روما – الفاتيكان – طلال خريس – وطنية – سجّلت إيطاليا 174 وفاة جديدة بالفيروس، في أدنى حصيلة منذ فرض الإغلاق في العاشر من آذار. ولكن الرقم الأكثر أهمية هو عدد الحالات الحرجة التي تحتاج الى العناية المركزة في المستشفيات وقد هبط الى 1501 للمرة الأولى أي 1% من عدد المصابين الحاليين الذي بلغ حتى صبيحة اليوم الاثنين 100179 مصابا.
هذه الارقام الايجابية شجعت السلطات على إطلاق تخفيف للقيود ينتظره السكان بفارغ الصبر ومن شأنه دعم اقتصاد أثقله الوباء.
لا تخلو هذه التدابير الجديدة مع ذلك من الحذر، فهي لا تشمل فتح متاجر التجزئة، ولا الحانات والمطاعم، كما أن العمل عن بعد لا يزال مطلوباً، واللقاءات العائلية الكبرى ممنوعة رغم السماح بزيارات إلى الأقارب اللذين يعيشون في المنطقة نفسها، والتباعد الاجتماعي لا يزال مفروضاً خصوصاً في وسائل النقل. تمنع التجمعات والنزهات في الحدائق كذلك. لكن رئيس الوزراء كونتي حذر من أنه سيتابع الوضع من كثب لمعرفة ما إذا كان الفيروس سيتفشى مرة أخرى، ويبدو على استعداد لفرض عمليات إغلاق مناطقية إذا لزم الأمر لوقف عودة وباء أودى بحياة 28884 شخص.
في سياق متصل، تحتل مواقف البابا فرنسيس العناوين الرئيسية في وسائل الإعلام ويتسلم يوميا مئات رسائل المحبة والتقدير من العالم أجمع. وآخر هذه المواقف جاء في رسالة وجهها في عيد العمال وحملت توقيع وكيل أمانة سر دولة حاضرة الفاتيكان المطران إدغار بينيا بارا، وقال فيها: “لا يمكننا أن ننام بسلام فيما يموت أطفال من الجوع، ويحرم المسنون من العناية الصحية”.
وشكر أمين عام الكونفدرالية النقابية الإيطالية للعمل CISL رافائيل بونانني البابا على الرسالة مؤكدا أن “الحركة النقابية ستعمل بكل طاقاتها لنصرة قضايا العمال والمستضعفين”.
وعبرت رسالة البابا عن “نصرة العمال الفقراء” وقربه من “العديد منهم الذين يقومون بواجباتهم في القطاع الزراعي – الغذائي وسط الكثير من المخاطر والصعوبات، بغية السهر على توفير الاحتياجات الغذائية للناس”. وأكدت الرسالة أن البابا يرفع الصلاة على نية هؤلاء الأشخاص و”لا ينسى معاناة كثيرين من العمال الزراعيين القادمين من مختلف البلدان، والذين يعيشون على هامش المجتمع ويعانون من شتى أنواع الاستغلال”.
وكان الحبر الأعظم رفع الصلاة في قداس يوم السبت الماضي “من أجل الحكام الذين لديهم مسؤولية العناية بشعوبهم، لكي يمنحهم الرب القوة ولكي يفهموا، عندما يكون هناك اختلافات فيما بينهم، أنه عليهم أن يكونوا متحدين من أجل خير الشعب، لأن الوحدة أسمى من النزاع”.
ونشرت معظم الصحف الإيطالية دعوة البابا فرنسيس المواطنين الى “الحذر والطاعة على ضوء قرار الحكومة الإيطالية تخفيف إجراءات الحظر اليوم 4 أيار، فكتبت جريدة “لاستامبا”: “دعا بابا الفاتيكان فرنسيس إلى التمسك بـ”الحذر والطاعة” للتدابير المتخذة بشأن تخفيف الحجر الصحي حتى لا يعود وباء كورونا للانتشار مجددا”. ونشرت الجريدة نفسها في زاوية أخرى:” طالب البابا فرنسيس جموع المسيحيين للصلاة من أجل العاملين في خدمة دفن الموتى مؤكدا أن عملهم حزين ومؤلم. إن هؤلاء الذين يعملون على دفن الموتى يشعرون بما خلفه وباء كورونا عن قرب.”
ونقل موقع الفاتيكان نيوز الإخبارى عن البابا تحذيره أثناء قداس فى كازا سانتا مارتا، الثلاثاء الماضى، من أنه “فى هذا الوقت الذي نبدأ فيه بالخروج من الحجر الصحى، نصلي للرب أن يمنح شعبه نعمة الفطنة والطاعة للأحكام حتى لا يعود الوباء”.
معظم الصحف ووسائل الإعلام الإيطالية نشرت مخاطبة البابا فرنسيس، أتباع الكنيسة حول العالم بالصلاة من أجل دعم الفنانين المبدعين الذين يمتعون الناس خلال هذه المرحلة: “لنصلِّ معًا من أجل الفنانين الذي يملكون قدرة كبيرة على الإبداع ويدلّوننا من خلال الجمال على الدرب التي ينبغى علينا اتباعه، ليمنحنا الرب جميعًا نعمة الإبداع في هذه المرحلة”.
الاثنين 4 أيار 2020 الوكالة الوطنية للإعلام