طلال خريس – assadakah.com

في كل مرة أزور أرمينيا الحبيبة أرغب بشدة في الكتابة لتعريف الأصدقاء والقراء على عجائبها الخفية وثقافتها وارتباطها التاريخي بالمسيحية.
لطالما تمسكت الكنيسة الرسولية الأرمنية بتقاليد “أرض هايك” في التزامها المسيحي. وهايك هو البطريرك الأسطوري للأرمن الذي تروي عنه الحكايات المتوارثة أنه من سلالة نوح. انتصر على ملك بابل عام 2492 قبل الميلاد وعاش شعبه في آرارات، وبنوا مدينة سموها “هايكامار” أي أرض هايك.
أثبتت أرمينيا أنها أرض الإيمان منذ القدم، كما أنها الدولة الأولى في العالم التي اعتنقت المسيحية كدين رسمي عام 301 أي قبل الإمبراطورية الرومانية بفضل أعجوبة القديس غريغوريوس المنور الذي شفا الملك تريدات الثالث من داء غريب ودفعه إلى اعتناق المسيحية وإعلانها دينا للدولة. وبناء على هذا الإرث الغني، يمكن للمرء أن يفهم جذور المسيحية في كل جزء من هذا البلد الرائع.

جيغارد – دير الرمح

أكملت طريقي من يريفان حتى بلغت مقاطعة كوتايك، وتحديدا جيغارد Geghard التي عرفت سابقا بإسم أريفانك ومعناه “دير الكهف”. تعني جيغارد “دير الرمح” باللغة الأرمينية في إشارة إلى الرمح الذي طعن به السيد المسيح على الصليب والذي نقله الرسول ثاديوس إلى أرمينيا بحسب الرواية المتوارثة وحفظه في الدير مع عدد من الآثار، قبل أن يُنقل إلى متحف كاتدرائية إيشميازين.


تشكل الأبراج الصخرية التي تحيط بالدير جزءًا من مضيق نهر أزات الشهير، وهي مدرجة إلى جانب الدير ضمن قائمة التراث العالمي. واللافت أن بعض الكنائس منحوتة بالكامل في الصخر، فيما تمدد البعض الآخر إلى داخل الكهوف. فيما شكلت بعض الهياكل إرثا هندسيا نصفه منحوت في الصخر ونصفه الآخر مبني.

الخاشكار

تنتشر في الموقع أيضا فنون الخاشكار المنحوتة على الحجر والتي ساهمت بدورها بجعل الدير من أهم الأماكن السياحية في أرمينيا والذي زرته شخصيا أكثر من مرة، ولم أمانع زيارته مجددا.
بالقرب من دير جيغارد في أسفل مجرى نهر أزات، يقع معبد غارني، وهو المعبد اليوناني الوحيد المتبقي في أرمينيا والذي يشبه البارثينون-المعبد الإغريقي المبني على جبل الأكروبولس في أثينا..

ترجمة فكتوريا موسى

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *