نفذ إتحادا بلديات جبل الشيخ وقلعة الاستقلال وبلدية راشيا وسائر رؤساء وأعضاء المجالس البلدية في قضاء راشيا، وقفة احتجاجية أمام سرايا راشيا رفضا للتأخير المتمادي في صرف عائدات الاتحادات والبلديات من الصندوق البلدي المستقل وعائدات التنمية والخليوي، في حضور رئيسي الاتحادين فوزي سالم وصالح ابو منصور ورئيس بلدية راشيا بسام دلال ونائبي رئيسي الاتحادين عصام الهادي وجريس الحداد ومخاتير ورؤساء البلديات وأعضاء المجالس البلدية والموظفين وعدد من الفاعليات المتضامنة.
سالم
وقال رئيس الاتحاد فوزي سالم في كلمة باسم بلديات قلعة الاستقلال: “من المحزن أن نقف اليوم أمام دولتنا لنطالب بحقوق اتحاداتنا وبلدياتنا من أموال الصندوق البلدي المستقل وعائدات التنمية والخليوي بعد تأخير لم نعد نحتمل تداعياته، نتيجة تراكم الديون ومستحقات الناس وأجور الموظفين، والكثير من الأعباء المالية إضافة الى عبء النزوح السوري الكثيف في نطاق اتحادنا”.
وأضاف: “لكن رغم كل شيء لن نيأس، ونقول لكل من يعنيهم الأمر بكل محبة كفى مماطلة وترحيلا وتأجيلا لأموال البلديات لكي نستعيد توازننا وتدور عجلة الاقتصاد، لأن أموال البلديات واسطة العقد بين كل القطاعات، وهي التي تحرك جزءا من دورة الحياة في قرانا”.
وتابع: “نناشد دولة رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد الحريري الذي نثق بحرصه على مصالح البلديات وشؤونها وشجونها، ووزير المال علي حسن خليل ووزيرة الداخلية ريا الحسن، وندعوهم الى إنصافنا والوقوف الى جانبنا من أجل معالجة هذا الوضع المزري، ونطالب باسم رؤساء بلديات قلعة الاستقلال تحويل مستحقاتنا اليوم قبل الغد لأننا وصلنا الى الخطوط الحمر ولم نعد قادرين على تحمل هذه الأعباء”.
ووجه سالم “الرسالة لأهلنا في هذه القرى الصابرة الصامدة، شكرا على صبركم واتساع صدركم، ولكم في ذمتنا كبلديات واتحادات ديون كثيرة، من مشاريع وانماء. والرسالة الثانية لزملائنا رؤساء البلديات، سنبقى يدا واحدة وقلبا واحدا في هذين الاتحادين لنرفع معا راية الانماء والخدمة العامة بالتعاون مع وزرائنا ونوابنا الكرام كي تبقى قرانا منارات مشعة ولو عملنا باللحم الحي”.
أبو منصور
وقال رئيس اتحاد بلديات جبل الشيخ صالح أبو منصور: “هم لا يشعرون بمن لا يبقى من راتبه شيئا بعد حسم الاقساط والقروض، ولا يعرفون ان بعضكم مهدد برميه خارج شقته المستأجرة، او يعرفون ويتناسون، وفي تهميشكم يمعنون اي ذنب لكم؟”.
واضاف: “الأنكم تقومون بما يجب أن تقوم به الكثير من الوزارات، من سد الحفرة في الطريق، الى الدوريات الليلية واليومية في الثلج والصقيع، والوقوف في الشمس لتأمين السير وإطفاء الحريق، الى حاجات المواطن اليومية من مياه لها مصلحتها وكهرباء لها وزارتها وغيرها وغيرها وغيرها، نريد ان نعرف باي ذنب تعاقبون؟
كنا نتمنى أن نقف مطالبين مثلا بتحويل الطاقة الكهربائية الملوثة والمسرطنة الى طاقة مستدامة من الشمس والهواء، او بمشروع سياحي في جبل الشيخ يحيى المنطقة ولا يلوث بيئتها، او بإقرار قانون اللامركزية بعد فشل المركزية في تامين ابسط حقوق المواطنين في هذا الوطن، ولكننا للاسف واقفون نطالب بما هو اقل من ابسط الحقوق المكتسبة”.
وختم ابو منصور: “هذا التحرك هو الاخير قبل التوجه الى تصعيد لا تحمد عقباه، لان الآثار الاقتصادية والنفسية والمعيشية لهذا التاخير اصبحت اكبر من ان تمر مرور الكرام. عشتم، دامت صحتكم وهمتكم، ونامل ان تنالوا في أقرب وقت أبسط حقوقكم، وعاش العمل والأمل فيكم، ليبنى لبنان”.
دلال
من جهته قال رئيس بلدية راشيا بسام دلال: “لأن الحق يعلو ولا يعلى عليه، ولأن الحق لا يموت طالما الصوت المطالب به لم يمت بعد. نلتقي اليوم معتصمين من أجل حق من حقوق البلديات، وهو عائدات الصندوق البلدي المستقل. البلديات اليوم تعيش حالة أقرب الى الشلل جراء تغييب الأموال المستحقة لها. موظفون وأجراء من دون رواتب لهم بسبب غياب المال، أعمال ومهام لخدمة المواطنين متوقفة، مشاريع أقرت لكنها لم تنفذ، والسبب عدم وجود المال، عائلات تعتاش من خلال عمل أربابها في البلديات، تمر بأزمة حقيقية لأن البلديات لا تستطيع أن تؤمن المال الكافي لدفع رواتب واجور هؤلاء الموظفين. نحن اليوم امام أزمة حقيقية أقرب الى المأساة. الجميع يعاني والجميع يصرخ بأعلى صوت. “لنا حق ولن نتنازل عن المطالبة بهذا الحق ابدا”.
وأضاف دلال: “الكل مطالب بسماع صوتنا والعمل على تذليل العقبات وتعبيد الطريق باتجاه الحل النهائي. نحن نطالب كل المعنيين باتخاذ الاجراءات اللازمة للوصول الى حل هذه الأزمة. لسنا هواة اعتصام او تظاهر لكن السكوت اليوم اشبه بجريمة، جريمة بحق كل العاملين في القطاع البلدي والبلد. لن نسكت حتى يبقى العمل البلدي مستمرا لخدمة أفراد المجتمع ومصالح الناس”.
وأشار الى أن “اعتصام اليوم رسالة حق نوجهها الى كل من له آذان صاغية حتى يسمع حجم المعاناة التي نعيشها. البلديات اليوم مهددة بالشلل في حال لم تتخذ الاجراءات الكفيلة بتحويل أموال الصندوق البلدي المستقل وعودة الامور الى مسارها الصحيح. هي حالة طوارئ نعلنها اليوم من امام سراي راشيا الحكومي، وبوجود رؤساء واعضاء وموظفين وعمال في البلديات”.
وتمنى دلال “على أصحاب القرار الوقوف الى جانبنا ومساعدتنا حتى نستعيد حقوقنا، وعلى المعنيين اتخاذ التدابير اللازمة لحل لهذه الازمة”.
وختم: “تحية كبيرة الى الامهات في يوم عيدهن، الامهات اللواتي ضحين وتعبن وسهرن من أجل راحة أولادهن وسعادتهم”.
التقي
وتحدث وجدي التقي باسم الموظفين، فقال: “لطالما كانت المجالس البلدية في الحقيقة وعلى أرض الواقع وبالممارسة حكومات مصغرة تتقاطع مع مصالح الناس وحاجاتها، وتتولى إدارة شؤونهم وتلبية مطالبهم الحياتية الملحة. لذلك فإن أي تعطيل في هذا المذمار للدور وللوظيفة يعني تلقائيا تعطيل مصالح الناس وتوقف عجلة الحياة الخدماتية في القرى والبلدات”.
وأضاف: “لكي يستقيم العمل لا بد من توفير الإمكانات الازمة لطواقم العمل الإداري والميداني كي تقوم بالدور المنوط بها في خدمة المجتمع المولجة توفير مستلزماته. فلا يجوز تحت أي ظرف حرمان الموظفين حقوقهم وسبل معيشتهم ليواصلوا عملهم المطلوب تجاه عائلاتهم ومجتمعهم”.
وختم: “ندعو الى الإسراع في دفع المستحقات من الصندوق البلدي المستقل ومن الهاتف والخليوي دون تباطؤ او تحايل، تحت عناوين وحجج واهية، فلن نرضى أن نكون الحلقة المستضعفة والمغبونة والمحرومة. وما هذا التحرك إلا خطوة أولى على طريق خطوات تصعيدية لن تتوقف حتى تحقيق كامل المطالب والحقوق المشروعة.
شكرا لرؤساء الاتحادات، شكرا لرؤساء البلديات, وشكر خاص للشيخ صالح ابو منصور على احتضانه مطالب وحاجات الموظفين والبلديات وإتحاداتها”.
الخميس 21 آذار 2019