وصل بعد ظهر اليوم الى لبنان، أمين سر قداسة البابا فرنسيس الكاردينال بيترو بارولين، في زيارة تضامنية مع بيروت وعائلاتها المسيحية وجميع اللبنانيين، بعد الانفجار المأساوي في مرفأ بيروت في الرابع من شهر اب الماضي، لإحياء ذكرى الضحايا و للصلاة من اجل إعادة إعمار المدينة والوطن بسرعة.
وكان في استقبال الكاردينال بارولين على أرض المطار وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال شربل وهبه، السفير البابوي في لبنان جوزيبي سبيتري والمستشارة عبير العلي من مديرية المراسم في وزارة الخارجية اللبنانية الى وفد من السفارة البابوية في لبنان ووزارة الخارجية اللبنانية.
وفور وصوله زار الكاردينال بارولين يرافقه السفير البابوي جوزف سبيتري كاتدرائية مار جرجس المارونية في بيروت، حيث كان في استقباله رئيس أساقفة بيروت الماروني المطران بولس عبد الساتر، متروبوليت بيروت للروم الكاثوليك جورج بقعوني، مطران طائفة اللاتين سيزار اسايان، مطران الأرمن الكاثوليك جورج اسادوريان مطران السريان الأرثوذكس جورج صليبا، مطران السريان الكاثوليك ماتياس مراد وعدد من الكهنة والراهبات، واطلع الكاردينال بارولين على الأضرار التي اصابت الكاتدرائية ورفع الصلاة على نية المدينة وضحايا الانفجار.
لقاء
بعد ذلك انتقل الكاردينال بارولين والوفد المرافق الى قاعة المطرانية وعقد لقاء بحضور اصحاب السيادة واصحاب السماحة والفضيلة وهم: الشيخ محمد انيس الأروادي مدير عام الأوقاف الأسلامية ممثلا مفتي الجمهورية، مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبد الله ممثلا رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، الشيخ سامي ابو المنى ممثلا شيخ عقل الطائفة الدرزية نعيم حسن، والمطارنة: بولس عبد الساتر، جورج بقعوني، ميشال قصارجي، ماتياس مراد، جورج اسادوريان، سيزار اسايان، دانيال كورييه، ميغارديش كراكورديان المتروبوليت سلوان موسي، شاهي بانوسيان، وجورج صليبا، القس حبيب بدر، الأمينة العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط ثريا بشعلاني وممثلون عن الصليب الأحمر وكاريتاس ومؤسسة اديان وجمعية حوار للحياة والمستقبل.
عبد الساتر
والقى المطران عبد الساتر الكلمة الآتية: “بفرح القائم مع المسيح وأمل المؤمن الموجوع، نستقبلكم هذا المساء في كاتدرائية مار جرجس المارونيّة المجروحة والمتألمة الشاهدة على أولادها المقطّعين المتطايرين في الجو جراء إنفجار الرابع من آب الاجرامي.
حضوركم بيننا يعني أن الكنيسة في العالم بكل أعضائها، وعلى رأسهم البابا فرنسيس، تحبنا وتدعمنا بالصلاة وأفعال التعاضد.
نرجو من نيافتكم أن تخبروا قداسة البابا أن الكنيسة في لبنان، بكل أبنائها المتألمين، بل المحتضرين، ستبقى تترجى حيث لا رجاء، وستنطلق من جديد لتبقى رمزًا لمحبة المسيح لكلّ إنسان.
صاحب النيافة، إلى جانبنا هنا كهنة الرعايا المجاورة الذين رأوا كنائسهم تنهار أمام أنظارهم وأبناءهم يموتون ودماءهم تهرق. منذ الرابع من آب وهم في الشوارع إلى جانب شعبهم، يعالجونه ويواسونه. حملوا الرفش والمطرقة والمنشار لإصلاح ما يمكن إصلاحه. وضعوا بطرشيلهم على أكتافهم ليحملوا الصليب مع الجرحى ويرافقوا الموتى إلى مثواهم الأخير. أشكرهم من كل قلبي.
