أصر الزحليون على احياء عيد اعياد مدينتهم خميس الجسد الإلهي تحت شعار ” انت وحدك شفاؤنا” ، معلنين ان يسوع المسيح المتجسد في القربان المقدس هو الوحيد الشافي من كل الأوبئة والأمراض، في ظل وباء كورونا الذي يجتاح العالم.
فأتت الذكرى الخامسة والتسعون بعد المئة لعيد الجسد الإلهي مختلفة من حيث التنظيم والتجمعات والمسيرات، فاقتصرت على اقامة قداس احتفالي في كاتدرائية سيدة النجاة ترأسه سيادة المطران عصام يوحنا درويش، بمشاركة كهنة الأبرشية وحضور رئيس بلدية زحلة – المعلقة وتعنايل المهندس اسعد زغيب، مدير عام وزارة الزراعة المهندس لويس لحود، قائد الشرطة العسكرية في البقاع العقيد اندره حرّوق، وحشد من المؤمنين.
وبعد الإنجيل المقدس القى المطران درويش عظة تحدث فيها عن معاني العيد فقال :
” نحتفل اليوم بخميس الجسد الإلهي، أي بحضور يسوع المسيح بيننا ومعنا، إنه عيد مدينة زحلة، لا بل هو عيد أعيادها، وقد اتخذنا لهذه السنة شعاراً من واقع حياتنا: أنت وحدك تشفينا”. فالله يعرف مرضنا وهو وحده القادر أن يشفينا. يشفي أولا قلبنا ثم يشفي جسدنا، لأن رحمته لا حدود لها. إنه الطبيب الحقيقي الذي يشفي مرضنا.
صحيح أن يسوع هو دوما معنا كما وعدنا بأنه لن يتركنا وبأنه يرسل لنا بشكل دائم روحه القدوس ليثبتنا وينمي فينا كلمة الله، لكننا اليوم وفي هذا العيد، ننفض عنا غُبارَ تقصيرِنا وخطيئتِنا وإهمالِنا، لنواكبَ، بمحبتِنا وخضوعِنا وصلواتِنا، يسوعَ الفادي في سر الافخارستيا. نواكبُهُ وقلوبُنا عامرة بالإيمان والرجاء، فالافخارستيا هي كنزُنا نحن المؤمنين، وهي سرُّ إيماننا وغذاؤنا الروحي، وهي أثمنُ ما نمتلك في هذا العالم. لذلك نعتبر أن التطواف بالقربان المقدس هو نعمة من الله تُعطى للذين يشاركون فيه.”
واضاف ” هذه السنة وبشكل استثنائي، لن نتمكن من إقامة الزياح كعادتنا سيرا على الأقدام وإعطاء البركة أمام الصمدات، لكننا سنطوف بالقربان المقدس ليبارك الرب من جديد، مدينَتنا، ويُبعد عنها كلَّ جائحة، وكما أبْعدَ عن آبائنا وأجدادنا الطاعون عام 1825 وشفاهم منه، هكذا سيشفينا من الأوبئة التي تجتاحُ بلادَنا، فأي عدو مهما عظُمت قوتُه، لن يصمُدَ أمام صلواتكم ودعاكم، فالمسيح أحبَّ خاصَتهُ ومنحهم “جسده ودمه مأكلا ومشربا حقيقين”. “
وتابع سيادته ” ايها الأحباء، أبناء مدينة زحلة.
يجول يسوع بينكم اليوم بالافخارستيا منتصرا، إنه الحبُّ المنسكبُ على محبيه، إنه النورُ الذي ينير حياتنا، إنه النار التي تُصيرنا أنقياء، إنه المأكل الذي يَسُدُّ جوعَنا، والمشرب الذي يروينا. فيا رب نسألك، أن تنظر بعطفك وحنانك إلى شعبك المؤمن وإلى رعيتك التي اخترتها، فتُبعدَ عنهم هذا الوباء الذي ابتلت البشرية به.
يمر يسوع في شوارع المدينة فلنسأله أن يشفينا ويُبعدَ عن بلدنا طاعون الفساد المتأصل في نفوسنا، وأطلب منكم أن يكون يوم الخميس القادم 18 حزيران، وهو وداع عيد الجسد، يوم صلاة ليستأصل الرب منا كلَّ فساد يعيق تقدم لبنان ورفاه شعبه. وسيشترك معنا في الصلاة في هذا اليوم، أخوة وأخوات لنا في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا.
نسأله الله أن يوحّد مدينتنا ويباركها، ويبارك ارادتنا الخيّرة. نشكره لأنه جعلنا شركاء له في ذبيحته الشخصية وجعلنا شعبا افخارستيا، على مثال مريم العذراء التي نطلب اليوم شفاعتها. آمين”
وبعد القداس انطلق موكب الجسد في السيارات متجهاً الى كاتدرائية مار مارون في كسارة حيث عزفت موسيقى الكشاف الماروني تكريماً للجسد المقدس وانضم المطران جوزف معوض الى الموكب لفترة قصيرة لإضطراره المشاركة في مأتم المثلث الرحمات المطران يوسف بشارة في بيروت، وسلك الموكب طرق حوش الأمراء حيث اعطيث البركة امام الكنائس وصولاً الى كنيسة السيدة في حي السيدة حيث انضم المطران بولس سفر الى الموكب. بعدها سلك الموكب طريق المعلقة – حوش الزراعنة وصولاً الى كاتدرائية القديس نيقولاوس حيث انضم اليه المطران انطونيوس الصوري .
وامام سراي زحلة اعطى الأساقفة البركة بحضور سعادة محافظ البقاع القاضي كمال ابو جودة، النائب سليم عون والقادة الأمنيون، وكانت كلمة للمطران درويش توجه فيها بالمعايدة من الزحليين، واطلق دعوة للصلاة من اجل استئصال الفساد في لبنان، يوم الخميس في 18 حزيران الجاري، طالباً من الجميع المشاركة في الصلاة على هذه النيّة.
وتابع الموكب طريقه سالكاً البولفار وصولاً الى الكلية الشرقية حيث كان في الإستقبال مدير الكلّية الأب شربل اوبا وعزفت موسيقى الكشاف اللبناني نشيد التعظيم واقيمت صمدة شارك فيها بعض الطلاب.
المحطة الأخيرة في التطواف كانت في مطرانية سيدة النجاة حيث اقيمت رتبة خاصة شارك فيها الأساقفة واعطوا في نهايتها البركة للمؤمنين.
الصور من بلدية زحلة وصفحة المطران درويش
الخميس 11 حزيران 2020