الطبيب اللبناني وليد السروجي: مستشفيات في ايطاليا تحقق تقدما بعلاج كورونا بالبلازما

روما – طلال خريس – وطنية – أظهرت الحصيلة الرسمية ليوم أمس الثلاثاء، أن عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد تراجع بشكل ملحوظ في أرجاء ايطاليا كافة وأن الضغط على أقسام الطوارىء والعناية المكثفة انخفض رغم العدد الكبير المستقر للوفيات بين المسنين. فقد انخفض عدد المصابين بشكل تدريجي في أقسام العناية الفائقة بنسبة لا تقل عن 100 شخص يوميا، فعددهم اليوم 2471 (أقل بـ 102 نسبة لأول أمس) أي 2% من مجموع الإصابات الحالية والذي بلغ 107709 إصابة. في الأربع والعشرين ساعة الماضية توفي 534 شخصا ليصل العدد التراكمي للوفيات الى 24648. أما الذين تماثلوا للشفاء فقد وصل عددهم إلى 51600 حالة.

وتستمر مستشفيات ومختبرات نقل الدم في مدينة مانتوفا التي تقع في أقصى جنوب شرق ميلانو، في علاج المصابين بفيروس “كورونا” من ذوي الحالات الحرجة، باستخدام بلازما الأشخاص الذين تعافوا من المرض.

وكشف الطبيب اللبناني وليد السروجي في حديث مع “الوكالة الوطنية للإعلام” أن “منتوفا لجأت إلى هذه الوسيلة العلاجية التي تعتمد”بلازما الدم” بعدما أظهرت التجارب السريرية نتائج إيجابية واستندت في خطوتها هذه إلى النتائج العلمية”.

وقال: “تحتوي البلازما في الدم لدى المتعافين من الفيروس على عدد كبير من الأجسام المناعية التي تسهم في دعم القوة المناعية للمريض الذي يعاني مضاعفات الإصابة بفيروس كوفيد-19 ويمكن للبلازما المنقولة إلى أي جسم مريض أن تحميه من الطفيليات والبكتيريا والفيروسات. البلازما موجودة بكثرة في دمنا وتتكون من الماء والبروتينات والعناصر الغذائية والهرمونات، ولكنها خالية من الخلايا. وتحتوي البلازما على نسبة من الأجسام المضادة التي تتكون للمناعة ضد الفيروسات.

يشار الى أن فريق مستشفى سان ماتيو في بافيا، بإدارة البروفيسور سيزار بيروتي، أول من بدأ بمواجهة الكورونا فيروس عبر جمع البلازما من المرضى الذين اجتازوا المرحلة الحرجة وتماثلوا للشفاء التام”.

أضاف السروجي: “من الناحية العملية، عملية التلقيح بالبلازما شبيهة بأي لقاح، يبدأ مفعولها بعد 20 يوما، حسب ما يؤكده البروفيسور جوزيبي دي دونو، رئيس قسم أمراض الرئوية في مستشفى كارلو بوما في مانتوفا”.

وأوضح أن “العلاج بالبلازما ليس جديدا بالنسبة للأطباء وثبتت فعاليته لدى المتعافين في دراسات على نطاق ضيق في السنوات الأخيرة ضد أمراض معدية أخرى مثل إيبولا وسارس. واستخدم لأول مرة في 1918 ضد وباء الإنفلونزا الإسبانية، والحصبة والالتهاب الرئوي البكتيري والعديد من الإصابات الأخرى قبل ظهور الطب الحديث”.

يذكر أن أطباء مستشفيات مدينة مانتوفا، التي يعتبر فيها النظام الصحي من أفضله في البلاد، قاموا بوضع بروتوكول العلاج باستخدام بلازما الدم وفقا للمعايير العالمية.

وكتبت جريدة “كورياري دلا سيرا” صباح اليوم: “لاح أمل جديد هذه المرة في إيطاليا حيث سمحت الوكالة الإيطالية للدواء AIFA باستخدام البلازما، وهي جزء من الدم السائل تتركز فيه الأجسام المضادة بعد مرض ما، لعلاج المصابين بفيروس كورونا، خاصة منهم أولئك المصنفين في حال خطرة، وعلى هذا الأساس تدعو المستشفيات المرضى السابقين إلى التبرع بالبلازما”.

من جهة ثانية، أكد مجلس السفراء العرب في ايطاليا في بيان أن “السفارات العربية كافة في إيطاليا ستقوم بإنارة مقارها بالعلم الايطالي خلال هذه الفترة، وذلك تعبيرا عن مشاعر التضامن والصداقة والأخوة العربية الإيطالية، وعمق العلاقات التاريخية والثقافية التي تربط بين الشعبين العربي والإيطالي، وكتحية وتقدير لروح الصبر والصمود وقوة العزيمة التي تحلى بها وعبر عنها الشعب الإيطالي” وذلك “في اطار المبادرة العربية للتضامن مع ايطاليا ضد مرض فيروس كورونا (كوفيدـ19) التي اطلقها المجلس في إيطاليا بداية نيسان الحالي وتأكيدا على أهداف المبادرة التي سعت إلى تقديم الدعم والمساعدات الطبية والانسانية من الدول العربية الى الحكومة الايطالية لمواجهة جائحة كورونا التي كان لها تداعيات شديدة السلبية على الشعب الايطالي ودعما وتضامنا مع الإحتفال بعيد التحرير الإيطالي في 25 الحالي، وتأكيدا على أهداف هذه المبادرة الهامة”.

الأربعاء 22 نيسان 2020 الوكالة الوطنية للإعلام

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *