روما – طلال خريس – وطنية دخلت ايطاليا الاثنين 4 أيار رسميا في تنفيذ المرحلة الثانية من مواجهة جائحة “كوفيد 19” ما يعني رفع قيود العزل العام تدريجيا. وسمحت السلطات لنحو 4.5 مليون شخص بالعودة إلى أعمالهم بعد أن قضوا قرابة الشهرين في بيوتهم. كما سمحت بالتئام شمل الأسر. وبدأت تتزايد في شوارع المدن حركة انتقال الناس بينما تستمر الرقابة التي تفرضها قوات الشرطة في هذه المرحلة، وتلعب دورا رئيسيا في ظل السيناريو الجديد. ويهدف تفعيل نظام الضوابط إلى التحقق من مراعاة التطبيق الدقيق للأحكام الموضوعة لأجل الحماية المذكورة وتطبيق أي عقوبات ذات صلة.
وعن تفاصيل المرحلة الثانية وأهميتها بالنسبة للبنان كتجربة، تحدث لـ”الوكالة الوطنية للإعلام” الطبيب اللبناني أندريه شكرجي من الأطباء المتابعين عن قرب للجائحة ويعمل في مستشفى “سان كارلو دي ناسي” في روما. فقال: “بالطبع تغير الوضع جذريا كنا بحال صعبة جدا، شهدنا شبه انهيار للنظام الصحي، عشنا حالات مأسوية. أعداد كبيرة من المصابين توفوا من دون التمكن من إسعافهم. اليوم تغير كل شيء والمستشفيات عادت تعمل بنمط ما قبل الجائحة. الفضل بكل ذلك يعود لالتزام السكان بيوتهم لفترة طويلة، ما أدى إلى تقدم ملموس على الأرض من ناحية انخفاض أعداد المصابين والوفيات والمرضى في أقسام العناية الفائقة. كل ذلك سمح للحكومة باتخاذ قرارات تخفيفية مثل الانتقال الى المرحلة الثانية. بدأ تشغيل خطوط الإنتاج الخاملة وإعادة فتح الحدائق بما يتيح للأطفال الفرصة للرياضة وللأقارب الالتقاء مرة أخرى. فوسائل المواصلات جميعها تم تشغيلها، وتم وضع اللافتات على المقاعد وعلى الأرض لاحترام المسافات الآمنة، مع التشديد على ارتداء القفازات والكمامات، كما أعادت إيطاليا فتح الحدائق والمتنزهات. وبدأت تدريبات لاعبي كرة القدم، ولكن بوتيرة 6 لاعبين كل ساعة، مع التزام شروط التباعد الاجتماعي. وسمح ابتداء من الرابع من أيار بالزيارات بين الأقارب، والذهاب إلى المسكن الثاني لمن يملك مسكنين. لكن يتعين على الناس الحفاظ على مسافات فيما بينهم كما أن أغلب المتاجر ستظل مغلقة حتى 18 أيار الجاري. ويمكن للمطاعم بيع منتجاتها للزبائن دون السماح لهم بالجلوس لتناولها. وستبقى المدارس ودور السينما والمسرح مغلقة حتى إشعار آخر، ويعود اليوم إلى أعمالهم نحو 4.4 ملايين شخص”.
وعن الحاجة الى أجهزة التنفس الاصطناعي، قال: “البلاد باتت تمتلك أجهزة تنفس اصطناعي أكثر من المرضى في العناية المركزة، وذلك للمرة الأولى منذ تفشي الوباء. هذا يمنحنا جميعا القوة للمضي قدما”.
وتناول الأوضاع في لبنان موجها نداء الى اللبنانيين بشأن فيروس كورونا: “أشدد على ضرورة التعامل مع هذا الموضوع بكل جدية واتباع الارشادات. فيروس كورونا، بحسب تجربتنا في إيطاليا قابل للاحتواء إذا استطعنا التصدي له وإذا فشلنا فأنه مرض فتاك يعيدنا بسهولة إلى المربع الأول. قامت إيطاليا بإجراءات صارمة لاحتواء الفيروس من خلال وضع نظام حجر كامل عمل بفاعلية والشعب الإيطالي تكاتف وتضامن مع الإجراءات المفروضة. علما ان الوقاية من فيروس كورونا تقينا أيضا من عدد من أمراض مثل الربو والنزلات الصدرية وأي مرض ينتقل بالعدوى”.
في سياق متصل يستمر انخفاض أعداد الحالات الحرجة التي تحتاج الى عناية مركزة في المستشفيات الايطالية. فقد بلغ حتى صباح اليوم 1427 مصابا أي ما يعادل 1% من عدد المصابين الحاليين الذي يبلغ 98467 شخصا. وبلغ مجموع المتماثلين الى الشفاء 85231 فيما بلغ عدد الوفيات 29315 ضحية.
الاربعاء 6 نيسان 2020 الوكالة الوطنية للإعلام