حذرت الفعاليات الثقافية والاجتماعية في البقاع وراشيا، في بيان “من محاولات اشعال الفتن المذهبية والطائفية”، ودعت الى “استقالة الحكومة واجراء انتخابات نيابية مبكرة”.
وجاء في البيان:” يمر لبنان اليوم بمرحلة مصيرية وصعبة بسبب الفساد في كل مؤسسات الدولة، وقد وصل سوء الأوضاع التي يمر بها الوطن إلى مرحلة الانفجار بسبب تراكم الفساد وسوء أداء الحكومات المتعاقبة، هذا الأداء السيئ الذي قام على نهب مقدرات الدولة التي هي من لقمة خبز المواطن وعرق جبينه. لقد كانت السلطات المتعاقبة تقوم على أسس سيئة أوصلت الوطن إلى حافة الانهيار، وأبرز هذه الأسس قيام الدولة على الحصص الطائفية والمذهبية واستمرارها في نهب الوطن، وثاني هذه الأسس التي هدمت الوطن أسر ملوك الطوائف التي استلمت زمام مسيرة البلد من عقود. لم يكتف ملوك الطوائف والمذاهب باقتسام الوطن ونهبه بل جعلوا مناصبهم خاصة بهم حتى في طوائفهم. وثالث هذه الأسس السرقات التي صارت ملازِمة لمعظم الذين وصلوا إلى تسلم مسؤولية في الدولة. لقد جمعوا ثرواتهم الخيالية من دمنا وتعبنا وجنى أعمارنا، ونقلوها إلى الخارج خوفا عليها من الداخل. ومن أجل استمرار تسلطها منعت السلطات المتعاقبة استقلالية القضاء ليظل السارق هو الخصم والحكم.
لقد جوعوا أطفالنا ونهبوا أموالنا، وها هم اليوم يحاولون إشعال الفتنة المذهبية والطائفية ليختبئوا وراءها. ماذا علينا أن نفعل؟ أول ما يجب عمله هو وأد الفتنة ومنع ولادتها واشتعالها، وهذا يتطلب وعيا وطنيا يقوم على معرفة من هم وراء الفتنة وأهدافهم منها. ويتصل بوأد الفتنة استمرار التحرك المطلبي، ورفع وتيرته سلميا وحضاريا، لأن قدرات الناس لم تعد تستطيع تحمل الغلاء وعجز الدولة عن كبحه، وانهيار الليرة اللبنانية أمام جنون الدولار. وانفلات منافذ الوطن وتهريبه إلى خارج الوطن، لأن المندسين من قبل الجهات المشبوهة يريدون إفساد الحراك الوطني باتهامه بالتخريب. والمندسون موجودون دائما، ولهم من يحركهم، وأول محرِّكيهم أركان السلطة التي لا تستطيع الاستمرار إلا بإشعال الفتن والنهب وتبادل الأدوار، إن شعار “كلن يعني كلن” هو شعار صحيح.
لقد تغيرت حكومات كثيرة ولكن الفساد ظل قائما، والسارقون صاروا مكشوفين، والمضحك المبكي أنهم هم يطالبون باسترداد الأموال المنهوبة. والأدهى أنهم حتى الآن أننا لم نر إلقاء القبض على أحد من مصاصي دم الشعب.
لا خيار أمام حراكنا الوطني إلا الاستمرار، وليحذر أي تحرك من أي خضوع لتوجيهات خارج الحراك الوطني. “كلن يعني كلن”. فلنرصدهم ولنحاسبهم لأن الشارع لا يحتمل وجود نقيضين، ولا يحتمل التأويل. ولتبق المواطنة شعار الحراك. ولأن الحكومة الحالية لم تكن خارج وصاية القوى النافذة، ولأنها عجزت عن تنفيذ ما وعدت به فعليها أن تستقيل، ولتكن حكومة جديدة لتحديد موعد انتخابات سريعة.
الموقعون
ووقع على البيان كل من: المنتدى الثقافي الاجتماعي في البقاع، المجلس الثقافي في البقاع الغربي وراشيا، اللقاء الثقافي البقاعي،عمر شبلي، عمر طالب، خضر ضيا، قاسم شعبان،خالد كموني، محمد طالب، د. عبد شحيتلي، كوثر عبد الفتاح،حسين صالحة،دياب الحاج حسن، زكي اشتي، محسن يوسف، جعفر إبراهيم، عارف الخشن، طارق حرب، المختار محمود البزال، صبحي عمر، كرم الساحلي، د.مصطفى الرفاعي، د.على الموسوي، د. جمال زعيتر ونبيل فارس.
الاثنين 8 حزيران 2020 الوكالة الوطنية للإعلام