تعليق – مستر بومبيو في بيروت.. لزوم ما لا يلزم!

Bekaa.com

الجمعة 22 آذار 2019 حطّ مستر بومبيو، وزير الخارجية الأمريكية في بيروت، يرافقه مساعده للشؤون السياسية دايفيد هيل، ومساعده الأول لشؤون الشرق الأدنى دايفيد ساترفيلد، ضمن جولة شرق أوسطية قادته الى الخليج وإسرائيل.

كان بإمكان بومبيو “تفادي” زيارة لبنان. ولكنّه لم يفعل!

ليس لأنه لم يكن بحاجة الى محادثات لقول ما عنده والإستماع الى ما عندنا كما فعل ويفعل في زياراته الى البلدان الأخرى. فهو يعلم جيدا أن زيارة لبنان، كي تنجح، لن تقتصر على الرؤساء الثلاثة، بل ستشمل مروحة واسعة من الشخصيات. رئيس الجمهورية، رئيس المجلس النيابي، رئيس الحكومة، وزير الخارجية، وزير الداخلية، رئيس حزب القوات اللبنانية، رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي، حاكم مصرف لبنان، وقائد الجيش. كلٌ على حدا، إضافة الى حشد كبير من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين وقادة الأحزاب ممن التقاهم دفعة واحدة على مائدة عشاء السيدة نايلة معوض.

كان بإمكانه تفادي الزيارة لأنها لم تأت بجديد. فما سمعه اللبنانيون من بومبيو بآذانهم، سبق وقرأوه بعيونهم قبل أيام وأسابيع منه وعنه. المواقف نفسها وبالحدّة والوضوح نفسهما. ولأن ما سمعه وزير الخارجية الأمريكي بدوره منهم هو نفسه من غير تعديل في المواقف.

سمع اللبنانيون أولوياته:

  • تشدّد في الموقف من إيران وحزب الله وانتقاد حاد لدوره في لبنان والمنطقة، وتأكيدٌ على العقوبات الاقتصادية عليه، وعتبٌ على “استسلام” اللبنانيين له، لم يرقَ بطبيعة الحال الى أي دعوة أكثر جدية. فهو يدرك أن “العين بصيرة واليد قصيرة”! أقلّه في الوقت الحاضر.
  • إستمرار دعم السيادة اللبنانية من خلال مواصلة تجهيز الجيش اللبناني وقوى الأمن.
  • دعم عودة النازحين السوريين الطوعية الى بلادهم ضمن مظلة الأمم المتحدة والقرارات الدولية التي تشدد على عودة آمنة لهم.
  • عرض المساعدة في معالجة موضوع الحدود البحرية والتوسّط مع إسرائيل بهذا الشان
  • التفاؤل بمستقبل لبنان.

وسمع من اللبنانيين:

  • رئيس الجمهورية: حزب الله لبناني ممثل في مجلسي النواب والوزراء، الإستقرار، ضرورة دعم عودة النازحين السوريين فوراً، شكر على المساعدات العسكرية.
  • رئيس المجلس النيابي: حزب الله حزب لبناني، الإستقرار، مصارف لبنان ملتزمة “العقوبات الامريكية”، معالجة الحدود البحرية مع إسرائيل.
  • وزير الخارجية: حزب الله حزب لبناني منتخب غير إرهابي، الإستقرار، الترحيب بالوساطة الديبلوماسية مع إسرائيل لأن ” النصر السياسي والديبلوماسي يوازيان أي نصر آخر”، دعوة لاشتراك الشركات الامريكية بالمناقصات، ضرورة دعم عودة النازحين السوريين فوراً، شكر على المساعدات العسكرية.
  • رئيس الحكومة: الإستقرار، الإصلاحات، CEDRE، دعم النازحين والمجتمعات المضيفة، شكر على المساعدات العسكرية.
  • وليد جنبلاط: الإستقرار.
  • الد. سمير جعجع: الإستقرار، الحكومة ليست حكومة “حزب الله”، دعم مواقف الإدارة الامريكية المتشددة من إيران وحزب الله، شكر على المساعدات الامريكية.
  • حاكم مصرف لبنان: الإستقرار النقدي، إلتزام لبنان “العقوبات” الامريكية القرارات والقوانين المتعلقة بالشفافية وتبييض الأموال وغيرها.

إذاَ … لا جديد! فلم هدر الجهد والوقت!.

كلُّنا يعلم الإنقسام الحاد بين اللبنانيين حول سلاح حزب الله ودوره الإقليمي، وتموضع رئيس الحكومة الجديد في الوسط أو الى يسار الوسط، في مقابل ترحيب الأمريكيين وحزب الله والسعودية وسوريا باستمرار الإنقسام، وبالتموضع مهما علت النبرات أو خفتت.

وغداً سيردّ السيد حسن نصر الله على بومبيو. والأرجح لن يقول جديداً أيضا لناحية الدورين الأمريكي والإسرائيلي في المنطقة. وسيشكر مَن يشكر وينتقد مَن ينتقد.

وسيكون في التكرار أيضا لزوم ما لا يلزم!

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *