وكالة “أخبار اليوم“
يعيش معظم الناس في حالة من الهلع… واي عطسة يخشون من ان تكون بداية عوارض كورونا، مع العلم ان هذه الفترة من كل عام، تعرف بظهور الحساسيات المرتبطة بفصل الربيع، الى جانب الإصابة بعوارض الرشح او الـ grippe الموسمية.
ولكن “الهلع” هذا يدفع الناس الى اجراء فحوصات الـ”كورونا”، الامر الذي يؤدي الى استنزاف الموادر، او بمعنى آخر حجبها عن من هم فعلا بحاجة اليها…
كيف يمكن التمييز بين الحساسيات، وانواع الرشح flu،influenza ، grippe، وما سوى ذلك من امراض قد تصيب الجهاز التنفسي … وصولا الى كورونا؟
الحساسية الموسمية
رئيس قسم الأذن والأنف والحنجرة في مركز الشرق الاوسط الصحي في بصاليم الدكتور برنار ونّا شرح، عبر وكالة “أخبار اليوم” كافة العوارض المتعلقة بكل هذه الانواع، فتحدث اولا على الحساسية الموسمية او الحساسية التي تصيب الناس على مدار السنة، قائلا: الحساسية الموسمية التي تظهر في فصل الربيع عادة، بدءا من اواخر شهر شباط، حيث يظهر الـ pollen (غبار او لقاح الاشجار) وتستمر الى اواخر شهر حزيران اي حين يبدأ فصل الصيف فعليا، والعوارض هنا تختلف كليا عن الـ grippe العادي، كما عن عوارض الـ “كورونا فيروس”. ومعلوم ان عوارض الحساسية هي: العطس، سائل ابيض من الانف، احمرار في العيون، شعور بالحكة في الفم والاذنين، ولا يوجد ألم في الحنجرة بل شعور بالحكة في الحلق… والى جانب كل ذلك قد يشعر المريض بانسداد في الأنف وضعف حاسة الشم . وفي هذه الحالة يكون العلاج بتناول الحبوب المضادة للحساسية او بخاخ في الأنف. كما قد يعاني البعض من ارتجاع المعدة ( reflux gastrique ) ، وهذا ما قد يسبب ألم في الحنجرة، ولكن هؤلاء معتادون على ما يعانون منه.
وفي هذا السياق، اشار ونّا الى ان من يعاني من الحساسية، يكون معتاد على هذه العوارض، ويعرف ما قد يصيبه في هذه الفترة من السنة. اما الاشخاص غير المصنفين بانهم يعانون من الحساسية (allergique)، فقد يشعرون ببعض التغيرات اذا تواجدوا في اماكن مغبرة.
الـ grippe
من جهة اخرى، تحدث ونّا عن كيفية التمييز بين الحساسية والـ grippe او ما يسمى بالرشح العادي، قائلا: من يصاب بالـ grippe ، يشعر بـ”تشوييك” وألم في الحنجرة يستمر ليومين، وفي حد اقصى ثلاثة ايام، وبعد ذلك تتحول العوارض الى انسداد في الانف ثم سيلان فاتح اللون يستمر بدوره لمدة يومين، ليتحول بعدها الى لون مائل نحو الاخضر، مع ارتفاع طفيف في دراجات الحرارة، وهذه العوارض لا تترافق مع ضيق في التنفس، والـ grippe يستمر كحد اقصى الى 8 ايام، حيث تنتهي كل العوراض.
واوضح ونّا ان العلاج هنا يكون مبنيا بشكل اساسي على الأدوية المشتقة من الـ paracetamol وليس مضاد الالتهابات anti inflammatoire ولا مضاد حيوي antibiotique الذي يستعمل في حالات التهاب الشعب الهوائية bronchite ، مع الاشارة الى ان الاكثار من تناول الـ antibiotique هو مضر للجهاز المناعي.
التهاب في اللوزتين
والى ذلك، اشار الدكتور ونّا الى التهاب اللوزتين، حيث في هذه الفترة من العام، ومع ارتفاع درجات الحرارة، من الطبيعي ان يلجأ الناس الى اجهزة التبريد او شرب المياه الباردة، وهذا ما يؤدي الى هذا الالتهاب، وهو ليس التهابا فيروسيا بل انه بكتيري، وعندها قد يشعر المريض بارتفاع في درجات الحرارة يتراقف مع الم في الحنجرة ، وبالنظر الى اسفل الفم، يرى المصاب طبقة بيضاء، وهنا العلاج يكون بالـ paracetamol و antibiotique، وغرغرة الفم.