صاحب النيافة، شعب لبنان الذي عانى يستحق العيش بكرامة وبسلام. إنه يرفض أن يكون ضحية تداعيات الصراعات الدولية وفساد غالبية المسؤولين اللبنانيين. بكل تواضع، نطلب من قداسته ومن نيافتكم مضاعفة الجهود إلى جانب المجتمع الدولي من أجل تحييد بلدنا عن الصراعات والمصالح الوضيعة للمحاور الدولية.
صاحب النيافة، الشرق يُفرّغ باستمرار من الوجود المسيحي، وخصوصا من شبابه. وربما يكون هذا مخطط البعض. نلتمس منكم من عمق محنتنا هذه، أن تعملوا ما بوسعكم لإفشال هذا المخطط القبيح والمؤذي.
صاحب النيافة، نرجو منكم أن تنقلوا محبتنا البنوية لقداسته وامتناننا لشخصه الكريم”.
كلمة الكاردينال بارولين
والقى الكاردينال بارولين كلمة شكر فيها المطران عبد الساتر على استضافته وقال: “انا ممتن لكم جميعا الحاضرين هنا للمشاركة معنا في هذه الوقفة الروحية، لا زلنا تحت صدمة ما حصل الشهر الماضي، ونعبر عن تضامننا مع جميع ضحايا هذا الإنفحار، نسأل الله أن يعيننا بقوته لكي يعين الأشخاص المتألمين وان نعيد بناء بيروت”.
واضاف:”لدى وصولي الى هنا كنت اود ان اقول لكم اننا كنا نرغب ان نلتقي في ظروف مختلفة، ثم قلت لنفسي لا لأن اله المحبة والرحمة هو ايضا اله التاريخ، ولذلك نحن نؤمن أن يد الله تديرنا، وهو يريدنا ويدعونا ان نكمل رسالتنا للوقوف إلى جانب إخوتنا والعناية بهم في هذا الظرف الحاضر رغم كل المصاعب والتحديات.
جئت إلى مدينتكم التاريخية لأعبر عن قرب الكنيسة الكاثوليكية منكم، وقد طلب البابا فرنسيس ان اتي اليكم والتقي بكم بعد ان أطلق نداءه بالأمس، ودعوته ليوم صلاة وتضامن مع بيروت ومع كل لبنان، وكان التجاوب مع دعوة البابا كبير جدا من كل الدول ومن مختلف القارات ، انتم لستم لوحدكم، بالطبع لا احد يستطيع ان يعيش في مثل هذه الظروف وهو يخاف بشكل مستمر على حياته وحياة احبائه. ولهذا نقف بجانبكم بصمت وبتضامن لنعبر عن محبتنا لكم ، ونقف الى جانبكم ونعلن بشجاعة ان كلامنا سيساعدنا لتنقية ذواتنا ولتعزيز نوايانا من اجل، الثبات في العيش معا وفي العمل من اجل السلام والكرامة الإنسانية، ولنسعى من كل قوانا من اجل حوكمة افضل تركز على المسؤولية والشفافية والمحاسبة. معا يمكننا ان نهزم العنف وكل اشكال التسلط عبر المواطنة الحقيقية للتنوع المبنية على احترام الحقوق والواجبات الأساسية”.
اضاف: “في رسالته في مناسبة اليوم العالمي للسلام عام 2018 كتب البابا فرنسيس عندما تصبح ممارسة السياسة والسلطة السياسية هادفة من اجل حماية مصالح القلة وقياداتها يصبح المستقبل مهددا وخاصة مستقبل الشباب، لأنها تفقدهم الثقة ويصبحون مدفوعين الى هامش المجتمع بدون مشاركة في بناء مستقبلهم المشترك”.
ادعوكم لنطالب وباصرار من جميع المسؤولين السياسيين اكانوا في الأحزاب التقليدية او الحركات الجديدة الناشئة ليعززوا بصدق وفعالية مواهب الشباب الصاعد وطموحاتهم بالعيش معا بسلام وبناء مستقبل افضل.
وقال: “لا احد يحق له ان يستغل احلام الشباب وييستعملها لمصلحته ولكن بالعكس على الجميع ان يسهموا في المشاركة الفعالة لهؤلاء الشباب في بناء مجتمعهم.
