ترك فرانشيسكو توتي Francesco Totti قائد فريق روما وصانع الألعاب الدولي السابق وظيفته ضمن الجهاز الفني لنادي العاصمة الإيطالية يوم الاثنين، وأظهر الهداف التاريخي للفريق المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم مرارة حين شكا من أن المالك الأمريكي للنادي لم يمنحه أي دور مناسب.
وفي مؤتمر صحفي مفعم بالمشاعر عقد في اللجنة الأولمبية الإيطالية، من المجمع الرياضي الشهير “فورو ايتاليكو” وليس من مقر النادي، قال أسطورة روما البالغ من العمر 42 عاما إنه تم استبعاده مرارا وتكرارا من اتخاذ أي قرارات حاسمة على مدار عامين قضاهما في منصبه حتى وجد نفسه مضطرا لمغادرة ناديه الوحيد.
وقال توتي للصحفيين ”لم أرتكب خطأ … حالي اليوم يشبه شخصا فقد حياته. كنت أفضل الموت على مغادرة النادي“ وقال إنه على أتم استعداد للعودة في حال مغادرة جيمس بالوتا James Pallotta رئيس النادي.
وينظر إلى توتي على نطاق واسع باعتباره واحدا من أبرز لاعبي كرة القدم في إيطاليا. وتوج توتي بكأس العالم مع ايطاليا في 2006. وقضى كامل مسيرته الكروية في صفوف روما سجل خلالها 307 أهداف في 786 مباراة.
واعتزل توتي اللعب في 2017 وحصل على وظيفة ضمن الجهاز الفني في النادي دون دور محدد.
وانضم توتي إلى فريق الشباب في روما في 1989 وأصبح قائدا للفريق الأول في عام 1998 وقاده للفوز بآخر ألقابه في الدوري في 2001 وهو واحد من ثلاثة ألقاب فقط في الدوري حققها روما.
وبعدما عرف بـ”الفتى الذهبي” خلال بداياته الكروية، اكتسب توتي لقب “ملك روما” عن جدارة بفضل ما قدمه خلال الأعوام الطويلة، رغم فشل فريقه في المنافسة على الألقاب بالقدر الذي يتمناه.
فعندما ورث توتي شارة القيادة من المدافع البرازيلي ألداير بقيادة المدرب التشيكي زدينيك زيمان عام 1998، كان يبحث عن تحدي الارتقاء بالفريق وقد نجح في الوصول الى هدفه لأنه تمكن بعدها بعامين من قيادته الى لقب الدوري (2001).
وعلى رغم أن روما لم يكرر الفوز باللقب منذ ذلك الحين، لكن توتي حبس أنفاس المشجعين والفرق المنافسة على حد سواء بمهاراته الرائعة وأهدافه التي وصلت الى الرقم 250 في الدوري.
توتي الذي أصبح بعد ثلاثة أيام من احتفاله بعيد ميلاده الـ38 أكبر لاعب يسجل هدفا في دوري أبطال أوروبا، لم يكن قائدا عاديا، بل شكل أيقونة ورمزا لروما سيصعب على مشجعي “جالوروسي” التأقلم مع فكرة رحيله عن النادي.
وكانت شهدت العلاقة بين توتي والإدارة الأمريكية للنادي بقيادة بالوتا توترا في كثير من الأحيان خاصة في الفترة التي سبقت آخر مباراة له كلاعب في الملعب الأولمبي في أجواء مفعمة بالمشاعر.
وقال ”أجبروني على ترك كرة القدم كلاعب. قدموا لي وعودا كثيرة لم يتم الوفاء بها على الإطلاق“ مضيفا أنه لم يعد بإمكانه العمل مع فرانكو بالديني مستشار النادي الذي كان يعمل في السابق مع توتنهام هوتسبير وريال مدريد.
واستحوذت مجموعة من المستثمرين الأمريكيين برئاسة بالوتا على روما في 2011 بعد ما يقرب من 20 عاما ترأس خلالها النادي مجموعة مستثمرين محليين كانوا على صلة وثيقة بتوتي.
وفي مايو أيار الماضي لم يجدد روما عقد قائد الفريق دانييلي دي روسي Daniele de Rossi صديق توتي ما أشعل ثورة من المشجعين تجاه بالوتا واتهموه بالرغبة في التخلص من أساطير النادي.
وقال توتي ”بعض الناس يريدون طرد أهل روما من نادي روما. حققوا ما أرادوه. في العام المقبل سأحضر أنا ودي روسي إلى الملعب وسنجلس معا بين الجماهير“.
وشدد توتي على أنه “ليس الوداع، بل الى اللقاء”، موضحا “إذا جاء مالك آخر الى روما وأراد حقا الاعتماد علي، سأكون مستعدا”.
الثلاثاء 18 حزيران Reuters -AFP