احتفلت ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك بسيامة الشماس الإنجيلي ايلي البلعة كاهناً جديداً على مذابحها، في قداس احتفالي اقيم في كاتدرائية سيدة النجاة ترأسه راعي الأبرشية المطران عصام يوحنا درويش بمشاركة لفيف الإكليروس الموقر، وخدمته جوقة يوحنا الذهبي الفم بمشاركة المرنم الأول في الأبرشية جورج رياشي.
حضر القداس، حشد كبير من المؤمنين، وبخاصة اهل الكاهن الجديد وعائلته، وقادة من جمعية كشاف التربية الوطنية التي ينتمي اليها الكاهن الجديد.
بعد الإنجيل المقدس، القى درويش عظة تحدث فيها عن معاني عيد الميلاد وتوجه فيها الى المرتسم كاهناً، وقال فيها:
“السؤال المهم الذي علي أن أطرحه على نفسي في عيد الميلاد هو كيف أصبح بدوري كلمةَ الله وفاعلَ سلامٍ وخيرٍ في عائلتي وفي مجتمعي؟ والجواب عند كل واحد منكم عليه أن يختار له دورا ليكون هو أيضا كلمةُ الله التي تُزرع إيماناً في حياة الآخرين.
ولنا مثال واضح في هذا العيد، الشماس الإنجيلي ايلي البلعة الذي يُكرِّس حياتَه اليوم ليكونَ خادمَ كلمةِ الله. خلال هذه الرسامة سأمنح المرتسم “وديعةً” وأطلب منه أن يحفظها إلى يوم مجيء ربنا يسوع المسيح، كما أوصى بولس الرسول تلميذه تيموتاوس وقال له: “يا تيموتاوس، احفظ الوديعة، أعرِض عن الأحاديث الدنيوية الفارغة..”. هذه الوديعة هي الحمل، أي يسوع نفسهُ، وبذلك يصيرُ الكاهنُ مسؤولا عن المسيح، ليس عنده هم إلا أن يحملَ المسيح للناس، وشغلُه الشاغل، إيجادُ السبلِ لبشارة متجددة، وأن يجعل من كلِّ إنسانٍ خليقة جديدة، كما يقول بولس الرسول: “إن كانَ أحدٌ في المسيح، فهو خليقةٌ جديدة” (2كو5/17).
إن المحبة التي يطلبها منك لا حدود لها، فهي تتجاوز المعقول وتتخطى الواقع، لكنه أيضا يطلب أن تكون محبتك من خلال عائلتِك وأقاربِك وأخوتِك الكهنة ورعيتِك. ورغم أننا في زمن كورونا وما يتطلبه هذا الزمن من تباعد اجتماعي، إلا أنه لا يزال هناك العديد من الأشكال للتعبير عن القرب من أخينا الإنسان.”
وختم المطران درويش عظته قائلاً ” باسمي وباسم جميع الكهنة والشمامسة وخدام الهيكل، أهنئك، وأتمنى لك كهنوتاً مباركاً تسيرُ من خلاله في درب القداسة. أهنئ معك والديك وكافة أفراد عائلتك وزوجتك وأولادك وجميع محبيك. آمين”.
وبعد انتهاء دورة القرابين، خرج الشماس البلعة يرافقه عرابه الأب اومير عبيدي من الباب الشمالي للهيكل وصولا الى الممر الرئيسي في الكاتدرائية حيث اعلن العراب امام الحضور الكاهن المرتسم، في وقت جلس فيه المطران درويش على كرسي امام الهيكل، ولدى وصول الكاهن المرتسم مع عرابه الى امام الهيكل قبل الصليب في يد المطران ودخل برفقة العراب وقبل زوايا المذبح المقدس ثلاث مرات، ومن ثم جثا على ركبتيه على زاوية المذبح في حين وضع المطران درويش البطرشيل ويده على رأس الكاهن المرتسم وتلا الصلاة الخاصة بسيامة الكهنة.
ومع انتهاء الصلاة، قدّم اهل الكاهن المرتسم الثياب الكهنوتية الى المطران الذي البسها للكاهن الجديد مع ترداد كلمة “مستحق” لدى الباسه كل قطعة مترافقاً مع ترنيم الجوقة، ومع الباس القطعة الأخيرة علا التصفيق في الكاتدرائية وهنأ المطران درويش الكاهن الجديد، الذي توجه الى القاء التحية على والدته وعائلته.
وفي نهاية القداس كانت كلمة شكر للأب البلعة قال فيها: ” الشّكرُ السّرمديّ لله الّذي دعاني وأرادَني أن أسهرَ على كرمتِه مشاركا يسوعي لُتنتجَ خمرةً جيّدةً في أوانها، فتزهو قداسةً في حياتِها وأبديّتِها، تلكَ الكرمةُ الّتي غرستها يدُه وأصبحَت إبنةً له لا من رغبةِ رجلٍ ودمٍ بل بيسوعي الممجّد وغِسلِ الميلادِ الثّاني، وسُكنى الرّوحِ القدس.
الشّكر لسيادَتِكم يا أبانا وراعينا عصام يوحنّا الموقّر، على محبّتكم ورعايتكم الأبويّة اللّتين غمرتُموني بهما منذُ اللّقاءِ الأوّلِ في صرحِ مدرستِنا، حيثُ شاءت العنايةُ الإلهيّة أن نلتقيَ على بابِ المدرسةِ في مناسبةٍ كنتم راعياً لها، وأنا كنتُ هامّاً مسرعاً لتدبيرِ حاجةٍ، فتقابَلنا بوهلةٍ، ولكن ما لا أنساه هي ردّةُ فعلِكم، إذ شرَّعت يديك وغمرتَني بشدّةٍ وباركتَني، أنت الّذي لم تكُ تعرفُني وقتَها، ويحقُّ للموقف أن يصنّفَني غريباً عنك! بيدَ أنّك حضنتَني كابنِك، وما انفكّت يداك تحضُنانني حتّى السّاعة.. أنت الّذي أطلقتَني أصفّقُ بجناحيّ فوقَ الغيوم، في كلّ مرّةٍ حثّيتَني بها نحو الآفاق الأبعد.. (عظيم عظيم.. مبارك مبارك.. عفاك عفاك.. أنا حدّك ما تخاف وما يهمّك) هذه كلماتُك يا أبي في كلّ مرّةٍ أفدتُك بعد سؤلِك عن أوضاعي متابعا ومهتمّا. فكيفَ أضعَفُ وكيف أنوء وأبي جبّارٌ يعضدُني!!”
وشكر الكاهن الجديد عائلته والآباء الذين رافقوه في مسيرته والأسرة التربوية التي عمل وما زال فيها.
وبعد القداس انتقل الحضور الى صالون المطرانية حيث تقبل الكاهن الجديد واهله والمطران درويش التهاني من الحضور
واحتفل الكاهن الجديد بقداسة الأول في كنيسة القديس اندراوس في زحلة.
الاثنين 28 كانون الأول 2020