احتفل رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام درويش بعيد النبي ايليا بقداس احتفالي ترأسه في كنيسة دير مار الياس الطوق في زحلة، عاونه فيه النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم والأب جاورجيوس شبوع وخدمته جوقة القديس رومانس بقيادة المرنم الأول في الأبرشية جورج رياشي، وحضره منسقة لجنة الشبيبة البطريركية الدكتورة سنتيا غريب وأمين سر اللجنة، منسق مكتب الشبيبة في الأبرشية المحامي روي جريش وجمهور كبير من المؤمنين.
بعد الإنجيل المقدس القى المطران درويش عظة هنأ فيها المحتفلين بالعيد، وهنأ الرهبنة الباسيلية الشويرية بانتخاب رئيس عام جديدوعمدة جديدة، ومما قال :
“أتوجه بالتهنئة من الرهبانية الباسيلية الشويرية بانتخاب عمدة جديدة لها وأهنئ بخاصة الرئيس العام الجديد الأرشمندريت شربل معلوف والآباء المدبرين لا سيما رئيس الدير الأب مطانوس نصرالله. وأهنئكم جميعا بعيد شفيع الكنيسة، وشفيع كل عائلة وكل فرد من أبناء الرعية كما أهنئ بنوع خاص الذين يحملون اسم الياس. أرفع اليوم ذبيحة القربان على هذه النية وعلى نية كل من يعمل في هذه الرعية.”
كما رحب بمنسقة لجنة الشبيبة البطريركية الدكتورة سنتيا غريب وأمين سر اللجنة المحامي روي جريش ودعا شبيبة الأبرشية الى” المشاركة بكثافة في لقاء شبيبة الروم الملكيين الكاثوليك حول غبطة البطريرك يوسف العبسي تحت عنوان ” لك اقول قم ” في 9و 10 و 11 آب المقبل في مركز لقاء في الربوة”
وعن سيرة حياة النبي ايليا قال “أتأمل معكم اليوم في بعض جوانب حياة ايليا النبي الناسك والرسول، ففي كل سنة في عيده نحاول أن ندخل الى عمق حياته ونحاول أن نتعرف على جانب من شخصيته.
نتذكر اولاً أنه عاش في اورشليم قبل المسيح بتسعمئة سنة في وقت كان الملك آحاب يحكم مملكة اسرائيل وكانت زوجته ايزابيل تعبد آلهة كنعان.
في ذلك الوقت بدأ ايليا يحارب عبادة الاصنام فدعا الملك والشعب للتوبة وأنبأه بالمجاعة. لكنه رغم جرأته، خاف من بطش الملكة فاختبأ في مغارة. ويروي الكتاب المقدس أن الطيور كانت تطعمه. ثم دعاه الرب ليذهب إلى “صرفت صيدا” وهناك التقى بامرأة ارملة كانت تعيش مع طفلها الوحيد وقد أعطاه الرب نعمة تكثير الطحين والزيت، وقد اكتشف ان الله هو المنتصر، وهذه كانت اشارة واضحة ليخرج ايليا من خوفه ويحقق فيه دعوة الله ويكتشف أن الله يريده أن يكون نبياً من انبيائه.
وهنا ارسل للملك آحاب رسالة يطلب فيها أن يتحدى آلهة الاصنام فتم اللقاء على جبل الكرمل، فجمعت الملكة كهنةَ آلهة الاصنام وجهزوا الذبيحة لآلهتهم وطلب منهم أن يتضرعوا لترسل الآلهة ناراً لإحراقها فلم ينجحوا. ثم جهز له محرقة وصب عليها ماء كثيراً وصلى بإيمان كبير فارسل الله ناراً واحترقت الذبيحة فآمن الشعب بالله، ويقول الكتاب أنه قتل كهنة الأوثان، أما هو فاكتشف دعوته الثانية بأنه كاهن الله، يحمل الله الى الناس ويدعوهم ليكون الملك الوحيد على قلوبهم.
ثم تعرض ايليا للاضطهاد فكثيرون سعوا لقتله، فقرر أن يعيش في البرية فسار 40 يوماً وهو يصلي. وقاده الروح الى جبل حوريب لينسك في مغارة، وهناك كلّمَ الربَّ وقال له: “قد غِرتُ غيرةً للرب إله الجنود، لأن بني اسرائيل قد تركوا عهدك… وهم يطلبون نفسي ليأخذوها..” آنذاك كشف له الله رحمته ومحبته.”
وأضاف ” إن الله يتوقع منا نحن المؤمنين، أن نشعر بحنانه ورحمته، وأن نكون بدورنا رحماء تجاه الآخرين، ورحمةُ الله ضمانة لنا لأننا تحقق لنا السلام والطمأنينة ونقاوة النفس.
في سلوك المسيحي وفي افكاره لا توجد كبرياء ولا نميمة، بل حنان وانتباه للناس، والمسيح عندما هدم جدار العداوة والقساوة بين الناس، اراد أن تسود الرأفة في علاقاتنا مع الآخرين.
لذلك عندما نطلب رحمة الله نسعى من جهتنا أن نكون اسخياء منتبهين لبعضنا البعض، والمؤمن الحقيقي هو الذي يخلق حوله جواً عائلياً، يُشعر الآخرين بالطمأنينة ويغمرُهم بلطفه وإنسانيته.”
وختم “إن إله إيليا الذي كان يبشر به، لم يكن حيًّا فقط، بل كان إيليا حيّا بالله، لذلك عندما امتدح يسوع يوحنا المعمدان قال أنه “جاء بروح إيليا”. إنه روح الله، الروح القدس، روح الحق. هذا الروح عينه يجعلنا على مثال إيليا أنبياء، ممتلئين من روح الله، يجعلنا كهنةً نقدمُ ذواتَنا ذبيحة لله ليعلو اسمه فوق كل اسم، ويجعلُنا رسلا ومبشرين لا نخاف أن نعلن بأن كلمة الله هي الحياة.”
السبت 20 تموز 2019