نظمت وزارة الثقافة – المديرية العامة للآثار، معرض صور فوتوغرافية بعنوان ” الاكتشافات الحديثة في الآثار والتراث في أميون” يعرض لنتائج حملات الاستكشاف الأثري في المدينة منذ العام 2017، وذلك بالتعاون مع بلدية أميون والبعثة الإيطالية اللبنانية المسؤولة عن المشروع الأثري في شمال لبنان (NoLeP) والعاملة تحت اشراف كل من الدكتور ماركو ياموني من جامعة أوديني والدكتورة مي حيدر من الجامعة اللبنانية الفرع الثالث – طرابلس.
وتم من خلال المعرض توضيح جغرافية المنطقة وتاريخ المدينة، مع إيلاء اهتمام خاص للمراحل التاريخية الرئيسية للمدينة مثل أصولها، واعتبارها المركز الرئيسي للمناطق الداخلية خلال عصر البرونز وعصر الحديد (العصر الفينيقي) ، وازدهارها خلال الحقبة الرومانية – البيزنطية وأخيرا الدور الذي لعبته في العصور الوسطى والحقبة العثمانية، وذلك في مبنى بلدية آميون في حضورالسفيرالإيطالي الدكتور ماسيمو ماروتي والوفد المرافق، رامي لطوف ممثلا النائب فايز غصن، رئيس اتحاد بلديات الكورة المهندس كريم بو كريم، رئيس بلدة بكفتين جورج جوزيف شوبح ممثلا نائب رئيس مجلس النواب السابق فريد مكاري، مدير جامعة liu الدكتور أحمد الاحدب ممثلا الوزيرالسابق عبد الرحيم مراد، المدير العام للاثارالمهندس سركيس الخوري ، السفير حنا عكر، رؤساء بلديات ومخاتير ، مسؤولي جمعيات ثقافية واجتماعية.
شكر رئيس بلدية اميون المهندس مالك فارس للسفارة وللسفير الايطالي ومديرية الاثار والجامعة اللبنانية كلية الآداب والعلوم الانسانية وجامعة اودينيو “وكل من ساهم بوضع اميون على الخارطة الاثرية بعد وضعها على الخارطة السياحية، خصوصا ان اميون غنية بتاريخها وباثارها وهذا اكثر ما نشهده من خلال كنائسها”، مؤكدا ان “المطلوب توثيق هذه المعلومات علميا”.
وعرضت المديرة الاقلمية للبنان الشمالي في المديرية العامة للآثار الدكتورة سمر كرم لوجود الاثار في لبنان الشمالي ولاهمية إكتشافها وترجمتها لتحقيق دراسة واقعية تعرفنا بتاريخ هذه المنطقة.
واثنت مديرة الفرع الثالث لكلية الآداب والعلوم الانسانية و ممثلة عميد كلية الاداب والعلوم الانسانية في الجامعة اللبنانية الدكتورة جاكلين أيوب على “احياء معرض الاثار هذا لاهمية التعرف على الاثار الموجودة في المنطقة وحيت جهود كلية الاثار وطلابها التي تسعى لتعريف العالم عليها وذلك من اجل النهوض والازدهار مما يعزز موقع لبنان على الخارطة العالمية”، شاكرة لبلدية اميون “اهتمامها بإحياء تراثها الذي هو السبيل الاوحد لابراز تاريخ البلدة”.
وأكد رئيس كلية العلوم الإنسانية والتراث في ايطاليا البروفسور اندريا زنيني سروره لوجوده “في هذه البلدة التي تحمل الكثير من الآثار”، موضحا ان “التوأمة والتعاون بين جامعة اوديني الايطالية والجامعة اللبنانية تمكنت من ابراز آثارها وهذا مايبرز حضارة الشعوب السابقة، كما عرض لبعض تجاربه ومعاناته في الابحاث.
وأبدى رئيس قسم الآثار في جامعة DINE وممثل عميد جامعة UDINE في ايطاليا دانييل مورندي بوناكوسي سروره لاعادة اكتشاف التراث الثقافي القديم في اميون، وأوضح ان “علم الآثار يعكس تاريخ وموقع جيل سابق ويجب ان نحافظ عليه لأنه يوضح المستقبل”.
وأوضح أن “التركيز الرئيسي في لبنان هو الحفاظ على التراث الاثري وترميمه وترويج السياحة له ليس فقط في المجال الثقافي بل بالتنمية الاجتماعية للبلد. وهذا ما لاحظناه اليوم من خلال الرؤية المشتركة للمواقع الاثرية في معرض اميون”.
وأثنى السفير ماروتي على “أهمية التعاون الثقافي بين لبنان وايطاليا”، شاكرا “البعثة وكل من شارك في إنجاح جهودها وتسليطها الضوء على مرحلة تاريخية مميزة في بلدة أميون”، مؤكدا ان “افتتاح هذا المعرض يعكس نتائج الدراسة التي حصلت بين الجامعتين الايطالية واللبنانية ويعكس التطور الذي من الممكن ان تشهده المنطقة وانعكاساتها على بلدة أميون من خلال جذب السواح اليها للتعرف على معالمها”.
وأوضح خوري أن “المديرية العامة للآثار من خلال عملها للحفاظ على التراث والآثار في لبنان تسعى جاهدة الى اكتشاف مواقع أثرية وتراثية في المناطق وذلك من اجل حمايتها والافادة منها في التنمية المستدامة في المجتمعات المحلية، بالاضافة الى تأمين تنمية المناطق من خلال اللامركزية الثقافية التي تعتمدها”.
وتابع:” لقد اطلقت الوزارة الخطة الخمسية للنهوض الثقافي في لبنان وذلك عبر مشاريع صغيرة ومتوسطة الحجم موزعة على المناطق كافة بالتعاون مع الجامعات والمنظمات اللبنانية والمنظمات غير الحكومية والبلديات والمجتمع المحلي المقيم”.
وأكد أن “المديرية العامة للاثار تقوم بإجراء بعثات أثرية في “تل ميرهان” في شكا، والموقع الاثري في أنفه، بالاضافة الى بلدة اميون”.
ثم عرض فيلم تحدث خلاله كل من الدكتورة مي حيدر والدكتور ماركو يامونيو اللذان أوضحا “كيفية إجراء المسح الأثري والتغيرات الجيولوجية في المنطقة وأهمية التعاون بين الجامعتين الايطالية واللبنانية لتحديد أماكن الآثار في لبنان وحمايتها كما تناول أسباب اختيار منطقة الكورة. وفي هذا السياق يقول ماركو ياموني إن “النتائج التي حصلت عليها البعثة الأثرية الإيطالية اللبنانية هي ذات أهمية استثنائية لأنها تؤكد للمرة الأولى أصول أميون القديمة وأهميتها التي يمكن مقارنتها بالمراكز الأكثر شهرة مثل بيبلوس”.
وبعد أن جال الحضور في أرجاء المعرض، شاركوا في حفل كوكتيل اقيم للمناسبة.
الإثنين 24 حزيران 2019