عقد اللقاء التشاوري الوطني لعائلات وعشائر بعلبك الهرمل اجتماعا استثنائيا في مقره ببلدة دورس عند مدخل بعلبك الجنوبي، استنكارا “للحملة الإعلامية التي استهدفت رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان”، شارك فيه راعي أبرشية بعلبك دير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة، مفتي بعلبك الهرمل الشيخ خالد الصلح، راعي أبرشية بعلبك للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس رحال، المفتي الشيخ عباس زغيب، رؤساء بلديات، مخاتير ووفود تمثل عائلات وعشائر المنطقة، وفعاليات دينية واجتماعية.
رحمة
استهل اللقاء المطران رحمة، فقال: “نشكر اللقاء التشاوري الذي يجمعنا دائما للخير والبركة، لبنان معروف في العالم كله بحريته وبحرية أبنائه، ولكن ليس الحرية المتفلتة، بل الحرية المسؤولة، اليوم نرى أن هناك هجمة على الأخلاق، وإذا ماتت الأخلاق في لبنان مات لبنان، لبنان بلد الإيمان والاخلاق والقيم، إذا هذه المقومات لقيام لبنان ولخصوصياته فقدت كذذلك نفقد لبنان”.
وأعلن: “نحن اليوم تداعينا لنقول أن المقامات الدينية التي هي مسؤولة عن القيم والأخلاق والإنسانية غير مسموح بسهولة أن تتناولها أي قناة أو أي إذاعة أو أي مرجع اعلامي”.
وأضاف: “أطالب الدولة، وأسألها عن مدى سهرها على الإعلام، وعلى التواصل الاجتماعي، نحن نسأل عن الأمن الداخلي والأمن الاجتماعي والأمن الاقتصادي، ولكن أين الأمن الإلكتروني؟ وأين الأمن الإعلامي؟ ومن هذا المنطلق نحن متضامنون كليا مع رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان سماحة الشيخ عبد الأمير قبلان، ولا نقبل في هذا الشيء غير المؤكد التطاول على هذا المرجع الديني الكبير بهذا الأسلوب”.
وختم: “لبنان يجب أن نحافظ عليه، وأن نقف بوجه كل إنسان يؤذي لبنان أو يهدد قيم لبنان وثوابته وأخلاقيته واالإيمان بلبنان، لأن لبنان أكبر من كم إذاعة ومن كم إنسان يرتشوا ليتحدثوا بهذا الأمر أو ذاك، لبنان أكبر لأنه بلد قديسين وبلد مقامات مقدسة، وبلد الأشخاص الذين هم فعلاً بنوا لبنان، هؤلاء لهم الحق بالكلام، ولصغار والصعاليك يجب أن “يتضبضبوا”.
الصلح
وتحدث المفتي الصلح فقال: “نحن نجل الإعلام ونعتبره السلطة الرابعة، ولكن الإعلام الهادف والمميز، الإعلام الذي يدعو إلى الفضائل وإلى مكارم الأخلاق، كل الأنبياء والرسل والعلماء ورثة الأنبياء جاؤوا للدعوة إلى مكارم الأخلاق وإلى فضائلها، وإذا العلماء الذين هم ملح البلد فسد الملح فالبلد كله فسد، عندئذ على البلد السلام، فكيف اليوم بوسيلة أو بوسائل الإعلام التي تدعو إلى الانحلال الخلقي وتدعو إلى الفتنة والتحريض، وتدعو إلى التهريج وإضحاك الناس، فهذا شيء غير مرغوب وغير مسموح وغير مطلوب، وكيف من الاتهامات التي تريد أن تحقق من خلالها سبقا إعلاميا، وذلك على مصلحة الفتنة ومن أجل غاية مشبوهة، فنحن نقول لهم اتقوا الله في مرجعياتكم، لأن المرجعية تدعو إلى مكارم الأخلاق ولا تدعو إلى الفساد”.
وأعرب عن “كل التضامن مع مرجعياتنا الدينية والسياسية والوطنية التي هي الحامي لهذا الوطن الذي ننتمي إليه جميعا”.
