قال الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا عصر اليوم: “كنا نتمنى أن تكون هناك حكومة قبلا، ربما لا تزال هناك تعقيدات واضحة، ولكني أقول لكم أمرا واحدا، بالتأكيد هناك وضوح في المشاكل الموجودة بالسياسة، لكني أقول إلى اللبنانيين، لا يقولن أحد لكم أننا غير قادرين على وقف الانهيار، والأهم أن هذا الانهيار يحتاج إلى حكومة لتوقفه، ويحتاج إلى حكومة اختصاصيين لكي نسير بالإصلاح الذي نريده، فخامة الرئيس وأنا وكل اللبنانيين”.
أضاف:” من هذا المنطلق، أتمنى على الجميع أن يدرك أني لن أتوقف حتى تشكيل حكومة، وأن تكون حكومة اختصاصيين، وهو ما يريده أيضا رئيس الجمهورية، لكن الخلاف هو على أمور أخرى، وربما مرده إلى الثقة التي قد تكون ضاعت خلال السنة الفائتة، والتي يجب علينا أن نعيد بناءها بين الأفرقاء. لكن على الجميع أن يعرف أن السياسيين لم يعد لديهم وقت، وعلى السياسيين أن يعرفوا أيضا أن البلد ينهار بشكل سريع جدا. والإسراع في تشكيل حكومة هو الأساس، على أن تكون حكومة اختصاصيين وخبراء يعرفون ماذا يفعلون، دون أن يكونوا مسيسين”.
وأضاف: “أنا لا أريد أن أعرف الوزير الذي سأسميه معرفة طويلة، وهذا الشخص الذي سيسمى لتلك الوزارة يجب أن يكون اختصاصيا بالفعل، وأن يكون تركيزه على الإصلاح، وليس على ما يريده سعد الحريري. وإن قال له سعد الحريري يوما قم بذلك ولا تقم بذلك، عليه أن يقول له، وإن كان رئيس حكومة، هذه الطريقة خاطئة والمطلوب منا القيام بالإصلاح بهذه الطريقة وليس بتلك الطريقة الملتوية. نريد أشخاصا يقولون لنا كلا حين نكون نحن كرؤساء مخطئين. نريد أشخاصا نستفيد منهم بالفعل لمصلحة البلد”.
وتابع: أنا اليوم أقول للبنانيين:” ربما نتأخر في تشكيل الحكومة، وهذا الأمر يشكل ضغطا للأسف على البلد، ولكني أعرف أن فخامة الرئيس حريص على تشكيل هذه الحكومة، وأنا كذلك لدي نفس الحرص، وسنبقى نعمل ونتواصل مع بعضنا البعض حتى تشكيل هذه الحكومة. لكن لا يقولن أحد إلى اللبنانيين أن هذا الانهيار لا يمكن إيقافه. في لحظة تشكيل هذه الحكومة سنعمل جاهدين لذلك. هناك قرارات صعبة سنتخذها، وهناك قرارات سريعة سنتخذها، وهذه هي الطريقة الوحيدة التي تمكننا من العمل مع حلفائنا في الخارج والمجتمع الدولي لكي نعيد لبنان إلى المكان الذي يجب أن يكون فيه”.
وقال: “أتمنى على كل الأفرقاء السياسيين، حيثما كانوا وأيا كان تفكيرهم، أن يركزوا على أمر واحد، وهو أننا أصبحنا في فصل الشتاء، والأشخاص الذين تدمرت بيوتهم لم يعد لديهم مأوى للبقاء تحت سقفه. علينا تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن، وعلى اللبناني أن يشعر أنه باتت هناك شبكة أمان تحميه في هذا البلد، وهذا لا يتحقق من دون تشكيل حكومة. من هنا، أتمنى لكم أعيادا مجيدة إن شاء الله، وأتمنى لكل الأفرقاء السياسيين خلال هذه الأعياد أن يفكروا بالناس، بالمواطن في بعلبك أو كسروان أو عكار أو المنية أو الضنية أو الجنوب، أن يفكروا بهؤلاء الأشخاص المحتاجين بالفعل، وضرورة أن تكون لديهم حكومة. ليفكروا بالجيش الذي بات راتب العنصر او القائد فيه بمستوى لا يحسد عليه. ليفكروا بقوى الأمن الداخلي، بالإدارة، بكل هؤلاء الناس الذين هم بالفعل بحاجة، وفكروا بكل هؤلاء الذين لا وظائف لديهم. الآخرون ربما يعملوا في الدولة ويتقاضون رواتب بأقل تقدير، أما الآخرون فلا يتقاضون شيئا”.
وختم قائلا: “أنا أقول أن عظمة لبنان هي باللبنانيين، ونحن قادرون كلبنانيين وحدنا أن نوقف هذا الانهيار، ولكن علينا أن نتواضع ونفكر في مصلحة البلد، من دون أن نغلب مصلحة فريق على آخر، بل مصلحة وطن يستحق منا جميع أن نضحي من أجله. أنا لست هنا من أجل أن أعرض تحديات على أي فريق سياسي، ولكنها لحظة تأمل علينا جميعا أن نقوم بها، لأن بعد رأس السنة، لا بد أن تكون هناك حكومة، فالمواطن اللبناني لا يريد أن يرى سعد الحريري “طالع إلى القصر الجمهوري ونازل منه” من دون حكومة”.
الأربعاء 23 كانون الأول 2020 الوكالة الوطنية للإعلام