فكتوريا موسى – Bekaa.com
يعتبر معبد باخوس وهو إله الخمر عند الإغريق والرومان من أبرز تركات الحضارتين الكنعانية-الرومانية الصامدة عبر الألفيات، ومن أهم المعابد الأثرية في العالم.
يعود تاريخ بنائه الى القرن الثاني بعد الميلاد، ويحتضن في أروقته أساطير ورموز الآلهة الكنعانية والرومانية بما يحترم تقاليد أهالي مدينة الشمس الذين حملوا الجنسية الرومانية عام 212 ميلاديا.
المعبد هو الثاني في هياكل بعلبك من حيث المساحة والأهمية. ساهم بناؤه الصلب وحجارته الضخمة وانخفاض موقعه عن هيكل جوبيتر في حفظ ملامحه الرئيسية رغم الزلازل والهزات، وتم في ما بعد إعادة ترميم بعض أجزائه.
إن معبد باخوس أكبر من بارثينون أثينا من حيث المساحة. ويبلغ علو بوابته 13 مترا وعرضها نحو سبعة أمتار. وتخطى طول كل عامود من أعمدته الرومانية عشرين مترا.
يرى بعض علماء الآثار أن معبد باخوس كان بالأساس مخصصا للإلهة الأم “أتارغاتيس” التي عبدها أهل بعلبك (تقابلها “فينوس الرومانية) خصوصا ان هذه الإلهة تحل ثانيةً في الثالوث الفينيقي (بعل-أتارغاتيس-أدونيس) وعند الرومان ثانيةً بعد جوبيتر. ويعزز هذه النظرية موقع معبد باخوس مباشرة على أسفل معبد الإله الأكبر، الأمر الذي لطالما احتكرته معابد فينوس، فضلا عن نقوش الهيكل التي تجسد الرقصات الجماعية والإثارة الجنسية وسنابل القمح والتي كانت بالأساس رموزا للإلهة الأم. فيما يرى البعض الآخر أن المعبد لم يُخصص لإله واحد بل لعدة طوائف وآلهة، وما يدعم هذا القول كثرة الزخارف والرموز.
ويبقى هذا المعبد بألغازه البنائية ومتانة أسسه التي تحدّت الطبيعة وأخضعتها، تحفة حضارية تشهد على قدرات الإنسان القديم الذي استطاع التفوق على مختلف تقنيات البناء الحديثة، فيما فشل العلماء حتى يومنا هذا في اكتشاف العديد من خباياه.