منح رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش رئيس دير مار الياس الطوق الأب سابا سعد رتبة الأرشمندريتية في قداس احتفالي اقيم في كنيسة دير مار الياس الطوق بمناسبة عيد النبي ايليا، حضره الأساقفة: انطونيوس الصوري، بولس سفر، ادوار ضاهر، الياس رحال وحنا رحمة، نائب عام الرهبنة الباسيلية الشويرية الأب المدبر ديمتري فياض، المدبرين نقولا الرياشي ومطانوس نصرالله، النائب سليم عون، النائب ميشال ضاهر ممثلاً بعقيلته السيدة مارلين، المدير العام لوزارة الزراعة والأمين العام للمجلس الأعلى للروم الملكيين الكاثوليك المهندس لويس لحود، الرئيسة العامة للراهبات الأنطونيات الأم نزها الخوري، الفعاليات الرسمية والعسكرية والأمنية والبلدية والاختيارية، الرهبان والراهبات، ابناء الرعايا التي يخدمها الأب سعد في وداي العرايش والراسية، عائلة الأرشمندريت الجديد وعدد من اهالي بلدته القاع وابناء مدينة زحلة.
وقبل الرسالة تقدم الأب سعد في الرواق الأساسي للكنيسة يرافقه العرّابين الأبوين جان مطران ومخائيل عوض ومثل امام سيادة المطران الذي تلا صلاة خاصة بالمناسبة والبس الأرشمندريت الجديد الصليب واللاطية وسط تصفيق الحضور.
بعد الإنجيل المقدس القى المطران درويش عظة هنأ فيها الأرشمندريت الجديد وقال :
” نفرح معكم ونبتهج في هذا اليوم، بمنحنا رتبة أرشمندريت لرئيس الدير الأب سابا سعد، تقديراً وتكريماً للرهبانية الباسيلية الشويرية لمساهماتها في النهضة الكنسية وفي خدمة الثقافة والتربية والعمل الرعوي في أبرشيتنا. وتقديراً للأب سابا الذي اتخذ لحياته شعار صاحب العيد النبي الياس الغيور: “غيرة بيتك أكلتني” فالسنوات التي قضاها في إدارة الشرقية وفي العمل الرعوي، هي دليل على تفانيه في الخدمة وعلى قربه من الناس والأهم من ذلك أنه لم يقع في خطر علمنة نفسه، ففي عمله كان قوياً لأن الرب معه ولأنه مع الرب، وكانت محبته محبة خادمة وحكيمة وفطنة. نهنئ الأرشمندريت سابا ونشكره على محبته وخدمته وغيرته وشهادته.”
واضاف ” اليوم نعيد للنبي مار الياس الحي، شفيع هذا الدير المقدس، وهي مناسبة عزيزة على قلوبنا جميعا لنتمنى لرئيس وآباء هذا الدير وللمعيدين لهذا العيد ولجميع أبناء وبنات هذه الرعية المباركة والمشاركين معنا في هذه الليترجيا الإلهية، عيداً مقدساً ومباركاً.
لقد أنعم الله على النبي اليليا، بخبرة روحية عالية، اختاره الرب ليقود الناس للتوبة، واظهر لهم وهو على جبل الكرمل أن قوة الصلاة لا يضاهيها شيئ، هناك تجلت قوة شفاعته عندما صلى ليُظهر قوة الرب.
واجه ايليا الكهنة، عبدة البعل، فهم يعبدون صنماً أقاموه إلها لهم ليحققوا مكاسب شخصية، وواجههم بشجاعة وغيرة وصلابة، وطلب من الناس أن يقتربوا من الرب ويصلوا له. بعد ذلك أقام مذبحاً من اثني عشر حجراً يرمزون الى قبائل بني يعقوب ويمثلون وحدة الشعب، وصلّى للرب الهُ آبائنا ليفهم الشعب انه الله معهم، وليُذكرهم بالوعد الذي قطعه الله لشعبه.
