روما – طلال خريس – وطنية – أعلن المدير العام للدفاع المدني أنجيلو بوريللي أن “الاكتشاف المبكر للمصابين بفيروس كورونا المستجد يسهم في الشفاء سريعا، لذلك يتجاوز عدد المتماثلين للشفاء 11 ألف حالة.
وأعلن أن الفيروس حصد حتى يوم أمس 10 آلاف حالة وفاة، وخلال ال 24 ساعة الماضية 889 حالة وفاة، وبهذه الحصيلة تعتبر إيطاليا الأكثر تسجيلا لحالات وفاة ناتجة من فيروس كورونا في العالم، مشيرا الى أن حصيلة الإصابات بفيروس كورونا على أراضيها بلغ 92472 حالة، حتى يوم أمس والعدد يشمل المصابين والوفيات والمتماثلين للشفاء، “بحيث تأتي إيطاليا في المركز الثالث عالميا من حيث الإصابات، بعد الصين والولايات المتحدة”.
وأعلن أمس أيضا وفاة 52 طبيبا و60 ممرضا وإصابة 4000 من الطاقم الطبي.
هذا وتستمر قوات الحماية الاشعاعية والكيميائة والبيولوجية الروسية المصممة لمواجهة الحروب البكتريولوجية عملها في المناطق الموبؤة في شمال إيطاليا، وبشكل خاص في مدينة بيرغامو المنكوبة – مقاطعة لومبارديا.
فقد، بدأت القوات الروسية عملها يوم أمس لمساعد إيطاليا في مكافحة وباء كورونا، حيث طهر مختصون روس موقعين اليوم في مقاطعة لومبادريا، واستطلعت موقعين آخرين، ومن المقرر تقديم مساعدات طبية ل 65 موقعا في مدينة بيرغمو القريبة من ميلانو.
ونجح المختصون الروس الذين يستخدمون معدات روسية خاصة في تطهير منطقة موبؤة مساحتها 3500، شملت أمكنة الراحة للمسنين وأماكن اخرى.
مقابلة
وحاورت “الوكالة الوطنية للإعلام” النائب الشيوعي السابق والخبير بالشؤون الروسية (المراسل لصحف إيطالية في موسكو وصحف روسية في إيطاليا لسنوات) جولياتو كيازه Giulietto Chiesa ، الذي قال أن أسبابا إنسانية دفعت روسيا الى مساعدة إيطالية، “فروسيا كانت دائما تهرع لمساعدة الدول الأخرى في مواجهتها حالات الطوارئ المختلفة كالكوارث الطبيعية، مثل الزلازل المدمرة والفيضانات والحرائق والأعاصير وغيرها من المحن. والآن جاء تحدي الفيروس للعالم بأكمله”.
وتابع: “ستساعد مهمة القوة الروسية في إيطاليا في الاقتراب من لحظة الحصول على لقاح فعال مضاد لفيروس كورونا القاتل”.
وأضاف: “هي أيضا حرب استباقية روسية كي لا تنتقل النسخة الإيطالية الشرسة إليها، علما أن معظم الإصابات في روسيا وجدت عند أشخاص انتقلوا إلى إيطاليا. لذلك جاءت روسيا بقوات ضخمة ومدت جسرا جويا بين موسكو وروما، مزودة بمجموعة كبيرة من الخبراء العسكريين الروس والتجهيزات المخصصة للتعامل مع الأوبئة وتفشي الفيروسات كشفا وتعقيما”.
وقال: “من الواضح أننا أمام عملية نجدة غير مسبوقة تضطلع بها روسيا لوقف جائحة غير مسبوقة، ضربت إحدى أكثر الدولة تقدما وتطورا، ما يطرح السؤال عن الأسباب، التي سمحت للقاتل التاجي المستجد بالاستفراد بإيطاليا تحديدا، بعدما أرخى قبضته الحديدية عن أعناق الصينيين”.
وختم كيازه: “حجم المساعدة الروسية العاجلة للجمهورية الإيطالية لا مثيل له فعلا، ولا سيما أن إيصال هذه المساعدة تطلَّب استخدام طائرات نقل عسكرية جبارة من طراز إيليوشين-76، التي تعد من أكبر طائرات النقل في العالم. أن الطائرات ال 15 التي شكَّلت الفوج الطليعي لمجموعة الخبراء العسكريين البيولوجيين، أعدت للإقلاع بكامل طواقهما بشرا وأجهزة من القواعد العسكرية الروسية في ضواحي موسكو إلى قاعدة براكتيكا-دي-ماري الإيطالية، وخلال ساعات معدودة حملت طائرات النقل إيليوشين-76 العسكرية الروسية على متنها مختبرات متنقلة تسمح بتحديد طبيعة التهديد الفيروسي، وأرسلت أيضا آليات من قوات الحماية الإشعاعية والكيميائية والبيولوجية مخصصة للقيام بأعمال التطهير، والمهم أيضا أنه من بين الخبراء الروس المئة في إيطاليا قد يكون هناك من يلمون باللقاحات”.
الاحد 29 آذار 2020 الوكالة الوطنية للإعلام