لا تزال حادثة انتحار المواطن علي محمد الهق (مواليد 1959) في شارع الحمراء تتفاعل، حيث أطلق النار على نفسه بالقرب من مقهى ” Dunkin Donuts”، وسط حالة من الذهول لدى المارة.
والهق هو ابن بلدة الهرمل محلّة الكواخ، ومن سكان المريجة في الضاحية الجنوبية.
ووفق رواية أقاربه، فإنّه “غادر لبنان منذ سنوات إلى الخليج سعياً لتأمين لقمة عيش حيث عمل في مطاعم عدّة، ليعود بعدها إلى لبنان ويفتتح مطعماً في المريجة، إلّا أنّ الظروف المالية والاقتصادية الصعبة خلال الأشهر الأخيرة أدّت إلى تراجع العمل في المحلّ وتعذّر تأمين بدل الإيجار الشهري، ما أدّى إلى تعرّضه لضغوط من صاحب الملك، في وقت لم يعد يملك قوت يومه”.
ويروي الأهالي أنّ آخر ما قاله لشقيقه: “واصل مشوار يا خيّ… وصّيني”.
من جهته، علّق مختار العائلة عدنان الهق لـ”النهار” على الحادثة الموجِعة، بالقول: “المشكلة اليوم أننا بدأ بابننا ولا نعلم إلى أين نحن ذاهبون. المسؤولون صمّوا آذانهم ووصل الحال إلى ما هو عليه. الشعب بدأ بالانتحار فما حاجاتنا لهكذا مسؤولين ودولة؟ ما جرى مع ابننا ودفعه الى الانتحار هو الجوع والذل الذي نعانيه جميعنا، والجوع كافر. ابننا انتحر تاركاً خلفه أطفالاً، فقد أصبح معاش المواطن الفقير بضعة دولارات، ونأمل ان يعي المسؤولون خطورة ما وصلت اليه الحال”.
وبحسب شاهدة عيان لـ”النهار” في الحمراء عند وقوع الحادث، فإنّ “الوضع كان طبيعيّاً قبل أن نسمع صوت إطلاق نار ويسقط الشاب أرضاً، من دون معرفة الأسباب”. وقد وجدت بالقرب من جثته ورقة كتب عليها “أنا مش كافر”، مرفقة بسجل عدله النظيف. وقد حضرت القوى الأمنية إلى مكان الحادث.
ووفق إدارة الـ”Dunkin”، فإنّ الشاب ليس موظفاً في المقهى كما يتم التداول، ولا علاقة للمحل بالحادث سوى أن اطلاق النار حصل بالقرب من المقهى.
وبقيت جثة الضحية على الأرض لأكثر من 4 ساعات، في حين ضربت القوى الأمنية طوقاً في مكان الحادث، وسط تجمّع مجموعة من الشبّان وإطلاق هتافات مستنكرة. ومنذ بعض الوقت، حضرت الفرق الطبية والأدلّة الجنائية حيث عملت على نقل الجثة إلى أحد مستشفيات بيروت.
الجمعة 3 تموز 2020 موقع النهار