طلال خريس-ايطاليا- الوكالة الوطنية للاعلام-
وصل من عدد من مدارس البندقية في إيطاليا إلى مدرسة راهبات سيدة جبل الكرمل في الفنار، عدد من اللوحات غير المكتملة، رسمها أطفال لا تتجاوز أعمارهم 9 سنوات، لكي يكملها الأطفال في المدرسة، في خطوة تضامنية مع لبنان.
وقالت سفيرة لبنان في روما ميرا ضاهر: “ما أجمل أن يترك أطفال العالم يجتمعون سوية ليرسموا أحلامهم بأقلامهم الزاهية وأفكارهم النقية، وما أروع أن يكمل طفل من بيروت نصف اللوحة التي رسمها له طفل من مدينة البندقية في ايطاليا، عربون تآخ وتضامن مع أطفال لبنان الذين يعانون المآسي منذ أكثر من عام ونصف العام. فلنتعلم جميعا من براءة الأطفال ورسومهم، لأنها خير دليل على ان الطفولة تجسد التسامح والصدق، رغم قساوة الظروف. هذه هي الرسالة الحقيقية التي يجب أن يتأملها العالم ويصغي اليها، ولو فهمنا معانيها لاختفى الحقد من النفوس واحتلت المحبة العقول والقلوب”.
وشكرت ضاهر للسيدة ناديا دي لازاري والجمعية التي تديرها مع راهبات الكرمل في فلورانس “Venezia Pesce di pace”، “المبادرة الجميلة التي عملت مع تلامذة المدارس لإنجاز ألف رسمة لأطفال لبنان، بهدف إسماع صوتهم للضمير العالمي”.
ونشرت الجمعية الإيطالية الرسالة التي تسلمتها من مديرة المدرسة في الفنار الأم غادة شلاح وكتبت فيها: “أشكر للجميع مشروع الصداقة هذا. شكرا للأطفال، شكرا للبندقية. انها حقا مبادرة تضامنية تعلمنا كيف نتفاعل ونبدأ من جديد دائما من خلال 1000 رسمة يدوية، تعطينا درسا رائعا في الإنسانية. نحن في حاجة إليها”.
وحظي المشروع بدعم بطريرك البندقية فرانشيسكو موراجليا وAPV Investimenti وأمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين الذي كتب: “أنا مسرور بهذه المبادرة، مع الأخذ في الاعتبار الوضع الصعب الذي يعيشه لبنان، وشاهدت ذلك بنفسي. لذلك، يعتبر دعم الأطفال وتعليمهم وتقديم الخدمات لهم أولوية لإيطاليا”.
من جهة أخرى، وقعت السفارة الإيطالية في 8 شباط 2020 اتفاق تمويل بقيمة مليوني يورو لدعم برنامج “يونيسف” لتأهيل المدارس. ويسعى البرنامج، الذي هو جزء من مبادرة “يونيسف” ووزارة التربية والتعليم العالي (RACE II)، إلى تحسين البيئة التعليمية في المدارس الرسمية في كل أنحاء لبنان، مع التركيز على المجتمعات الأكثر ضعفا. ويدعم هذا التمويل المدارس الرسمية اللبنانية الأكثر حاجة، تماشيا مع معايير التأهيل والسلامة التابعة لوزارة التربية والتعليم العالي، وسيستفيد منه كل الأطفال المسجلين في مختلف الصفوف من الروضة إلى الثانوي. وستشمل العناصر الأساسية في إعادة التأهيل المدرسي مرافق المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في المدارس، بالإضافة الى استيفاء معايير إمكان الوصول، التي ستساعد في دمج الأطفال ذوي الإعاقة.
وأشارت مديرة مكتب “الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي” في بيروت دوناتيلا بروسي إلى أن “دعم المدارس الرسمية اللبنانية ستكون له أهمية خاصة في العام الدراسي المقبل لضمان الحضور، في ضوء الضائقة الاقتصادية التي تمر بها العائلات اليوم”، شارحة أن “البرامج التي يمولها التعاون الإيطالي في قطاع التعليم، تشمل أيضا توزيع وجبات الطعام المدرسية والمواد التعليمية، فضلا عن تنفيذ أنشطة التعليم غير الرسمي”.
ومنذ العام 2015، دعمت إيطاليا من خلال “يونيسف” إعادة تأهيل 38 مدرسة رسمية لبنانية.