بعد اسبوع من اطلاق حملة التلقيح ضد فيروس كورونا، برزت عدة تحديات وبعض الشوائب التي لا تبشر ان نهاية انتشار الوباء اصبحت قريبة. وان بدت الحملة بشقيها العلمي، عبر لجنة علمية كفؤة، او التقني، عبر منصة الكترونية متطورة، من العلامات الايجابية لكن تبقى الحملة منقوصة.
اولاً: وتيرة التلقيح البطيئة : حصل 25 الف شخصا على اللقاح في الاسبوع الاول حسب وزارة الصحة يشكلون 0.52 من السكان المستهدفين اذا قدرنا ان 70% من السكان المُستهدف تلقيهم اللقاح هم 4.8 مليون شخص للوصول الى المناعة المجتمعية حسب توصيات الخبراء. وعلى هذه الوتيرة، اي بمعدل 3،571 لقاح في الاسبوع لن يتمكن لبنان من الوصول الى جرعتين لـ 70% من السكان قبل 15 حزيران 2025 اي بعد 4 سنوات و 4 اشهر.
ثانياً: تضارب الارقام بين المنصة ووزارة الصحة، فأكثر من 50٪ من الاشخاص اللذين تلقوا اللقاح لم تكن اسمائهم مسجلة على المنصة، هذا يطرح العديد من الاسئلة عن الشفافية والمعايير في الوصول الى اللقاح بالرغم من كل وعود وزير الصحة واعضاء اللجنة العلمية ومراقبة البنك الدولي عبر الصليب الاحمر الدولي للعملية.
ثالثاً: الاعداد القليلة للمسجلين على المنصة ، فلا يزال العدد المسجل على المنصة منخفض نسبياً وان ارتفع بشكل مقبول خلال الاسبوع الفائت وهو وصل حتى يوم امس الى 673،383 اي 14% من المستهدفين. فالتحدي الاساسي في موضوع التسجيل على المنصة هو تسهيل العملية للكثير من اللبنانيين والمقيمين الذين يواجهون صعوبة في الوصول الى المنصة ان من ناحية المعرفة الرقمية المحدودة او فيما يتعلق بالمستندات الرسمية المطلوبة مع وجود 80% من اللاجئين السوريين قوق الـ 15 عاماً من العمر غير حاصلين على اقامات صالحة، بالإضافة الى عدد من اللبنانيين مكتومي القيد.
رابعاً: الحملة الاعلامية الخجولة، والتي تقتصر على مبادرة المحطات التلفزيونية والاذاعية للإضاءة على موضوع التلقيح بينما تغيب خطة اعلامية متكاملة تحفز الناس على ذلك وتدحض الاخبار الزائفة حول اللقاح.
اذن نحن امام رحلة طويلة جداً لتأمين مناعة مجتمعية والسيطرة على وباء الكورونا، وفي وضع اقتصادي واجتماعي متهالك ستكون التكلفة الانسانية والاقتصادية والصحية للوباء عالية جدا وعدم الاسراع في عملية التلقيح سيزيد هذه الاعباء ويفاقمها.
لا بد من الاسراع في عملية التلقيح ضمن خطة طموحة تضع نصب اعينها تلقيح المستهدفين بحلول ايلول 2021 ضمن مؤشر اداء طموح هو 20،000 شخص ملقح في اليوم. عليه نقترح التالي:
اولاً: لتأمين اللقاحات يجب اطلاق ” دبلوماسية اللقاح ” من قبل وزارة الخارجية والهيئات الاغترابية للحصول على لقاحات خلال الاشهر القادمة من مصادر مختلفة كالصين وروسيا والهند.
ثانياً: تعزيز التسجيل على المنصة بالتعاون مع البلديات والمخاتير والهيئات الاهلية، كذلك المنظمات الدولية فيما يختص باللاجئين، عبر تدريب متطوعين في كل البلدات واحياء المدن يساعدون الناس في عملية التسجيل على المنصة تحت اشراف البلديات والمنظمات.
ثالثاً: الالتزام بمنهجية واضحة وشفافة للوصول الى اللقاح خاصة لمن هم اكثر حاجة ضمن المعايير التي وضعتها اللجنة العلمية وادارة هذه المعايير عبر نظام المنصة.
رابعاً: تطوير نظام السجل الطبي الاكتروني لربط مراكز التلقيح بوزارة الصحة وبالمنصة، وهذا اساسي لتوسيع عدد مراكز التلقيح للتعجيل في العملية.
خامساً: اطلاق حملة اعلامية موحدة تساهم في رفع الوعي حول اهمية اللقاح.
*مرصد الازمة في الجامعة الاميركية هو مبادرة بحثية تهدف الى دراسة تداعيات الازمات المتعددة في لبنان وطرق مقاربتها.
الاثنين 22 شباط 2021 موقع النهار