لهذه الاسباب يرتفع عدد المصابين في ايطاليا

روما – طلال خريس – وطنية – لم يخف رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي مخاوفه تجاه ما يمكن أن يحصل في الأسبوعين المقبلين، رغم التعبئة العامة والأموال التي رصدت وقد بلغت 25 مليار يورو لمواجهة كورونا فيروس. وقال “إن الخطر الأكبر مقبل. لم نصل إلى ذروة الانتشار بعد، فالأسابيع المقبلة ستشهد الخطر الأكبر”.

أما رئيس هيئة الوقاية المدنية الايطالية أنجيلو بوريللي فأعلن في المؤتمر الصحافي الذي يعقده يوميا حصيلة يوم أمس الاثنين للمصابين فقال: “وصل مجموع المصابين الى 23073 شخصا بينهم 10400 شخص في العزل المنزلي و4000 يتلقون العلاج بالعناية المكثفة. ووصل عدد المتوفين أمس 349 شخصا ( توفي أول أمس 414 شخصا) ليصل عدد الذين فارقوا الحياة حتى الآن 2158 شخصا”.
وأكد بوريلي أن “عدد المتعافين يتصاعد أيضا فقد تماثل للشفاء أمس 414 مصابا (أكثر من أول أمس بمائة مصاب) ليصبح عدد المتماثلين للشفاء 2749 شخصا”.

إشارة إلى أن ما يفوق 80 بالمائة من المصابين يعيشون في مقاطعة لومبارديا (تضم 6 محافظات وعاصمتها ميلانو) كما تشهد مقاطعة بيامونتي في الشمال الإيطالي ( تضم 5 محافظات وعاصمتها مدينة تورينو) منذ 3 أيام ارتفاعاً ملحوظا بالإصابات والوفيات، إذ تضاعفت الوفيات تقريبا خلال الأيام الماضية لتبلغ 111 حالة، فيما بات عدد الإصابات الإجمالي 1516 حالة في تورينو”.

وأوضح وزير الخارجية لويجي دي مايو أن “أسباب الوفيات تعود إلى النقص في أجهزة التنفس التي تعاقدت إيطاليا مع المانيا وبلدان أخرى لشرائها لكنها لم تسلم لأن برلين وعواصم أوروبية أخرى أرادت أستخدامها محليا”. وأكد أن “إيطاليا ستقاضي البلدان التي تمتنع عن تسليم إيطاليا الأجهزة بعد أن أبرمت عقودا معها”. وكشف أن “من بين المساعدات التي قدمتها جمهورية الصين الشعبية لإيطاليا الأسبوع الماضي 40 جهاز تنفس ستساعد في إنقاذ العديد من الأرواح وأن إيطاليا عقدت صفقة مع الصين لشراء 450 جهاز تنفس ستصل في وقت قريب”.

وناشدت الطواقم الصحية في منطقة لومبارديا رئيس الجمهورية الإيطاليا سيرجيو ماتاريلا “التدخل وتأمين بأسرع ما يمكن، أجهزة التنفس وكمامات ووسائل أخرى لوقاية العاملين في المستشفايات بسبب نقصها أو بسبب استهلاكها نتيجة الاستعمال”. وكتبت الطواقم أن “الأطباء المصابين بكورونا فيروس في الشمال الإيطالي تجاوز السبعين طبيبا واذا سقط الاطباء من سينقذ السكان؟”.

وتعمل السلطات الإيطالية بالتعاون مع هيئة الوقاية المدنية على زيادة مراكز الإستشفاء، فحولت، على سبيل المثال العبارات البحرية الجبارة إلى مستشفيات تتسع لآلاف المرضى في مدن بحرية مثل باليرمو وجنوا، كما حولت قسما في معرض ميلانو الدولي إلى مستشفى ميداني للعناية الفائقة يتسع لأكثر من 500 سرير.

وتستمر الجهود المخبرية الإيطالية الصينية في نابولي (الجنوب) ومودينا (الشمال) بمعالجة عدد لا بأس به من المصابين بخليط من المركبات التي عولجت فيها أمراض مثل أيبولا والملاريا. وقد تماثل للشفاء 20 شخصا الأسبوع الماضي كانوا في حالة حرجة. وانضم إلى الطواقم الطبية 4000 متطوع وعدد كبير من الطواقم الطبية العسكرية.

ويعتقد أن عدد المصابين في الجنوب الإيطالي سيزداد بشكل تصاعدي بعد أن غادر الأسبوع الماضي قرابة 40 الفا من المواطنين من منطقة لومبارديا حيث كانوا يعملون، إلى المناطق الجنوببة، وتبين أن عددا كبيرا منهم مصاب بالفيروس.

وأعلنت الحكومة الإيطالية خطتها المالية لمواجهة انتشار فيروس كورونا، فمن الموازنة التي خصصت وقدرها 25 مليارا، سيخصص 12 مليارا لمساعدة الذين أضطروا للبقاء في منازلهم ومساعدة المؤسسات الانتاجية التي تضررت حتى الآن. وتتضمن التدابير الاقتصادية تقديم المساعدات للأطباء والعمال والأسر والشركات.

وعلق رئيس الوزراء الإيطالي قائلا: “يمكننا أن نتحدث عن نموذج إيطالي، ليس فقط لاحتواء العدوى على المستوى الصحي، ولكن أيضا في ما يتعلق بالسياسة الاقتصادية لمواجهة هذه الحالة الطارئة الهائلة”.
أضاف: “هذه موازنة اقتصادية قوية، فقد بنينا سدا حقيقيا لحماية الأسر والشركات والعمالة ونريد من أوروبا أن تحذو حذونا”.

وكان يوم الأحد الماضي أدى أتفاق بين الحكومة والاتحادات النقابية إلى عودة العمال إلى عملهم سعيا لعدم توقف الدورة الانتاجية، لكن الأضرابات عمت أمس المواقع الانتاجية بسب نقص وسائل الوقاية من الفيروس خصوصا الكمامات الطبية.

الثلاثاء 17 آذار 2020 الوكالة الوطنية للإعلام

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *