كتب وسام اسماعيل في جريدة النهار اليوم:
حال من الاستقرار الأمني والهدوء تعيشها محافظة بعلبك – الهرمل، بعد أن نزعت عنها رداءها الأسود الذي لطالما ارتدته مدى أعوام طوال، من جراء التفلت الأمني الذي شهدته والذي عكس عنها صورة مغايرة لواقعها الذي جعلها رهينة لبعض الخارجين عن القانون.
الجيش اللبناني أخذ على عاتقه القضاء على ظاهرة التفلت الامني، مجتازاً الامتحان الصعب في منطقة البقاع الشمالي، بعد إطلاق الخطة الامنية الاخيرة المستمرة منذ مطلع العام الفائت، خلافاً لعشرات الخطط الأمنية التي سبقتها وانتهت جميعها الى الفشل.
فبعد مرور عام على الخطة التي وعد بها قائد الجيش العماد جوزف عون، بدا أنها أعادت الثقة بين الأهالي والمؤسسة العسكرية والدولة اللبنانية، وتمكنت من احتواء بيئة العشائر لتكون في كنف الدولة، واسفرت حتى الساعة عن القضاء على العدد الاكبر من المخلين بالامن. فمنهم من أصبح خلف القضبان، ومنهم فر الى خارج الاراضي اللبنانية، ومنهم من يلتزم أوكاراً مخفية لا يتمكنون من الخروج منها ومزاولة اعمالهم الجرمية. وكما دوماً، روى الجيش أرض المنطقة بدماء شهدائه الطاهرة فأزهرت أمناً واستقراراً، مثبتاً في حملته هذه التي جعلها مختلفة عن مثيلاتها، أن لا تهاون مع المخلين بأمن المواطن، وديمومتها تبدو واضحة. فالاجراءات الامنية وعدم التراخي لا تزال على حالها منذ بداية الخطة، فما كان متاحا للصوص الامس لم يعد كذلك اليوم، والعمليات الخاطفة التي ينفذها الجيش لمواجهة اي إخلال واضحة، وآخرها أول من أمس اثر سرقة سيارة جيب غراند رباعية الدفع من مدينة بعلبك، فلم تمض ساعات على العملية حتى وقع أحد اللصوص في قبضة مكمن امني نفذته عناصر من مخابرات الجيش في رأس بعلبك في أعقاب مطاردة ليلية، وتمكنت تالياً من إعادة السيارة الى صاحبها وتوقيف احد السارقين وتحديد هوية باقي العصابة الذين تجري ملاحقتهم، الى جانب عشرات الانجازات الامنية.
يمكن القول أن نتاج الخطة الامنية عودة الحركة السياحية الى منطقة البقاع عموماً ومدينتي بعلبك والهرمل الغنيتين بالأماكن السياحية والاثرية خصوصاً، وتاليا عودة الروح الى الحياة الاقتصادية. وقد بدأت تباشير الامل مع توافد السياح الى المحافظة وإن كان بوتيرة بطيئة.
ولم يهمل الجيش الحدود اللبنانية – السورية، فهو يعي جيداً أهمية إقفال المعابر غير الشرعية التي يستغلها المطلوبون، واستكمالاً لحملته وبسط الامن، اقفل الحدود الشرقية بشكل كامل حيث نشر عشرات المراكز المجهزة بأعتدة مراقبة حديثة. فيما استكمل أمس إقفال ما تبقى من المعابر غير الشرعية التي كان انشأها المهربون عند الحدود الشمالية من جهة بلدة القصر الحدودية، وازال جسوراً نقالة ورفع مكانها سواتر ترابية بغية ضبط الحدود ووضع حد لعمليات التهريب متبادلة بين لبنان وسوريا.
جريدة النهار 18 آذار 2019