كما حذّر ونّا من ان هذا الالتهاب البكتيري، هو التهاب معد، لكن العدوى لا تحصل الا حين تكون العوارض ظاهرة على المريض، لذا يجب الوقاية.
الـFlu “أ” و”ب”
اما بالنسبة الى الـFlu A – اي N1H1 والـ flu B والعوارض هنا تشبه عوراض الـ grippe اضافة الى تعب يصيب كل الجسم، وللتأكد تجرى فحصوات خاصة للسائل اللزج من الانف للتميز بين Flu A و B flu و grippe ، فاذا كانت النتيجة تشير الى Flu A، العلاج يتركز على paracetamol اضافة الى الـ antibiotique من اجل الوقاية وحماية المريض من الالتهاب الرئوي pneumonie او bronchite .
كوفيد 19
واخيرا، ماذا عن كوفيد 19، اي فيروس الكورونا المنتشر عالميا، فاشار الدكتور ونّا اولا الى ان التوتر والهلع الذي يعيشه الناس اليوم، يدفع الى شعور بضيق التنفس، لكن هذا ليس له علاقة بالكورونا. واضاف: كما بات معلوما فان فترة حضانة الفيروس هي 5 ايام (تحديدا 5.1) على الرغم من ان فترة الحجر تستمر لـ 14 يوما، موضحا ان عوارض المرض تبدأ بالظهور في اليوم الثالث او الرابع من الاصابة.
وما هي هذه العوارض، فحددها ونّا بالآتي: ألم في الحنجرة، وسعال ناشف، ارتفاع في الحرارة يصل الى 40 درجة، ضيق تنفس يؤشر الى انخفاض الاوكسيجين في الجسم، ولا يترافق الامر مع سيلان انفي.
وعند الشعور بهذه العوارض يجرى فحص الـ PCR الذي يحدد ما اذا كان فيروس كورونا موجود في الجسم، واحيانا تكون نتيجة الفحص سلبية، ولكن اذا استمرت العوارض، يعاد الفحص مرة اخرى بعد يومين للتأكد من حالة المريض، كما يمكن اجراء صور شعاعية او سكانير تظهر حالة الروايا بوضوح فيتم تشخيص الحالة.
واشار ونّا الى ان من يشعر بهذه العوارض، يسأل اولا عن “تاريخه”، اي الامكان التي تواجد فيها في الايام الاخيرة، اذا كان قد التقى باحد العائدين من السفر وتحديدا من بلدان موبؤة، او كان على احتكاك مباشر مع المصابين…
العدوى والوقاية
وفي هذا السياق، اوضح الدكتور ونّا، ان العدوى تحصل عبر الرزاز الذي يتطاير من الفم اثناء الكلام او العطس او السعال، لذا يجب الحفاظ على مسافة فاصلة بين شخصين نحو مترين او ثلاثة، مؤكدا ان العدوى لا تتطاير في الهواء، وإلا لكان كل سكان الأرض قد اصيبوا بكورونا خلال ايام.
وردا على سؤال، شدد ونّا على اهمية الوقاية وغسل اليدين، معتبرا ان وضع الكمامات والسير بها على الطرقات لا يفيد، لافتا الى انها لا تحمي 100% ويجب تغييررها كل 3 ساعات، وقال يمكن اللجوء اليها اذا قصدنا الاماكن المكتظة لكن يجب التنبه الى غسل اليدين قبل نزع الكمامات، ثم غسل اليدين مجددا بعد نزعها.
كما اشار ونّا الى ان ارتداء القفازات بشكل مستمر لا يفيد بل على العكس الفيروس يعيش على القفازات اكثر بكثير مما يعيش على اليدين، وبالتالي تبقى الاهمية القصوى للوقاية هي النظافة. وهنا قال ونّا: الاهم هو الحجر المنزلي الطوعي الذي اثبت فاعليته كونه يؤدي الى عدم الاحتكاك، واذا استمر لمدة اسبوعين، يمكن ضبط الوضع،وخلال هذه الفترة يظهر العدد الفعلي للمصابين، تمهيدا للسيطرة على الفيروس، كما هو حاصل في الصين.
المصدر: وكالة أخبار اليوم
الاثنين 16 آذار 2020