فكتوريا موسى- Bekaa.com-
فيما يسيطر شلل شبه تام على السياحة في لبنان بسبب جائحة كورونا والانهيار الاقتصادي والمالي، تتأثر مدينة بعلبك بشكل خاص لاعتبارها تاريخيا من مدن الاطراف الفقيرة، وضياع ثرواتها الأثرية بين سندان الاهمال المزمن ومطرقة الجمود. وفيما يجهد القطاع السياحي داخل المدينة لتحقيق موسم واعد يعوّض كارثة الموسم الماضي، لا تزال تعترض هذا الجهد سلسلة عقبات، ما جعل من مهرجانات بعلبك الدولية هذا العام مناسبة لتحريك المياه الراكدة.
للوقوف على برنامج لجنة مهرجانات بعلبك، أوضح عضو اللجنة المهندس حماد ياغي لبقاع.كوم أنه وبسبب استمرار جائحة كورونا ستكون المهرجانات محدودة لهذا العام. وهناك توجه لان يتم تنظيم حفل واحد داخل الهياكل الأثرية بجمهور محدود لضمان التباعد الاجتماعي. ولفت ياغي الى افكار قيد الدرس لتنظيم حفلات صغيرة من دون جمهور في عشرة مواقع اثرية في محافظة بعلبك الهرمل. وقد ينظم حفل او اثنان منها في محافظة البقاع وتحديدا داخل آثار نيحا.
ومن ضمن اللائحة التي يتم التشاور بها، بعض المواقع داخل مدينة بعلبك كحجر الحبلى، ومعبد فينوس المقابل لمدخل هيكل جوبيتر، على ان تنقل الحفلات مباشرة عبر وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.
قطاع السياحة
في هذا الوقت يتطلع القطاع السياحي في المدينة وخصوصا بشقي الفنادق والمطاعم الى تفعيل الموسم بكافة الطرق المتاحة خاصة بعد انطلاق عمليات التلقيح. وفيما أمل ياغي، وهو ايضا احد اصحاب المشاريع السياحية في منتزه رأس العين، أن يكون الموسم الحالي جيدا نسبيا، شكر نقيب اصحاب مطاعم بعلبك الهرمل، والاتحاد الدولي للنقابات السياحية ايهاب رعد لجنة مهرجانات بعلبك برئيستها نايلة دو فريج وأعضائها، للاضاءة على كنوز بعلبك واجتذاب الأنظار اليها، وكذلك بلدية بعلبك التي تسعى لتفعيل حركة المدينة، ولكنه اكد لموقعنا ان قطاع المطاعم فقد مقوماته ولا احد يستطيع تلبية متطلبات استمراره، سائلا عن مصير المؤسسات السياحية والعمال في ظل التضخم الاقتصادي وقفزة سعر صرف الدولار الجنونية.
وعن اجراءات الوقاية ضد جائحة كورونا، شدد على انها مصانة انما غير كافية لوحدها في ظل بطء عملية التلقيح وتأخر المناعة المجتمعية، في وقت نجح عدد من الدول العربية في اكتساب هذه المناعة خلال بضعة اشهر، وبعضها يستعد لجذب اكبر سياحة معارض ومؤتمرات، وصيانة البنى التحتية والسياحية لاستقبال كأس العالم لكرة القدم في 2022 واستقطاب ملايين السياح واستثمارات في علامات تجارية بارزة من فنادق ومطاعم ومنتجات..
وعن تأثير الوضع الأمني على السياحة، بدا رعد مطمئنا إذ شدد على أهمية الخطة الأمنية التي يتم تفعيلها باستمرار شاكرا في هذا الاطار محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر على عمله الدؤوب، فضلا عن قيادة الجيش اللبناني وعناصره الساهرة على أمن المدينة.
وختم بأنه يمكن لبعلبك ان تصبح أهم مدينة سياحية في لبنان والشرق الأوسط اذا توفرت الارادة لذلك. فالى جانب الهياكل والمواقع الأثرية العديدة، والتي تجعل المدينة في مصاف المدن الأبرز في العالم من ناحية الآثار الضخمة والانثروبولوجيا والتاريخ، تتميز بعلبك بمنتزهاتها ومطاعمها الجميلة ومأكولاتها اللذيذة فضلا عن أسعارها المقبولة نسبيا مقارنة مع محيطها، عدا عن حسن ضيافة البعلبكي المشهودة. كل ذلك يجعلها واحدة من أفضل الوجهات السياحية في المنطقة. فهل تتحقق تمنيات أبناء بعلبك وتثمر جهودهم بموسم معقول هذا العام؟!
خاص بقاع.كوم 28 نيسان 2021