Bekaa.com – فكتوريا موسى –
غالبا ما أسأل باستغراب، كما العديد من اللبنانيين والايطاليين، لمَ تترك مغنية أوبرا وممثلة وكاتبة ومخرجة مسرحية مرموقة، بلدا رائعا كايطاليا التي تعتبر معقل الفنون لتأتي وتعيش في لبنان، بلد الفوضى المجنونة والتلوث والأزمات المتلاحقة وقاتل الفن والمواهب!.. وغالبا ما تفاجئني لاورا أليغريني Laura Allegrini بحبّها الكبير للبنان وإصرارها على الاقامة فيه..
في آخر لقاء معها طرحتُ عليها عددا من الاسئلة حول خيارها الاستمرار في العيش هنا في ظل الازمات المتوالية فصولا، وانهيار صورة لبنان “قطعة السما”.. وكيف تأثرت بذلك، فضلا عن مشاريعها المستقبلية خصوصا بعد تجربتها الغنائية مع زياد الرحباني. فكان هذا الحديث.
تقول لاورا: “زرت لبنان مرات عدة خلال العامين 2017 و2018 قبل ان اغني مع زياد واستقر هنا منذ سبتمبر 2019… الصدفة جمعتني بزياد الرحباني، ولم افكر يوما ان هذا سيحصل.. بدأ الأمر عندما طلبت من شخص اعرفه انني بحاجة الى وكيل، ولحسن الحظ كانت الوكيلة التي عرفني عليها هي نفسها وكيلة زياد، فقلت لهذا الشخص: “أنا معجبة بفنه وأحب ان اغني معه”.. وتمّ الأمر بسرعة في concert “بلا ولا شي” في حزيران من العام الماضي”.
تضيف: “سررت جدا بالغناء معه. فبالنسبة لي إنه في أعلى قائمة الموسيقيين المحترفين الذين اتابعهم.. عدا عن اني سبق وركزتُ اهتمامي لسنوات على أعماله وأعمال والدته السيدة العظيمة فيروز”.
كيف استطعت ترك ايطاليا لتعيشي في لبنان؟!
تقول: “خلال زيارتي الاولى للبنان أحسستُ اني امرأة مختلفة عن السابق حتى أني شعرتُ أن صوتي أجمل هنا! للبنان واللبنانيين نكهة خاصة.. في كل مرة التقي فيها أحدا يعرّفني الى أناس جدد. أعطاني الناس هنا احاسيس مميزة جدا حتى بتُّ أشعر انني ولدت في لبنان. وبعد قليل من الوقت، أيقنت اني أحب هذا البلد، واريد ان اعيش فيه ووددتُ ان يكون مستقبلي هنا، وأواصل العمل في الغناء فيه والتصوير والكتابة وربما الاخراج … فلبنان يعطيني شحنة ايجابية غريبة بالرغم من يومياته الشاقة أحيانا.”
أي عروض عمل تلقيت؟
“تلقيتُ عروضا للغناء في مطاعم وملاهي ليلية عدة، فضلا عن عروض في التمثيل. ولكني لم أرغب بالمشاركة فيها لاني أريد ان احافظ على مستوى معين ساهَمَتْ في صنعه حفلتي مع زياد الرحباني.. وبصراحة ان لم تتوفر في العروض المعايير التي وضعتها، أرفضها تلقائيا..”
وعن تعليم الغناء والتمثيل أجابت: “انا هنا لأتعلم وليس لأعلّم، علّمتُ الغناء والتمثيل كثيرا في ايطاليا وبمستويات رفيعة جدا. في هذه المرحلة افضّلُ أن أدّخر طاقتي للغناء والكتابة والإخراج المسرحي.. وأسعى حاليا لدراسة الاخراج السينمائي خصوصا في مجال سينما الواقع cinema realistico.. وقد اعطتني الثورة في لبنان مادة دسمة لإعداد افلام قصيرة فضلا عن الكتابة، وعلّمتني الكثير عن الشعب اللبناني ..”
ماذا تعني لك ثورة 17 تشرين؟
“لم أر في حياتي ثورة كهذه وأناسا اقوياء يصارعون في الشارع كل يوم من اجل حقوقهم. النساء قويات جدا هنا،، قويات من الداخل والخارج ومعنوياتهن من حديد. لقد أشعرنني بالقوة. وفعلا بثّ الشعب اللبناني طاقة في داخلي، زادتني تصميما.. ولذلك اريد ان استمد منه قوة أكبر، حتى أني أتمنى ان أتقن اللهجة اللبنانية خصوصا اني درست اللغة العربية لثلاث سنوات..”
جديد لاورا
عن مشاريعها تقول “احضر لحفلتين الأولى سأخصصها لأغاني السينما الايطالية، والأخرى لأغاني اهم المؤلفين الايطاليين أمثال Fabrizio De Andre’.. Lucio Dalla، Sergio Endrigo.. وآمل ان يكون الحفل الأول في حزيران بعدما أبطأت الثورة التحضيرات..”
ما يزعجك في لبنان؟
تبتسم وتجيب “أكثر ما يزعجني كلما خرجت للأكل او الرقص التدخين في المطاعم والمقاهي.. أحب الأكل اللبناني اللذيذ والرقص وتجولت في مناطق عديدة أحببتها ولكن غالبا ما تواجهني مشكلة التدخين لاني اعاني من داء الربو فأعزف عن السهر خارج البيت!.”
27 شباط 2020