أطلق المركز اللبناني للاعمال المتعلقة بالالغام، الحملة الوطنية التذكيرية للتوعية على مخاطر الالغام والقنابل العنقودية والذخائر غير المنفجرة، تحت شعار “تعزيز الامان والتنمية”، بالتعاون والشراكة مع بنك “لبنان والمهجر” و”اللجنة الوطنية للتوعية على مخاطر الالغام”، في حفل اقيم برعاية قائد الجيش العماد جوزاف عون ممثلا بالعميد جورج شريم، في “المدرسة الاقليمية لنزع الالغام لاهداف انسانية في لبنان”، في ثكنة سعيد الخطيب في بلدة حمانا.
حضر الحفل رئيس المركز اللبناني للاعمال المتعلقة بالالغام العميد الركن جهاد بشعلاني، وممثلون عن برنامج الامم المتحدة والسفارات المشاركة في المشروع، رئيس مجلس ادارة مدير عام بنك “لبنان والمهجر” سعد أزهري، رئيسة اللجنة الوطنية لنزع الالغام الدكتورة حبوبة عون وكبار ضباط الجيش اللبناني وقادة الوحدات وحشد من الضباط والعسكريين في المدرسة الاقليمية وثكنة حمانا.
د.عون
بعد النشيد الوطني وتعريف من الرقيب أول سوزان عجوز، ألقت الدكتورة عون كلمة اللجنة الوطنية لنزع الالغام، أعلنت فيها انه “بتاريخ 8 كانون الاول 2005 أقرت الهيئة العامة للامم المتحدة يوم 4 نيسان من كل عام “اليوم العالمي للتوعية من مخاطر الالغام”، مشيرة الى ان شعار هذا العام هو “الامم المتحدة تعمل من اجل تحقيق اهداف التنمية المستدامة والارض الآمنة والبيت الامن”.
وقالت: “منذ العام 1990 واعلان انتهاء الحرب في لبنان، والجيش اللبناني جاد في تأمين الارض الآمنة والبيت الآمن لكل أبناء الوطن دون تمييز، يضحي بنفسه على الجبهات كما في العمليات الانسانية لنزع الالغام وتطهير الاماكن الخطيرة من مخلفات الحروب المتفجرة، بما فيها القنابل العنقودية والقذائف غير المنفجرة والشرائك الخداعية والعبوات الناسفة المرتجلة التي خلقها العدو الاسرائيلي والجماعات الارهابية بعد دحرها في معركة “فجر الجرود” عام 2017. يعمل تعزيزا للتنمية والامان بمهنية عالية، أضحى معها المركز اللبناني للاعمال المتعلقة بالالغام في الجيش اللبناني في طليعة المراكز على المستوى العالمي.. لقد رفع حقا اسم لبنان عاليا وتميز ببنائه الشراكات الناجحة مع الجمعيات العالمية ذات الاختصاص ومع الجهات المانحة العالمية والمحلية ومع منظمات الامم المتحدة ومع القطاع المدني المحلي كما مع القطاع الخاص”.
وتابعت: “يدعم الجيش اللبناني- المركز اللبناني للاعمال المتعلقة بالالغام عمل الجمعيات الاهلية، حيث منذ العام 1996 وأعمال التوعية من مخاطر الالغام ومساعدة الضحايا تنفذ من خلال جمعيات اللجنة الوطنية للتوعية من مخاطر الالغام واللجنة الوطنية لمساعدة الضحايا”.
وشكرت “كل من ساهم ويساهم في دعم اعمال التوعية من مخاطر الالغام ومساعدة الضحايا”، معتبرة انه “لولا الجهات المانحة لما شهدت اعمال معالجة مشكلة الالغام هذا التقدم الملحوظ ولما كثرت مساحات الارض الامنة والبيوت الامنة”. وتمنت على جميع المعنيين “الاستمرار في دعم لبنان في معالجة هذه المشكلة، لان لا تنمية ولا أمان بوجود مشكلة الالغام”.
بشعلاني
وأعلن رئيس المركز اللبناني للاعمال المتعلقة بالالغام “ان اطلاق هذه الحملة يأتي بالتعاون مع اللجنة الوطنية للتوعية من مخاطر الالغام، ويدعم من الجهات المانحة بهدف تعزيز الوعي لدى المواطنين المتمسكين بأرضهم رغم المحن، وذلك بالتكامل مع برنامج مساعدة الضحايا الذي يعنى بتأهيلهم جسديا واجتماعيا ونفسيا، وتترافق هذه البرامج مع عمليات التنظيف والازالة لتشكل ورشة عمل متكاملة تدرأ الخطر عن مجتمعنا”.
واعتبر “ان التوعية من مخاطر الالغام والقنابل العنقودية ومخلفات الحروب إحدى أهم النشاطات المتعلقة بالالغام، الى جانب عمليات التنظيف ومساعدة ضحايا الالغام، وقد شملت أعمال التوعية التي قام بها المركز اللبناني للاعمال المتعلقة بالالغام، بالتعاون مع اللجان والمؤسسات المعنية، حوالى مليون ومئة الف مواطن على الصعيدين المباشر وغير المباشر، بما يشمل الفئات العمرية والشرائح الاجتماعية كافة في مختلف المناطق اللبنانية”.