رحال
بدوره قال المطران رحال: “أحييكم جميعا ونشكر اللقاء التشاوري الذي يجمعنا دائما لأمور أساسية في حياتنا، نعيشها مع بعضنا البعض، وأنا لا أقول عيشا مشتركا وإنما اقول عيشا واحدا بمنطقة بعلبك الهرمل، وكلنا نحب وسائل الإعلام، فهي ضرورية جدا في المجتمع، ولكن أقول لهم كلمة من الإنجيل: “ليكن كلامكم نعم نعم ولا لا وما زاد على ذلك فهو من الشرير”، وسائل الإعلام عندما تقول الحقائق نحن معها، ونرفض أي غلط من وسائل الإعلام بأي حجة كانت، فالخبر يدخل ويبقى متداولا بين الناس جميعا”.
زغيب
وقال المفتي زغيب: “بالنسبة إلى موضوع التطاول على سماحة الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان، نحن لا نعتبره تطاولا على شخص، بل على رمز من رموز الوحدة الوطنية”.
وأضاف: “إذا نظرنا إلى السلسلة التي بدأ بها تلفزيون “الجديد”، أولا بدأ بالزواج المدني، ومن ثم إلى نسف كل القيم الدينية، يعني الهدف من ذلك نسف المنظومة الدينية، ونرى ذلك من خلال برنامج “أنا هيك” وزواج المثليين، كل هذه الأمور ليس الهدف منها تثقيف المجتمع، وإنما الهدف منها بث الانحلال الاخلاقي والقيمي بين أفراد المجتمع”.
وتابع: “ما قام به سماحة الإمام بموضوع الوقف، هو أدرى بمصلحة الوقف من غيره وهو يدير هذه الطائفة وشؤونها، وهذا أمر يعود إلى الفقهاء البت به، وليس أمرا للأخرين الذين لا يفقهون، إن ما قام به سماحة الإمام هو ما فيه مصلحة الوقف وهو قيم على ذلك”.
بيان
وصدر عن المجتمعين بيان تلاه المحامي طلال راشد جعفر، وجاء فيه: “عقد اللقاء التشاوري الوطني الذي يضم وجهاء وعشائر وعائلات منطقة بعلبك الهرمل اجتماعا في مقره في دورس، وجرى التباحث في ما دأبت عليه محطة تخييط الأكاذيب وتلفيق الأضاليل، وتحييك النعرات الطائفية والمذهبية، وعرض البرامج الهابطة واللاأخلاقية المسبوقة بمقدمات أخبارية أقل ما يقال فيها أنها سوقية بامتياز، وخارجة على كل اللياقات والأصول الأدبية، وفيها من الابتذال وقلة الحياء ما يندى له جبين الإعلام الحر والمسؤول”.
واضاف: “تطرق المجتمعون إلى ما أوردته هذه المحطة المأجورة والمشبوهة وإدارتها بتاريخ 2019/3/11 من أخبار ملفقة وكاذبة تناولت فيها مقام رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة آية الله الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان، رافضين ومستنكرين بشدة التطاول على هذه القامة الوطنية والدينية التي سمت بإيمانها وأخلاقها وقيمها ووطنيتها على كل الصغائر والدناءات التي تجسدها فبركات هذه المحطة وتعشش في نفوس أصحابها والمشرفين عليها الذين تربوا على الوقاحة والسباب”.
وتابع: “اعتبر المجتمعون أن التطاول على سماحة الإمام قبلان هو تطاول ليس على الطائفة الشيعية فحسب، إنما هو تطاول وقح ومباشر على كل الشرفاء والحرصاء على دينهم والمؤمنين بربهم والمؤتمنين على شرع الله، الذين لا يباعون ولا يشرون”.
واردف: “طالب المجتمعون إدارة المحطة والعاملين فيها عدم الاستمرار في هذا النهج الإعلامي السخيف والمنحط والذي لا أهداف له سوى تشويه الحق وتزيين الباطل”.
وختم: “أكد المجتمعون أن سماحة الشيخ عبد الأمير قبلان وعلماء الدين في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى أحرص على أصول وفروع دينهم وأحكامهم الشرعية، ويعرفون جيدا الحلال من الحرام، والجائز من عدمه، وما فيه مصلحة الوقف وكيفية إدارته. وكلف المجتمعون مكتب المحامي وليد شفيق صبرا للتقدم بالإجراءات القانونية اللازمة بوجه قناة “الجديد”.
الجمعة 15 آذار 2019