أراد ايليا أن يعرف الناس بأن الله هو المطلق ولا يمكن أن نضعه بجانب آلهة صنمية أخرى، إنه إله الرحمة والتوبة والغفران. صلىّ ايليا واستجاب له الرب: “فنزلت نار الرب والتهمت المحرقة والحطب والحجارة والتراب وحتى الماء الذي في الخندق” (الملوك الأول18/38).
الهدف من صلاة ايليا هو التوبة والعودة الى الله، والنار الإلهية تغير القلوب وتسمح لنا أن نعيش مع الإنسان الآخر وفق ارادة الله.”
وختم سيادته ” إن الله يتوقع منا نحن المؤمنين، أن نشعر بحنانه ورحمته، وأن نكون بدورنا رحماء تجاه الآخرين، ورحمةُ الله ضمانة لنا لأننا تحقق لنا السلام والطمأنينة ونقاوة النفس.
في سلوك المسيحي وفي افكاره لا توجد كبرياء ولا نميمة، بل حنان وانتباه للناس، والمسيح عندما هدم جدار العداوة والقساوة بين الناس، اراد أن تسود الرأفة في علاقاتنا مع الآخرين.
لذلك عندما نطلب رحمة الله نسعى من جهتنا أن نكون اسخياء منتبهين لبعضنا البعض، والمؤمن الحقيقي هو الذي يخلق حوله جواً عائلياً، يُشعر الآخرين بالطمأنينة ويغمرُهم بلطفه وإنسانيته.
هذا ما نريد أن نتعلمه من النبي ايليا في عيده هذه السنة، نطلب من الله أن يغير قلوبنا ويمنحنا نعمة لنكون غيورين على إيماننا، بنعمة الآب والابن والروح القدس. آمين.”
وفي نهاية القداس كانت كلمة شكر للأرشمندريت سعد جاء فيها :
” في مدرسة يسوع المسيح زُرعتُ وتجذرت، واليوم أعلن ثباتي ومتابعة نموّي. لماذا؟
لاني قبلاً، قرأت الانجيل كما الجميع والرهبان خاصة وعلّمت به
واكتشفت لاحقا،ً وبعد سنوات طوال، أنني لم التقِ فعلاً بيسوع
- اعتدّت ان أرى بطرس صياداً فقيراً على شاطئ البحر،
وعلمنّي ابن المغارة، أن بطرس سيبشّر العالم، ويكون صياداً للناس - شاهدت فيه تلميذاً يُنكر المسيح ثلاث مرات، ويلعن أمام جارية،
وعلمنّي جديّ غاسل أرجل التلامذة، أن بطرس سيقف أمام صالبي المسيح مبشراً به حتى ينال الموت مصلوباً . - قرأت ان بولس القائد المحارب لديه أوامر تقتل المسيحيين،
وعلمنّي الثائر، ان بولس، رسول الامم، يَعتبر ان كل ما في الحياة أقذاراً ليربح المسيح. - حملت حجارة لأرمي الزانية، لأني تعلّمت القوانين وأصبحت مرجعية حكم،
وعلمنّي ابانا الذي في السموات، أن هذه المرأة ستكون قديسة تبشّر الرسل بقيامته، فتهيّبتُ لأني لطالما رجمتُ قديسّين. - تمشيت في الحقول، فوجدت أن الزنبقة البيضاء مصيرها الذبول ثم التنور،
وعلمنّي المصلوب عطشاناً، ان ملوك الارض وعظماءها لن يكون بمقدورهم أن يلبسوا كواحدة منها.
وأخيراً وليس أخراً، قرأت في الانجيل أن ما بين: ” الويل لكم “…. “والطوبى لكم” تكمن مسيرة الانسان بأكملها ومعها حكاية القداسة والقيامة.
من كل هذا استنتجت أن أعظم خطيئة في التاريخ ضد الروح القدس، هي، أن تحكم على انسان فترى فيه الماضي وتقفل رؤيتك وتغفل عن حقيقةِ، أن كل لقاء مع يسوع، هو ولادة جديدة.
وانتم قد تكونون في مرحلة البحث وما زلتم، لذا ان وجد أحد منكم في مدرسة ما منافسة فلا يدعوني اليها، لأني لن أتخرّج ولن اخرج منها و لا عليها. لأني قبلت بها عن غير استئهال.
