احتفل فوج زحلة الرابع في جمعية الكشاف اللبناني بالذكرى التاسعة والأربعين لتأسيسه، وبعيد مؤسس الحركة الكشفية في العالم اللورد روبرت ستيفنسون سميث بادن باول، بقداس الهي في كاتدرائية سيدة النجاة زحلة ترأسه راعي ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش بحضور قائدة الفوج دلال حميّة وعدد من قادة الفوج، التزاماً بتدابير التعبئة العامة للحماية من فيروس كورونا.
بعد الإنجيل المقدس القى المطران درويش عظة هنأ فيها فوج زحلة الرابع بعيده ونوّه بدور الكشفية في المجتمع ومما قال:
” نكرّم في هذا الأحد، الثاني من الصوم الكبير، الذخائر المقدّسة، فيه نحتفل بتكريم رفات القديسين الذين سبقونا على رجاء الإيمان وجاهدوا الجهاد الحسن. بذلك تذكرنا الكنيسة بأن ذخائر القديسين تعني أنهم حاضرون معنا، يصلون من أجلنا.
لكن الكنيسة تريد أن تذكرنا أيضا بأننا نحن أيضا ذخائر مقدسة، لأن كل واحد منا هو هيكل الروح القدس. في نهاية القداس سنزيح الذخائر ونتبارك منها.
يخبرنا بولس الرسول في رسالة اليوم الى العبرانيين (1/10 و2/3) عن يسوع المسيح. في ذلك الوقت وقع لغط بين الناس فمنهم من قال أن يسوع أعلى من الملائكة، أي أنه أسمى كل المخلوقات. هذا لم يعجب بولس فراح يقول لهم أن يسوع هو الإله المتجسد وليس ملاكا متجسدا. هو فوق المقارنة فلا تقارنوا بين الخالق والمخلوق، فالأرض والسموات هي صنع يديه. كل ما هو مخلوق يزول وأنت وحدك تبقى.. عالمنا يفنى كالثوب الذي نلبسه أما سنوه فلن تفنى. كما كان يسوع يكلم الذين كانوا يحكمون عليه بالصلب والموت: “أنتم من الأسفل، وأنا من فوق. أنتم من هذا العالم، وانا لست من هذا العالم” (يو8/23).
عملية التواصل بين العالمين، عالم الله وعالم الخلائق، تتم بواسطة الصلاة والأسرار ومعرفة الكتاب المقدس وحفظ الوصايا، والذي يجمع العالمين هي المحبة، فالله خلقنا لأنه محبة، وعيش المحبة تعرفنا عليه: “من قبل وصاياي، وعمل بها أحبني، وأنا أحبه وأُظهر له ذاتي” (يو14/21).”
وتوجه سيادته الى قادة الفوج الرابع قائلاً ” ” أيها الأحباء أعضاء الفوج الرابع، اليوم أيضاً نعيّد لذكرى تأسيس فوجكم الذي تحتضنه سيدة النجاة.. للأسف لم تجتمعوا منذ مدة بسبب وباء الكورونا، لكنكم تعرفون جيدا أنكم دوما في فكرنا وصلاتنا ونحن سعداء اليوم أن نصلي معكم ونرفع الدعاء سوية ليبارك الرب كل كشفي يعمل على تحقيق رسالة الكشفية. اذكر أن مؤسس الحركة الكشفية روبرت بادن باول قال: “إن الكشفية مدرسة تُعد الإنسان للحياة العامة عن طريق الاعتماد على الطبيعة، لأن الله أوجدنا في هذا العالم، لنكون سعداء نتمتع بالحياة”.
أنا شخصيا أعتبر أن الكشفي هو صاحب رسالة، يعيش مع أخيه الكشفي بمحبة، وهو يتدرب في هذه المدرسة على الخدمة والعطاء واحترام الآخر والانفتاح على جماعات عابرة للثقافات والطوائف والأديان، كما أنه يتعلم أن يعيش ببساطة بعيدا عن تعقيدات الحياة.
لنصل معا ليكون كل واحد منكم عنصر خير وبركة، وعنصر تغيير في عائلته ومجتمعه، وأن تحافظوا على قيم الحركة الكشفية. ولا تنسوا أبدا أننا نحبكم ونريد لكل واحد منكم مستقبلا ناجحا. ولا تنسوا أبدا وصية مؤسسكم “بادن باول”:
حاولوا أن تتركوا العالم أفضل مما وجدتموه”. هذه الرسالة الملقاة على عاتق كل واحد منكم تتلاقى مع رسالة المسيح لكم بأن يكون كل واحد منكم خميرة مقدسة في المجتع ورسولا يزرع المحبة والصلاح أينما وجد.”
بعد العظة تلا قادة الفوج نوايا خاصة بالمناسبة، وانشدوا نشيد الوعد.