طلال خريس – روما
من المعيب أن بعض وسائل الإعلام وبينها وكالات أنباء وتلفزيونات مخضرمة، يعمد إلى سرقة مواضيع ومقابلات خاصة من دون وجه حق.
المؤسف أن الأمر وصل ببعض وكالات الأنباء إلى نشر مواضيع أُعدها شخصيا من روما والفاتيكان للوكالة الوطنية للإعلام من دون ذكر المصدر أو أقله مراسلتي أو مراسلة الوكالة الوطنية لطلب إذن النشر، بل عمدت في المقابل إلى اعتبار نفسها في قلب الحدث محتكرة التغطية الحرفية (من دون تغيير فاصلة).
وبلغت السرقة حدا غير مقبول لا يجرؤ عليه المبتدئون في المهنة. إذ دأبت إحدى الوكالات التي تصنَّف “مخضرمة” في الوسط الإعلامي اللبناني على نشر أكثر من حديث خاص بالوكالة الوطنية بعد شطب اسم الوكالة عنه، مما يؤكد أن الأمر لا يحصل سهوا، بل بات سياسة عمدية.
هذه السرقة لا تخلو فقط من الأخلاق الصحافية التي يجب أن تكون ركيزة الإعلام، وإنما تخلو أيضاً من المسؤولية، خصوصا أن الوكالة الوطنية قفزت قفزة نوعية، بجهد مديرتها لور سليمان، لتعود إلى الصفوف الأمامية في التغطية والسباق الصحافيين وفي المصداقية العالية، فضلا عن تضحيات كبيرة قدمتها الوكالة مشكورة لتعيين مراسل لها في إيطاليا والفاتيكان.
عدا عن ذلك، فإن الصحافي يتكبد الكثير من العناء في مهنة المتاعب ليس ليرى كتاباته منشورة بدون توقيعه في مكان آخر وكأنها أضحت ملكية لآخرين لم يبذلوا معها أي مجهود فكري.
ولعل هذه الظاهرة تستبيح حقوق الملكية الفكرية والجهود الكبيرة المادية والمعنوية التي تبذل لإنتاج المواضيع الصحافية ولا تكبحها قصور قوانين حماية الملكية الفكرية. لذلك يجب تحديث القوانين لمواجهة هذه الظاهرة مع إمكانية حجب العمل من قبل سلطات الرقابة فور التبليغ عن سارقه.
وعليه تبقى التوعية على مخاطر القرصنة الفكرية في سلم الأولويات التي يجب أن تدرس في الوسطين الصحافي والجامعي وإلا فإن السرقة ستصبح آفة لن تستطيع مهنة الصحافة التخلص منها في المدى المنظور.
الأحد 2 أيار 2019