سفير لبنان في الفاتيكان: يبقى لبنان رغم التشنجات بلدا للعيش المشترك والتلاقي

vatican-farid-khazen

الفاتيكان – طلال خريس – بعد توقيع البابا فرنسيس وثيقة الأخوة والصداقة الاجتماعية “Fratelli Tutti” في مدينة أسيزي يوم 3 تشرين الأول الجاري خصصت الصحافة الإيطالية والعالمية ومئات المراسلين الأجانب مساحات واسعة لهذا الحدث في مدينة القديس فرنسيسكو. وأشار الحبر الأعظم في الرسالة الى “طريقتين من أجل بناء عالم أفضل وأكثر عدالة وسلاما، مع التزام الجميع: الشعوب والمؤسسات”.

ويؤكد أب الكنيسة الكاثوليكية بقوة على رفض الحرب وعولمة اللامبالاة. واستشهد بـ”وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك”، التي وقعها في الرابع من شباط عام 2019 في أبو ظبي، مع شيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ليستأنف النداء باسم الأخوة الإنسانية ليتم “تبني الحوار كسبيل، والتعاون المشترك كسلوك والمعرفة المتبادلة كأسلوب ومعيار”.

حول هذه الوثيقة، حاورت “الوكالة الوطنية للإعلام” سفير لبنان لدى الكرسي الرسولي فريد الخازن الذي أكد أنه “رغم أن الرسالة لم تذكر لبنان، ولكن لبنان موجود في مضمونها لأنه رغم كل التشنجات السياسية التي يواجهها والأزمات التي تعصف فيه، يبقى أساسا للعيش المشترك غير المفتعل”.
وقال: “في لبنان عيش حقيقي بين الأديان وهذا الذي يؤكد عليه الحبر الأعظم بالوثيقة الأخوية Tutti Fratelli. ولا ننسى الاهتمام الذي يوليه الفاتيكان للبنان والأهمية الخاصة للعلاقة معه، ولأن بلدنا يجسد تجربة مميزة في العيش المشترك ومكانا للتفاعل والحوار بين مختلف الأديان والطوائف قد يكون فريدا بين الدول العربية أو الاسلامية. يعرب الحبر الأعظم في كل مناسبة عن تضامنه مع لبنان، ويدعو لمساعدته بسخاء، خصوصا بعد الانفجار الذي عصف بالعاصمة بيروت ويؤكد أن أفكاره تتجه غالبا إلى لبنان. ليس لدى الكرسي الرسولي أجندة خاصة بلبنان ولا يتدخل في شؤونه الداخلية، إلا أنه كجميع الدول في العالم يرى ضرورة تحمل اللبنانيين مسؤولياتهم والقيام بما يتوجب عليهم لإنقاذ البلد. ويقول إن للبنان هوية خاصة، هي ثمرة لقاء الثقافات المختلفة، والتي برزت على مر الزمان كنموذج للعيش المشترك”.

أضاف: “أب الكنيسة يسافر خارج روما لأول مرة منذ ظهور فيروس كورونا وهي زيارة لمدينة أسيزي الإيطالية، مدينة القديس فرنسيس المعروف بالحب الأخوي والبساطة. فمن اسيزي خاطب القديس فرنسيس الأسيزي، جميع الإخوة والأخوات وقدم لهم شكلا من أشكال الحياة التي تحمل نكهة الإنجيل. فقد أسس في أسيزي الرهبانية الفرنسيسكانية وراهبات الكلاريس. وتظهر حياة القديسة كلارا أنها كانت حياة تأملية ممتزجة بتعاليم وروحانية القديس فرنسيس الأسيزي المبنية على التعمق بروح الفقر، وكانت أول امرأة تكتب قانون رهبنة جديد في القرون الوسطى”.

ولفت الخازن الى أن البابا دعا الى “التفكير بالإنسان بدلا من رأس المال، والى أن الخير إن لم يكن مشتركا، فهو ليس خيرا حقا”. وقال: “يصر دائما على ضرورة البحث عن حل سياسي قابل للتنفيذ. تهدف هذه الرسالة العامة إلى تعزيز تطلع عالمي للأخوة والصداقة الاجتماعية. في خلفية هذه الوثيقة، خصوصا في ظل وباء فيروس كورونا الذي انتشر بشكل غير متوقع تماما. فإن قداسته يدعو الى احترام حقوق الإنسان منطلقا من روحية الإنجيل ويتخطى المفاهيم الجامدة والتلاعب فيها ويتخطى الأنانية وعدم الاهتمام بالخير العام وسيطرة منطق السوق القائم على الربح وثقافة التهميش والبطالة والعنصرية والفقر والتفاوت في الحقوق وانحرافاته مثل العبودية والإتجار بالبشر وإخضاع النساء وإجبارهن على الإجهاض والاتجار بالأعضاء البشرية”.

أما عما أشار اليه البابا حول القضايا الدولية في الوثيقة، فقال الخازن: “بالنسبة للقضايا العالمية، يقول الحبر الأعظم إنها تتطلب إجراءات ووحدة حقيقية بين الأديان، فهو ينظر الى الإسنان كإنسان دون أي تمييز ديني، ويؤكد أنه لا يمكن أن يحرم أحد من الحق في العيش بكرامة. وبما أن الحقوق لا تعرف الحدود، فلا يمكن أن يبقى أحد ما مهمشا أو مستبعدا، بغض النظر عن المكان الذي ولد فيه. ويدعو الى التفكير في “أخلاقيات للعلاقات الدولية”.

الأربعاء 7 تشرين الأول 2020 الوكالة الوطنية للإعلام

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *