافعة تتغذى على يرقات الحشرات، وحتى على انواع من البزاق”.
ويؤكد ان “هذا النوع من الحشرات لا يهاجر من بلد الى آخر، كالفراشات او غيرها”، مشيرا الى ان “لدينا كالوزوما محلية في لبنان، ويمكن ايجادها في الاماكن الحرجية او الغابات، حيث توجد اعداد كبيرة من الاشجار”.
ويطمئن الى ان “انتشار هذا النوع من الحشرات مفيد وغير مضر. وبالتالي يجب عدم مكافحته باستخدام المبيدات، نظرا الى ان دوره مفيد في التخلص من يرقات الحشرات على الاشجار”. ويوضح ان “كل حشرة كالوسوما تأكل مئات اليرقات، وبالتالي تخفف اعداد الحشرات الضارة”.
بالنسبة الى عمر الكالوسوما، يفيد ان “الحشرة الناضجة يمكن ان تمر بفترة سبات في الشتاء. وبالتالي، قد يراوح عمرها من سنة الى سنتين”.
وكانت الملايين من فراشات «السيدة الملونة» vanessa-cadui قد عبرت لبنان وسوريا بداية فصل الربيع في طريق هجرتها، وتعرضت لسقوط برد؛ ما أدى إلى موت الكثير منها، علماً بأن انخفاض الحرارة خلال عبور أسراب «السيدة الملونة» قد يقضي على 70 في المائة منها.
وشوهدت أسراب الفراشات الملونة بأعداد غير مسبوقة في أكثر من محافظة لبنانية وسورية تطير على ارتفاعات منخفضة، في الساحل وفي المنطقة الوسطى.
ومع ارتفاع درجات الحرارة بعد شتاء طويل بارد وأمطار غزيرة، تكاثرت أنواع كثيرة من البعوض، الذي ينتشر بكثافة في المدن والمناطق السكنية المحيطة بالأنهار.
وشهدت المنطقة خلال فصل الربيع ظواهر طبيعية استثنائية عدة ناجمة عن غزارة الأمطار، كموسم «الكمأة» بكميات لم تشهدها البلاد منذ أكثر من عشرين عاماً، وأسراب الفراشات المهاجرة، ومن ثم خنافس الكالوسوما.
عن الشرق الأوسط والنهار
السبت 13 نيسان 2019