هذه المبادئ المعاشة في مدرسة يسوع هي القوة، والمعنى، في وجه سلسلة الضّيقات والشدائد والصعاب والاوبئة والمخاوف التي تصيب أرضنا اليوم .
واضاف ” بعد شكري للباري أود من صميم قلبي، أن اشكركم جميعاً على هذا التكريم . خاصاً بالشكر المميّز صاحب السيادة: مطران الأبرشية سيدنا عصام، الذي وقف الى جانب الكثير من المحبين للرهبانية والمقدرّين للعمل الرسولي في هذه المدينة، فسعى، وطالب وأبطل كل العوائق ليمنحني عن غير جدارة هذه الرتبة الكنسية التي أرى فيها التكليف دون التشريف ، أشكره على محبته وصداقته وابوتهِ، وسعيهِ ومنذ فترة طويلة لاقامة هذا التكريم . سيدنا اني أرفع صلاتي، وأعبّر عن محبتي وشكري وتقديري لشخصك الكريم سائلاً الله لك الصحة والطمأنينة والقداسة.
كما أشكر الرهبانية الشويرية ورئيسها العام السابق الارشمندريت شربل معلوف والعمدة الرهبانية، على تلقّفهم طلب المطران والزحليين وموافقتهم على منحي هذه الرتبة، مجددّاً فخري واعتزازي بأمي الرهبانية ومحبتي لكل فرد من ابنائها. واليوم تمثّل العمدة الرهبانية بالنائب العام الأب ديمتري فياض والابوين المدّبرين نقولا رياشي ومطانس نصرالله، اللذين لهم كل الشكر والمحبة والدعاء، كما كافة أبناء الرهبنة الشويرية الغيورين والمحبين والذين طالما اعتبروا التكريم والمكافأة لابن في الرهبانية كعرس للرهبانية جمعاء.
وأشكر أصحاب السيادة على حضورهم وبركتهم . والشكر الكبير للسادة النواب والوزراء الحاليين والسابقين اللذين عملت معهم ولا نزال على خدمة أبناء زحلة الاحباء ، أعبّر عن تقديري واحترامي لكل عمل صالح، ولكل خدمة قمتم بها، جماعية كانت ام فردية ، وأؤكد أننا في الكنيسة نصّلي للحكام والمسؤولين، ونتفهّم حجم الضغوطات وبطولة الوقوف في وجه الاغراءات التي تعرض كلّ يوم.
وأسوق شكراً خالصاً للأبوَين العرابين جان مطران ومخايل عوض.
لقد منحني الله بحق أمّاً قديسة بكل معاني القداسة منها تعلّمت الايمان والتكرّس والتخطّي، اشكركِ واسأل الله لكِ الصحة والعمر الطويل. وأشكر أخوتي وعائلاتهم والأقرباء جميعاً .
كما أعبّر عن تقديري لعمل الآباء في التحضير لهذا الاحتفال، خاصة أخوتي في دير مار الياس الطوق، اللذين عبرّوا مراراً عن فرحتهم لهذا التكريم ولهذه الرتبة. وأشكر الجوقة المميّزة : جوقة مار الياس المخلصية، والمرنمَّين جورج الرياشي ود. رانيا يونس.
كما أشكر الرسالة الكبيرة المتمثّلة بـ TELE LUMIERE،مُحيّيًا جهودهم وصلابتهم في هذه الظروف الحرجة،
وأشكر ادارة تلفزيون OTV والاستاذ عبدو الحلو على التعاون ونقل هذا القداس على شاشتهم الكريمة صباح الاحد القادم.
واشكر فرسان العذراء، ومهندس الصوت، ولجنة المرأة وما قدموه لي من محبة ومساعدة ومساندة، وكل من عمل على هذا الاحتفال الجميل وكل المؤمنين الحاضرين على مشاركتهم معاهداً اياكم بالصلاة وسائلاً صلاتكم أجمعين .”
وبعد القداس تقبل الأرشمندريت سعد التهاني في صالون الدير.