خبراء طبيون صينيون يساعدون بعمليات الاغاثة في ايطاليا ولا اصابات بين الاجانب

روما – طلال خريس – وطنية – كتبت جريدة “مانيفستو” اليسارية صباح اليوم، “فشلت أوروبا في أن يكون لديها مؤسسات اجتماعية وصحية مشتركة بل تقتصر على توجيه الملامة للدول الأضعف لاحترام القيود التي تفرضها المؤسسات المصرفية الأوروبية عليها”.

ومن المستغرب، أمام الكارثة الوبائية التي تجتاح أوروبا، أن لا تكون في الاتحاد الأوروبي غرفة قيادة موحدة لمواجهة الوضع بأكمله كما طالبت إيطاليا منذ بداية الأزمة، بل عمدت كل دولة الى مواجهة مصيرها وحدها. ومن المستغرب ايضا أن تكون الصين البلد البعيد، السند الأقوى لأوروبا كما يؤكد المسؤولون الإيطاليون.

فقد تخطت المساعدات الصينية لإيطاليا التي حملها 9 خبراء طبيون قدموا الأسبوع الماضي على متن طائرة Airbus 320A وعلى متنها 31 طنا من الأدوية التي لم يكشف حتى الآن عن نوعيتها، 41 جهاز تنفس اصطناعيا، مئات أجهزة الرصد الحراري للفيروس، الى جانب عشرات الخبراء والأطباء الصينيين الذين يشرفون بكل معنى الكلمة على أكبر المستشفيات الإيطالية بخاصة في القيادة المركزية للعمليات في مستشفى ساكو بميلانو، مما دفع الولايات المتحدة الى إرسال مستشفى طبي ميداني وفرق طبية يشيد في ضواحي مدينة بيرغمو المنكوبة، يستخدمون فيه علاجات سبق واستخدمت في مناطقهم المنكوبة.

وردا على سؤال حول هذا الموضوع وجهته “الوكالة الوطنية للإعلام”، أكد رئيس الكتلة النيابية لحركة “الخمس نجوم” بينو كابراس، “الأصدقاء الصينيون موجودون في معظم المدن الرئيسية الإيطالية يعملون في المختبرات ويقدمون خبراتهم في ما يتعلق بالعلاجات والإجراءات الخاصة بالحجر الصحي في نابولي، روما، مودينا وبافيا”.

وأشار حاكم مقاطعة لومبارديا اتيلو فونتانا، أثناء المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس في ميلانو، الى أن “الأطباء والخبراء الإيطاليين يحتكمون للخبرة الصينية ويعتبرون أن ما نقوم به في إيطاليا نموذجا للعمل الشاق والصحيح للخروج من النفق مع تحذيرهم الشديد لنا من إخفاقات قد تعيق الخروج قريبا من النفق الوبائي، إذ ما زال عدد كبير من الإيطاليين في الشوارع، منهم مستمر في ممارسة الرياضة في الهواء الطلق ومنهم من يجلس في الشوارع غير مبال، ويؤكدون أنه من أجل السيطرة الكلية على الفيروس يجب أن يمكث الجميع في منازلهم”. وقال رئيس مقاطعة لومبارديا: “ساطلب من رئيس الوزراء جوزيبي كونتي مزيدا من الإجراءات”.

يوم أمس، أعلنت وزارة الداخلية عن تسطير 4500 محضر ضبط للمخالفين وتوقيف 25 آخرين. وأكد رئيس هيئة الوقاية المدنية الايطالية أنجيلو بوريلي في المؤتمر الصحافي اليومي الذي يعقده، أنه “رغم الجهود المبذولة من قبل السلطات، تجاوزت أعداد الوفيات بفيروس كورونا المستجد في إيطاليا نظيرتها في الصين، إذ ارتفعت أعداد الوفيات في إيطاليا لتصل إلى 3405 حالات وفاة، فيما ارتفعت أعداد المصابين بالمرض في عموم البلاد لتصل إلى أكثر من 4000 ألف حالة إصابة جديدة، ما يعني اكتشاف 5 آلاف و322 إصابة جديدة في يوم واحد”.

تجدر الإشارة إلى أن رقم الإصابات الجديدة يتعلق بالمسح الشامل الذي تقوم به السلطات الصحية للكشف عن المصابين في أكبر المدن.
وقال بوريلي إن “عدد الذين فارقوا الحياة أمس 427 (قبل أمس 475) كما أن عدد الذين تماثلوا للشفاء 4440 شخصا ( أكثر بعشرة في المائة نسبة لأول أمس).
وأشار الى أن “13 بين طبيب ومساعد توفوا جراء الاصابة بالفيروس. وعدد الأطفال المصابين 300 طفل لكنهم بحالة جيد ويتماثلون للشفاء. ولم تسجل إصابات بين ملايين النازحين في إيطاليا غير حالة وفاة لرجل مصري مسن”.

وتأتي الأرقام المتصاعدة للضحايا في إيطاليا، على رغم إجراءات الحجر الصحي الكامل في أنحاء إيطاليا كافة ، لكن الإجراءات التي أتخذت سوف تبدأ نتائجها بعد أسبوع. رغم ذلك سيمدد الحجر الصحي إلى ما بعد 3 نيسان المقبل.

وتشهد المنطقة الشمالية من إيطاليا حيث يوجد فيها 80 في المئة من المصابين طفرة هائلة ومفاجئة للمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة على المستشفيات، وطفرة في معدل الوفيات لأنه لا يوجد ما يكفي من الأسرة لوحدات العناية المركزة أو أجهزة التنفس الاصطناعي لكل مريض. في بداية الأزمة تخلف الإيطاليون في إجراء فحص واختبار الفيروس التاجي على نطاق واسع، على الرغم من أنه أثبت فاعليته في مكافحة الانتشار.

يذكر أن في كودونيا البلدة الواقعة بالقرب من البندقية، تم استخدام الاختبار وإعادة الاختبار حتى من الأشخاص الذين لا يعانون من الأعراض إلى جانب تتبع الاتصال والحجر الصحي الصارم، ونجحت في إيقاف انتشار الفيروس تماما.

الجمعة 20 آذار 2020 الوكالة الوطنية للاعلام

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *