روما – طلال خريس –
اجتمع قادة الاتحاد الأوروبي أمس في بروكسل لمناقشة انتخاب رئيس المجلس الأوروبي الشخص الذي يمثل جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في بروكسل، بدلاً من دونالد توسك ورئاسة البنك المركزي الأوروبي.
لكنهم لم يتوصلوا الى اتفاق بسبب إصرار المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ترشيح شخصية ألمانية ورفض الرئيس الفرنسي للأمر بحجة عدم كفاءة المرشح لقيادة المجلس.
لم يتطرق القادة الأوروبيون الى نتائج الانتخابات في ٢٦ الشهر المنصرم والتقدم الذي حققته القوى الشعبوية اي القوى القومية السيادية.
في فرنسا على سبيل المثال، كان فوز المرشحة اليمينية مارين لوبان على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في صناديق الاقتراع نصراً كبيرا لها، كذلك هو الأمر بالنسبة للمشككين بالاتحاد الأوروبي في جميع أنحاء أوروبا. فشل ماكرون بشكل واضح في إقناع الناخبين ببرنامجه الإصلاحي من أجل فرنسا والاتحاد الأوروبي. أما حزب الرابطة الايطالي فقد حق نصرا كبيرا ومن المرجح أن يدعو ماتيو سالفيني زعيمه إلى انتخابات عامة مبكرة، بعد فوزه في هذه الانتخابات اذا ما تحققت مطالبه الخاصة بتغيير قوانين الهجرة وخفض الضرائب على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
صحيح ان اليمين القومي لم يكتسح البرلمان الأوروبي، ولم يتم إلغاء سيطرة بعض الأحزاب الحاكمة التقليدية لكن قواعد التغيير التي يريدها تمكنه من إقامة تحالفات واسعة قد تقلب الموازين. خاصة إذا ما نجحوا بالتحالف مع الليبراليين من أو مع أحزاب الخضر، حيث ضاعف الخضر في ألمانيا أصواتهم وتقدموا بشكل ملحوظ في فرنسا.
الشعبويون، كما الخضر يتفقون على المواضيع البيئة. أما التحالف مع الليبراليين فهو أسهل أيضا. يتفق الشعبويون والليبرليين على وضع حد للهجرة ومنح المزيد من السلطات، وتوسيع الصلاحيات للبرلمانات الوطنية وليس لبروكسل.
في المحصلة يبدو أن أحزاب يسار الوسط ويمين الوسط التقليدية التي سيطرت على الاتحاد الأوروبي منذ زمن، فقدت أغلبيتها لأول مرة في البرلمان الأوروبي. هذا يعكس ميلاً واضحاً في الانتخابات الوطنية في جميع أنحاء أوروبا، ألا وهو رفض الوضع الراهن.
ختاما أوضح لنا الكاتب البريطاني جون فيليبس أن “البرلمان الأوروبي الجديد مؤيد للاتحاد الأوروبي، لكنه منكسر أيضا، ما يجعل وضع القوانين وإجراء التغييرات أمرا صعبا”. وسأل: “لماذا يخرج الشعبويون من البرلمان الأوروبي اذا تمكنوا من السيطرة عليه وتغيير قواعده؟”.
الاربعاء 29 ايار 2019