وأشار الى “ان المركز اللبناني للاعمال المتعلقة بالالغام، وبمشاركة فوج الهندسة في الجيش اللبناني والمنظمات والجمعيات المحلية والاجنبية العاملة في مجال نزع الالغام لاهداف انسانية، قد نظف حتى نهاية العام 2018 نحو مئة وثمانية ملايين متر مربع، أي ما يعادل سبعين في المئة من الاراضي المشبوهة او الملوثة بالالغام والقنابل العنقودية”.
ازهري
من جهته، أعلن مدير عام بنك لبنان والمهجر، ان البنك “يفخر بان يكون اللاعب الاول من القطاع الخاص في تبني هذه القضية الوطنية وفي اطلاق حملات التوعية حول مخاطر الالغام والقنابل العنقودية، وينبع ذلك من الاهمية العالية التي يعطيها البنك لنشاطاته في المسؤولية الاجتماعية، ومن دوره العملي عبر اطلاقه برنامج “بلوم عطاء” الذي بدأ في العام 2010 والذي قام حتى الان بالتعاون مع المركز اللبناني للاعمال المتعلقة بالالغام بنزع الالغام والقنابل العنقودية من 230,000 متر مربع من الاراضي اللبنانية وباعادة تأهيل الاراضي المنطقة من خلال زرع الاشجار ومساعدة اهالي الضحايا وبث الامل والحياة في ربوعها”.
شريم
وألقى العميد شريم كلمة قائد الجيش، فقال: “لا يزال لبنان يعاني تبعات الحروب التي شهدها خلال حقبات مختلفة، فمن حرب أهلية مرورا بجولات المواجهة المتعددة مع عدو بث حقده في ارضنا الغاما وقنابل عنقودية، وصولا الى ارهاب من نوع اخر زرع حدودنا الشمالية الشرقية أجساما مشبوهة ملوثا اراضيها الزراعية”.
وأكد “ان المهمة صعبة ومحفوفة بالمخاطر وتحتاج الى تمويل يفوق قدرات الدولة اللبنانية بجميع مؤسساتها، إلا أننا مصرون على إكمالها، لجعل ترابنا المجبول بدماء شهدائنا خاليا من أي جسم مشبوه، ولاستعادة كل شبر من ارضنا لا يزال محتلا بالالغام والذخائر غير المنفجرة، فيعود المزارعون الى حقولهم بأمان ويلعب الاطفال في الساحات وتنطلق بذلك الندوة الاقتصادية والتنموية والعمرانية والسياحية”.
وقال: “نجتمع اليوم سويا، الحملة الوطنية، في اليوم العالمي للتوعية من مخاطر الالغام تحت عنوان “تعزيز الامان والتنمية”، هدفنا في المرحلة المقبلة بالتعاون مع الدول الصديقة والجهات المانحة، هو ان نتمكن معا من انجاز تحرير اكثر من ستة واربعين مليون متر مربع من الاراضي التي لا تزال بحاجة الى تنظيف. قرار يتطلب تنفيذه سنوات طويلة لاسباب عديدة اهمها تقني يتعلق بطبيعة الارض، ومالي يتعلق بتوفير التمويل اللازمة لزيادة عدد الفرق في ازالة مخلفات الحروب”.
اضاف: “من هنا، يسرني اليوم ان أعلن عن انجاز مهمة مسح الاراضي التي كانت تحتلها المنظمات الارهابية في جرود عرسال وراس بعلبك، بعد تحريرها في معركة “فجر الجرود” وتحديدها، بدعم اميركي واوروبي، حيث تقدر المساحة الملوثة فيها باكثر من مليون متر مربع، على تبدأ اعمال تنظيفها في الاسابيع المقبلة، واذا توافرت كل الامكانات اللازمة، قد تنجز هذه الاعمال في غضون عامين، فيستعيد اهالي المنطقة اراضيهم التي حرموا منها على مر اعوام، ليلونوها مجددا بأخضر الحياة”.
وختم: “باسم وزير الدفاع الوطني الاستاذ الياس بو صعب وقائد الجيش جوزاف عون، أشكر المركز اللبناني للاعمال المتعلقة بالالغام على اطلاق هذه الحملة، بالتعاون مع اللجنة الوطنية للتوعية من مخاطر الالعام وبالشراكة مع بنك لبنان والمهجر، كما اشكر كل الدول الصديقة ممثلة بحكوماتها ومنظماتها غير الحكومية، وقوات الامم المتحدة المؤقتة في لبنان، على تعاونها المستمر والدائم مع الجيش اللبناني للعمل على تنظيف الاراضي الملوثة، والمساهمة في حملات التوعية في مختلف المناطق اللبنانية، كما انحني اجلالا امام الجرحى المعوقين وارواح الشهداء واثمن جهود اولئك العاملين بصمت جنودا مجهولين، في معركة تحرير جديدة للاراضي من رجس عدو غادر، ليزهر الاحمر حقولا خضراء حان وقت قطافها”.
واخيرا قدم الرائد علي مكي شرحا عن أعمال المركز الوطني لنزع الالغام تحت شعار “تعزيز الامان والتنمية”، مشيرا الى الاعمال التي قام وسيقوم بها المركز للتوعية.
وجرى خلال الحفل عرض افلام عن أعمال نزع الالغام في بعض المناطق. وختاما كوكتيل بالمناسبة.
الخميس 04 نيسان 2019