ولا يسعني الا ان اذكر ميزة لبنان الذي زاره السيد المسيح مع تلاميذه ومع امه مريم التي لديها محبة من كل اللبنانيين. نحن جميعا كقيادات روحية لدينا رسالة ان نعي الأمل وخاصة للشعوب المتألمة والمنكوبة وعلينا ان نقوم بهذا الواجب ونحن نخدم اخوتنا في الإنسانية بدءا بالذين هم اكثر حاجة .والتضامن الذي يعاش في بيروت يعزز الأمل لدينا وتعطينا املا بالمستقبل، ومع الحاضرين معنا هذه المساء اقول علم انكم انتم تتحملون الجزء الأكبر من المسؤولية وتبذلون جهودا جبارة من اجل عدم ترك اي شخص في هذه المآساة وهذه الظروف الصعبة . وانتم اوفياء لرسالة لبنان التريخية في الإبداع والمناعة والتضامن المشترك. في الختام اكرر نداء البابا فرنسيس الى الجماعة الدولية لا تدعوا لبنان وحيدا، لبنان الى العالم ولكن العالم ايضا يحتاج ايضا الى خبرة لبنان الفريدة في التعددية ولعيش معا والتضامن والحرية التي هي لبنان، ومعا سنعيد بناء بيروت.
الشيخ اروادي
وتوجه الشيخ اروادي بكلمة شكر فيها قداسة البابا وعبر عن التقدير والأستعداد للتجاوب مع كل الرغبات الصادقة.
المفتي عبدالله
اما المفتي عبدالله فوجه الشكر للكاردينال وللبابا لعنايته الخاصة بلبنان، فلبنان رسالة عيش مشترك ورسالة للعالم هذه الرسالة تؤكد ان المسلمين والمسيحيين معا من اجل بناء هذا الوطن لبنان الذي عاني الكثير وسيواجه كل التحديات ، وهو سيكون على قدر المسؤولية وبدعاء قداسة البابا نحن اكثر اطمئنانا وهو كبخور نتبخر به عند الحاجة.
الشيخ المنى
شكر الشيخ المنى قداسة البابا على هذه المبادرة نحن في لبنان نعيش التنوع والتعددية ولدينا تجربة غنية، ولكننا للأسف انحدرنا في هذا الزمن الصعب الى صراعات والى ما يشبه انهيار الدولة نحن نرى ان صلواتكم وصلواتنا يجب ان تتحد من اجل لبنان، ويجب ان تكون دافعا للسياسيين والمسؤولين من اجل العمل الجاد والكفوء لتقدير هذه المبادرات والمساعدات والعمل معا لإنقاذ لبنان وطن الرسالة كما قال قداسة البابا يوحنا بولس الثاني لبنان اكثر من بلد انه رسالة.
وتوجه الكاردينال بارولين والوفد المرافق الى كنيسة القديس جاورجيوس في بيروت. حيث التقى ببعض رجال الدين المسلمين والمسيحيين وقال: “لبنان ليس لوحده ونحن نقف الى جانبكم بصمت وبتضامن لنعبر عن محبتنا لكم”.
وشدد الكاردينال بارولين على “عدم ترك لبنان وحيدا، لبنان بحاجة الى العالم ولكن العالم يحتاج الى خبرة لبنان الفريدة والتضامن والحرية التي يمثلها لبنان، ومعا سنعيد بناء بيروت”.
ومن ثم زار بارولين، يرافقه السفير البابوي جوزف سبيتري، والمطرانان بولس عبد الساتر، وسلون موسي، وعدد من الكهنة والأباء، مسجد محمد الأمين، وكان في استقبالهم الشيخ محمد أمين الأروادي مدير عام الأوقاف الإسامية ممثلا مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، ومدير العلاقات العامة في مكتب الرئيس سعد الحريري عدنان فاكهاني، واطلع الوفد على الأضرار التي اصابت الجامع.
وأضاف البيان: “استمع الحضور من فاكهاني إلى شرح عن المسجد الذي بناه الرئيس الشهيد رفيق الحريري إذ قال يومها: نحن لسنا في حاجة الى مساجد وكنائس اضافية، وهذا المسجد هو رسالة، فهو اكبر مسجد في لبنان بجانب اكبر كنيسة فيه، وهذه رسالة بيروت عاصمة التلاقي وكان افتتاحه عام 2008 لقاء وطنيا وشارك فيه كل رؤساء الطوائف”.
بارولين
وأمل الكاردينال بارولين من جهته، في ان “يشكل هذا الصرح الديني رمزا للوحدة بين اللبنانيين”.
وقال ردا على سؤال عن الحراك في لبنان، بانه “حركة جيدة تطالب الجميع بأن يكونوا مسؤولين، وهذه افضل رسالة تأتي من الشباب. قد قلت سابقا ما قاله قداسة البابا فرنسيس لكم: يجب الا ان نسرق مستقبل الشباب واملهم، وهذه دعوة إلى المسؤولين السياسيين لتحمل مسؤولياتهم، واعطاء الشباب اجوبة فعالة”.
وعن امكان زيارة البابا فرنسيس لبنان قال: “البابا يرغب في زيارة لبنان، لكن اذا كانت الشروط مؤاتية فهو مستعد لذلك”.
تبادل هدايا
بعد ذلك تم تبادل الهدايا وكتب الكاردينال بارولين على السجل الذهبي للمسجد: “انا اشكر هذا الأستقبال المميز، واطلب بصلاتي المرفقة بامنيات ان كل المؤمنين بالله يتمكنوا ان يعيشوا متحدين ليساهموا مع بعضهم في بناء جماعة متضامنة”.
ومساء ترأس أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين قداسا الهيا في ساحة مزار سيدة لبنان حريصا على نية ضحايا تفجير مرفأ بيروت، عاونه فيه السفير البابوي في لبنان جوزف سبيتري، رئيس مزار سيدة لبنان الأب فادي تابت، ولفيف من الأباء، في حضور راعي أبرشية جونية المارونية المطران أنطوان نبيل العنداري، راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، ولفيف من الرجال الدين المسيحيين وراهبات وممثلين عن المجتمع المدني ولجنة العسكريين المتقاعدين في ساحة الشهداء وراهبات ومؤمنين.
بارولين
وبعد الإنجيل المقدس ألقى الكاردينال بارولين عظة جاء فيها: “لقد دوت رسالة الرجاء التي أعلنها النبي أشعيا في كلام قداسة البابا فرنسيس في مقابلة الأربعاء العامة في الفاتيكان، قال قداسته إني أشجع جميع اللبنانيين على الثبات في رجائهم وإستعادة القوة والطاقات اللازمة للإنطلاق مجددا”.
وأضاف: “لذا اود أن أدعو الجميع إلى عيش يوم عالمي للصلاة والصوم من أجل لبنان، يوم الجمعة المقبل في 4 أيلول،إنه لمن دواعي فرحي أن أكون معكم اليوم على أرض لبنان المباركة، لأعبر لكم عن قرب الأب الأقدس منكم، وعن تضامنه معكم، ومن خلاله أعبر عن قرب الكنيسة جمعاء وتضامنها”.
وتابع: “لقد تألم لبنان كثيرا وهذه السنة كانت مسرحا لمآسي كثيرة: ضربت الشعب اللبناني الأزمة الإقتصادية والإجتماعية والسياسية الحادة التي ما زالت تعصف بالبلد، وأزمة وباء كورونا التي زادت الأمور سوءا، وأخيرا الإنفجار الكارثي في مرفأ بيروت الذي دمر عاصمة لبنان وولد مآسي مهولة”.
وقال: “من اليقين أن اللبنانيين يعيشون حالة إحباط. هم رازحون تحت أثقالهم، منهكون ومتعبون، لكن اللبنانيين ليسوا وحيدين، إننا جميعنا نرافقهم روحيا ومعنويا وماديا، منذ سنة وبخاصة منذ الشهر الفائت، وقد ذكر قداسة البابا فرنسيس لبنان مرات كثيرة، وعبر عن قربه من خلال أعمال تضامن، ولقد دعا قداسته المجتمع الدولي إلى مساعدة لبنان وإلى العمل على حل مشاكله، وإلى التفتيش عن خير هذا الشعب العظيم، وهذا البلد الذي وصفه القديس يوحنا بولس الثاني بالبلد الرسالة إلى الغرب والشرق. ولقد عبر الكثير من البلدان أيضا عن قربهم من خلال مساعدات حسية والتفتيش عن حل دائم في لبنان”.
وأكد: “يستطيع اللبنانيون الإعتماد على أصدقائهم، ولكن هؤلاء يتيقنون بإعجاب كم ان اللبنانيين يعتمدون على أنفسهم لتخطي الصعوبات الجمة التي يواجهونها”.
وقال إن “اللبنانيين مثل بطرس في إنجيل اليوم: لقد كان متعبا ويائسا، بعد ما غسل شباكه لأنه لم يصطد سمكا، على رغم تعب ليل بكامله، وها إن الرب يغير واقع الحال بكلمة منه. هو يطلب من بطرس أن يرجو حيث لا رجاء. وبعد ما أعترض بطرس عاد فأطاع الرب وقال له: لأجل كلمتك ألقي الشبكة. ولما فعل ذلك هو ورفاقه، ضبطوا سمكا كثيرا جدا”.
واستطرد: “إنها كلمة الرب التي غيرت واقع بطرس. هي كلمة الرب عينها التي تدعو اليوم اللبنانيين إلى الرجاء حيث لا رجاء، وإلى السير إلى الأمام بكرامة وعزة. سيتبدل الواقع. إن كلمة الرب تتوجه إلى اللبنانيين من خلال إيمانهم، ومن خلال سيدة لبنان، ومن خلال مار شربل وجميع قديسي لبنان. وإن الرب يرافق اللبنانيين أيضا، من خلال روح الثبات التي شهدوا لها عبر العصور”.
وأضاف: “تمتثل أمام بنات هذه الأرض وأبنائها أسباب كثيرة لتجديد الرجاء ولتخطي أي عائق يعترضهم، على طريق المستقبل الزاهر والأفضل. وإن اللبنانيين سيسلكون معا جميعا هذا الطريق، سيعيدون بناء بلدهم بمساعدة الأصدقاء وبروح التفاهم والحوار والعيش المشترك الذي طالما ميزهم. إن جميع اللبنانيين بمختلف طوائفهم وإنتماءاتهم، هم على موعد جديد مع التضامن والوحدة الوطنية، من أجل خير بلد الأرز الجميل”.
وسأل: “كيف لا نقف بإعجاب امام عزم اللبنانيين على إعادة بناء بلدهم؟. فحين كان الموت يستولي على بيروت، هبت مشاهد تضامن وأخوة في شوارع العاصمة، لتبث فيها مجددا معالم الحياة، عربون قيامة مجيدة. كما وعلمت بأن ألآف الشابات والشبان قد أطلقوا ورشات تنظيف وإعادة إعمار ومساعدة في الأحياء والبيوت والمدارس والمستشفيات، وفي مختلف مؤسسات العاصمة. ان الشباب هم علامة الرجاء وهم يعرفون كيف يتلقفون حكمة المتقدمين في السن من دون الخوف من أن يحلموا بغد أفضل. إن إعادة إعمار لبنان لم تتم فقط على المستوى المادي، فبيروت أم الشرائع ستولد مجددا من الرماد، اذ تشهد أيضا على مقاربة جديدة لإدارة الشؤون العامة، وكلنا أمل في أن المجتمع اللبناني سيعتمد أكثر فأكثر على الحقوق والواجبات والشفافية والمسؤولية الجماعية وخدمة الخير العام”.
وختم: “من هذا المزار الجميل، الموضوع على تلة هي من أجمل تلال العالم، حيث العذراء مريم سيدة لبنان تسهر على كل لبنان، وتنظر إلى بيروت فيما الدموع تملأ عينيها، وأود أن أختم كلمتي بالعودة إلى كلمات الأب الأقدس، في المقابلة العامة. أطلب منكم الآن أن نعهد بمخاوفنا وامالنا إلى مريم سيدة حريصا، ولتكن هي سندا لجميع الذين يبكون أحباؤهم، ولتعطي الشجاعة لكل من فقد منزله، وفقد معه جزءا من حياته، ولتتشفع أمام الرب يسوع كي تزهر أرض الأرز مجددا، وتنشر رائحة العيش معا في كل أنحاء منطقة الشرق الأوسط”.
الخميس 3 ايلول 2020 الوكالة الوطنية للإعلام