الراعي داعيا لإجراء الاصلاحات بدءا بالكهرباء: الحياد هو الابتعاد عن الأحلاف والحروب الإقليمية

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداس الاحد في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، وعاونه المطرانان حنا علوان ويوسف سويف بمشاركة المطرانين بيتر كرم ومطانيوس الخوري والقيم البطريركي العام الاب جان مارون قويق والقيم البطريركي في الديمان الاب طوني الآغا والاب فادي تابت وأمين سر البطريرك الاب شربل عبيد، في حضور عدد من المؤمنين من مختلف المناطق الذين حرصوا على اتخاذ التدابير الوقائية ووضع الكمامات والتزام التباعد الآمن.

وبعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: “روح الرب علي، مسحني وأرسلني” (لو 18:4) قال فيها: “يسعدنا أن نحتفل بهذه الليتورجيا الالهية معكم، أيها الحاضرون في كاتدرائية الكرسي البطريركي في الديمان، ومعكم، أيها المشاركون عبر وسائل الاتصال ولاسيما محطة تلي لوميار – نورسات. فأنتم في بيوتكم إما لأسباب مرضية وإما تجنبا للتجمعات بسبب وباء كورونا. الذي على ما يبدو راح يتوسع انتشاره من جديد. ولذلك نرى انه من الواجب علينا إعادة التذكير بضرورة اتخاذ التدابير الاحتياطية حماية للجميع، خصوصا في أماكن التجمعات ودور العبادة والصالات الراعوية وخلال المناسبات والاعراس والجنازات. وإنا نواصل صلاتنا الآن، كما في كل مساء، بصلاة مسبحة الوردية، التي يشاركنا فيها عشرات الألوف من المؤمنين والمؤمنات عبر الوسائل الاعلامية. نصلي على نيتين أساسيتين: الأولى، التماس نعمة الشفاء للمصابين بوباء كورونا، وإبادة هذا الفيروس المتزايد الانتشار، وعودة الحياة الطبيعية إلى الكرة الأرضية التي باتت مشلولة ومصابة بأزمة إقتصادية عالمية قاتلة. والنية الثانية التماس خلاص لبنان من الانقسامات الداخلية والفساد المستشري في الإدارات العامة، المتسببة بالأزمة الاقتصادية والمالية والمعيشية الخانقة للشعب المحروم من خبزه اليومي”.

ولفت الراعي الى أن “الأسبوع المنصرم تميز بالمزيد من مؤيدي مشروع نظام الحياد الناشط والفاعل أكان بالكتابات العديدة والغنية في الصحف، أم بتصريحات الرسميين من الصرح البطريركي، أم بتأييدات من خارج لبنان. وبات واضحا أن الهدف الأول والأساس من نظام الحياد الناشط والفاعل بالنسبة إلى الداخل، هو شد أواصر وحدة لبنان الداخلية، وتثبيت كيانه وسيادته واستقلاله، وتعزيز الشراكة الوطنية والاستقرار والحوكمة الرشيدة، في دولة قادرة بقوة الدستور والميثاق والقانون والمؤسسات على الدفاع عن نفسها بوجه أي اعتداء. وبالنسبة إلى الخارج، الحياد هو الابتعاد عن الدخول في أحلاف وصراعات وحروب إقليمية ودولية، وبخاصة تلك التي لها تأثيرات سلبية مباشرة على الاستقرار داخل الدولة.

وصفة الحياد الناشط والفاعل هي التزام لبنان بالقضايا العامة: من سلام وعدالة وحقوق إنسان، وحوار أديان وحضارات، ودور وساطة في النزاعات الاقليمية والدولية، ولاسيما ما يختص بوحدة الدول العربية، والقضية الفلسطينية، وصد الممارسة العدائية من إسرائيل تجاه أهل فلسطين وأرضهم وحقوقهم وتجاه لبنان وأي بلد آخر.
وصفة الحياد الناشط والفاعل هي عودة لبنان إلى دوره التاريخي كجسر بين الشرق والغرب على المستوى الثقافي والاقتصادي والتجاري الذي يمليه عليه موقعه الجغرافي على ضفة المتوسط، ونظامه السياسي بمكوناته الدينية والثقافية، واقتصاده الليبرالي، وانفتاحه الديمقراطي”.

أضاف: “في إطار موضوع الحياد الناشط والفاعل، وأوضاع المدارس الخاصة التي تهدد مستوى التعليم والتربية، والحالة الاقتصادية والمالية والمعيشية الخانقة، والحاجة إلى الإسراع في إصلاحات الهيكليات والقطاعات المطلوبة من الأسرة الدولية منذ سنتين وثلاثة أشهر في مؤتمر باريس CEDRE لدعم الاقتصاد اللبناني وتعزيزه، أسعدنا بزيارة معالي وزير خارجية فرنسا السيد Jean-Yves Le Drian، يوم الخميس الفائت.

وقد أعرب عن دعم فرنسا لمشروع الحياد الناشط والفاعل، وعن مساعدتها المالية للمدارس الكاثوليكية الفرنكوفونية، وعن استعدادها الدائم لمساعدة لبنان بالمبلغ الذي رصده مؤتمر سيدر شرط المباشرة بالاصلاحات. فأعربنا له عن مشاعر الشكر والامتنان. وفي المناسبة نهيب مجددا بالحكومة والمسؤولين السياسيين التعالي على الانقسامات الشخصية، والعمل معا على إنهاض لبنان بإجراء الاصلاحات بدءا بالكهرباء والمكافحة القضائية للفساد المتفشي الذي يتزايد اليوم من دون أي وخز ضمير أو خوف كجريمة فساد المواد الغذائية القاتلة للمواطنين”.

الأحد 26 تموز 2020 الوكالة الوطنية للإعلام

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *