نشر الأب عبدو رعد، رئيس جمعية “الناس للناس”، رسالة معايدة بالفصح المجيد، تمنى فيها الشفاء من الوباء الذي “قلب الأمور رأسا على عقب”، وجدد فيها الدعوة “أن يكون الناس للناس لا سيما في هذا الظرف الصعب”. وعدد الصعوبات التي تواجه الجمعية في مواصلة برامجها، واعدا انجاز تقريرها السنوي لعام 2019 قريبا. وجاء في الرسالة:
“الأصدقاء الأحباء، تحية طيبة من أنوار المسيح الناهض من الموت!
كان لا بد لنا من أن نعيّدكم ونرسل لكم التقرير السنوي لجمعية الناس للناس للعام 2019. لكن ما حصل في العالم من وباء الكوفيد 19، قلب الأمور رأسا على عقب، وغيّر نمط الحياة.
الخميس 5 آذار سافرت من لبنان إلى روما لجلب أغراضي والانتقال إلى الخدمة في أبرشية صيدا.
خلال أيام، وبعد انتشاره في الصين، انتشر الوباء في أوروبا وأمريكا والشرق الأوسط ومُنع السفر ثم أغلق المطار في لبنان، وانحجرت الناس في معظم أنحاء المسكونة، وأصبح البيت مركز العمل والصلاة، وفقد كثيرون أعمالهم وبات الخوف خبزنا اليومي.
توقفت الأعمال وتوقفت الحركة، ونحن أيضا كجمعية تأثرنا سلبا كباقي الناس، ونعيش على أمل تحسن الأحوال.
توقف عمل البناء في مشروع الحديقة التربوية، فيما نحاول أن نستمر في الأعمال الزراعية كي لا نفقد الأشجار والمزروعات.
أغلقت مدرسة الناعمة أبوابها الطلاب بيوتهم. تحول التعليم على الوتس أب، بما في ذلك من صعوبات لا سيما وأن كل التلاميذ نازحون ولبنانيون هم من الطبقة الأفقر. تحول عملنا التربوي إلى عمل إغاثة للمعلمين وللعائلات لتسطيع أقله تأمين لقمة العيش.
العمل الاجتماعي في تأمين بعض المساعدات للعائلات أصبح صعبا لكثرة الطلبات وارتفاع عدد الفقراء. مساعدة النازحين في المخيمات السورية والفلسطينية تحولت إلى تأمين حصص غذائية ضرورية وتم توقيف الاحتفالات بالمناسبات والأعياد حفاظا على منع التجمعات. وتذهب المساعدات الممكنة إلى عدد من العائلات اللبنانية من خلال الجمعيات أو الرعايا أو بالتوزيع المباشر.
برنامج حماية الأطفال أوقف النشاطات التي تفترض تجمعات ويركز على مساعدة الأطفال في التصدي لفيروس كورونا من خلال ممارساتهم اليومية.
دورات التعلم والتعليم توقفت حاليا.
المتطوعون الأجانب، ألغي مجيئهم إلى لبنان، ولم نستطع استقبال أحدا منهم بسبب إغلاق المطار.
التحدي الأكبر الذي يواجه عملنا اليوم هو ارتفاع نسبة الفقراء والمحتاجين الذين زاد عددهم بشكل كبير بسبب توقف الأعمال وانخفاض سعر العملة الوطنية وحجب الدولار عن الأسواق من قبل المصارف. لهذا يتركز عملنا اليوم على تقديم المساعدات الاجتماعية المتنوعة من غذاء ودواء ومواد تنظيف، ومساعدة الناس على التصدي لوباء كوفيد19، على أمل تحسن الأحوال.
ختاما، نشكركم أيها الأصدقاء الأوفياء. نشكر مساهماتكم وتعاونكم. نتمنى أن تنتهي مرحلة الوباء وجميعكم بخير وعافية. نجدد دعوتنا أن يكون الناس للناس لا سيما في هذا الظرف الصعب، وأن يكون التعاضد والتعاون والاهتمام بالآخرين شعار هذه المرحلة.
ونرفع الصلاة معا ليكون الله بعون الجميع ويعطي الشفاء والسلام للعالم. من القلب، الأب عبدو رعد – الناس للناس.”
الخميس 23 نيسان 2020