روما- طلال خريس
صدر عن جمعية الصداقة الإيطالية العربية وجمعية أصدقاء لبنان في إيطاليا والجمعية الثقافية سردينيا – لبنان والجمعية الثقافية الاجتماعية اللبنانية – بافيا بيانا في ذكرى الاستقلال جاء فيه:
“يشرفنا ان نتقدم من ابناء وطننا العزيز المقيم والمغترب بأحر واصدق التهاني والتمنيات القلبية بمناسبة مرور الذكرى السادسة والسبعين على استقلال لبنان وجلاء آخر جندي فرنسي واعلان استقلاله من الانتداب الفرنسي في عام 1943 .
إن غربتنا عن وطننا الحبيب لبنان مهما طالت ومهما باعدت بيننا وبينه المسافات فلن تزيدنا إلا تعلقا وعشقا ً وحبا ً له. كيف لا وهو وطن الحضارة والثقافة وما زلنا نحمل جزءا منه، والذي لا يفارقنا في البعد ويؤرقنا حزنا ً في البلايا.
في هذه الذكرى العظيمة التي نحتفل بها جميعا لا بد لنا من نستذكر ونوجه اصدق التحايا الى كل من ساهم وضحى وبذل الدماء الذكية من اجل تحرير لبنان واستعادة سيادته وكرامته من رجال الاستقلال العظماء والشهداء الابرار وكل لبناني ناضل وكافح من اجل التخلص من الاستعمار الفرنسي ونيل لبنان استقلاله وعزته. كذلك لا بد لنا وخاصة واننا نعيش ذكرى التحرير من الاحتلال الفرنسي ان نحيي كل الشهداء والجرحى من ابناء وطننا، من جيشنا الباسل ومقاومتنا الابية ومواطنينا الشرفاء الذين قاوموا ودافعوا عن لبنان وسجلوا الانتصارات العظيمة على المحتل الاسرائيلي وعلى الارهاب، فاعادوا الينا بتضحياتهم الجسيمة ودمائهم الذكية استقلال وعزة و كرامة وطننا لبنان، ورفعوا جباهنا عاليا وجعلوا علم وطننا يزهو فخرا واباء في كل بقاع واصقاع الدنيا.
ان هذه الذكرى تتزامن مع ما يشهده وطننا من تطورات وتداعيات خطيرة سببته الأزمات السياسية والاقتصادية التي عصفت به، وما نتج عنها من إنعاكاسات خطيرة على اقتصاده، جعلته عرضة للانهيار الكبير الذي بات يهدد الاستقرار الاجتماعي والكياني للدولة، والذي أدى أيضا الى تردي الاوضاع المعيشية لأهلنا في الوطن الذين نتشارك معهم أوجاعهم وآلالامهم وعذاباتهم بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية والإجتماعية التي أدت بعد استفحالها وعدم معالجتها بشكل جذري الى قيام حراك وطني جامع تجسد في التظاهرات والإحتجاجات الشعبية على ما آلت إليه الأوضاع المعيشية للمواطنين الذين جمعتهم صرخة واحدة على اختلاف طوائفهم وإنتماءاتهم وهي صرخة الفقر والحرمان من أبسط حقوق المواطنية.
ان لبنان اليوم يواجه تحديا مصيرياً على جميع الاصعدة . ولقد أثبت الشعب اللبناني المحق في مطالبه، أنه شعب واع ومدرك لكل ما يحاك من مؤامرات و فتن و محاولات لضرب سلمه الاهلي واستقراره الداخلي والانجازات العظيمة التي تحققت بفضل تضحيات جيشه البطل ومقاومته الجشاعة من قبل بعض الخبثاء الذين يحاولون استغلال انتفاضته الشعبية لمآرب لا تخدم سوى اعداء الوطن المتربصين به والطامعين بارضه وثرواته الطبيعية .
إن أهلنا في الوطن يستحقون ان يحيوا ويعيشوا في ظل وطن يكفل لهم أبسط الحقوق المتعارف عليها ، فلقد دفع هذا الوطن الأثمان الباهظة وعلى مدار سنوات طويلة من اجل نيل استقلاله وحريته، وآن الأوان له أن يخرج من تلك الأزمات لكي ينطلق عاليا حرا سيدا مستقلا، ولينعم أبناؤه بالطمأنينة والحياة الكريمة، والأمن والأمان كغيرهم من بقية الشعوب.
نحن المغتربون، أبناء هذا الوطن الذين لم ولن يتوقفوا عن عشقه و حبه والتعلق بأرضه والدفاع عنه بكل ما أوتينا من قوة وقدرات، نعلق الآمال الكبيرة على جميع المسؤولين المعنيين العقلاء والنخب الشبابية المنظمة والواعية على إختلاف مواقعهم ومراكزهم بأن يسعوا جاهدين من أجل إخراج وطننا من هذه الأزمة وأن يتوافقوا جميعا من أجل حماية وطننا والدفاع عنه لكي نحافظ على سيادته وإستقراره وإستقلاله.”
لقراءة نص البيان أضغط على الرابط التالي: