غادر بيروت عند الساعة الثامنة والنصف من صباح اليوم، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي متوجها الى روما، في زيارة للفاتيكان تستمر حوالى الاسبوعين للقاء الحبر الأعظم البابا فرنسيس مترئسا وفدا من البطاركة الكاثوليك وللمشاركة في الجمعية العمومية للمجلس الحبري للتربية الكاثوليكية.
كان في وداع البطريرك الراعي في صالون الشرف الرئيسي في مطار رفيق الحريري الدولي-بيروت، وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، المطران بولس مطر، قائد جهاز أمن المطار العميد جورج ضومط، رئيس مخابرات جبل لبنان العميد كليمون سعد والدكتور الياس صفير.
وتحدث الراعي، فتوجه بداية بالتحية الى رئيس الجمهورية وشكره على إيفاده الوزير حتي لوداعه في المطار، وقال: “نتمنى للحكومة رئيسا وجميع الاعضاء التوفيق والنجاح ونقدر الصعوبة التي تواجهها اليوم”.
أضاف: “الزيارة الى روما هي لبطاركة الشرق الكاثوليك اذ اننا طلبنا اللقاء مع قداسة البابا للحديث عن كل اوضاعنا في بلدان الشرق الاوسط، وحدد الموعد غدا الجمعة. وللمناسبة، سيكون هناك عرض للأوضاع السائدة حاليا في لبنان وبلدان الشرق الاوسط وكيف يمكن للكرسي الرسولي أن يساند في ذلك، وهذا دليل على اهتمام العالم بلبنان وإنما على اللبنانيين أن يهتموا بوطنهم”.
ولفت الى أن “لبنان عاش وشعبه خيبات أمل كثيرة عبروا عنها تباعا بإضرابات وتظاهرات، وعندما طفح الكيل عبروا عنها بالانتفاضة او بالثورة التي بدأت في 17 تشرين الاول وما زالت قائمة”. وقال: “نحن بالاساس كما الجميع، مع مطالبها المحقة على المستوى السياسي والاستقرار السياسي اولا، وعلى المستويات الاقتصادية والمعيشية والمالية، انما نحن ضد العنف من كل الجهات ان كان العنف من جهة المنتفضين او العنف خارج محله، الذي يأتي من قبل السلطات الامنية. وهذه الامور باتت واضحة أمام أعين الجميع. ولكن يهمني هنا القول إنه علينا ان نظهر أكثر الاهتمام بمؤسساتنا الدستورية لأنه في حال عدم وجود مؤسسات دستورية- والحكومة منها هي السلطة الاجرائية- فهذا يعني الشلل. يجب ان يكون عندنا مؤسسات ان كان الحكومة او المجلس النيابي او رئاسة الجمهورية فهذا هو الهيكل الاساسي. وفي عدم وجوده فالبلد لا يستطيع ان يمشي”.
وأردف: “من هنا، أود أن أحيي الجميع وأصحاب الارادة الطيبة. ونحن معهم نريد قيامة لبنان ليعود الى سابق عهده ودوره وازدهاره. ويعود اللبنانيون ليعيشوا بكرامة. وجميعنا يعرف أن أكثر من ثلث الشعب اللبناني أصبح تحت مستوى الفقر والاذلال والجوع وزادت الهجرة وخاب أمل الشباب اللبناني. ونحن فرحنا كثيرا بالانتفاضة لأنها أظهرت أن في لبنان شعبا يريد الحفاظ على وطنه وأن يبقى في أرضه. وهذه الامور كلها سوف تكون موضوع بحثنا في ما يخص لبنان مع قداسة البابا والمسؤولين في الفاتيكان”.
وقال: “ستكون لي ايضا بصفتي عضوا في المجمع المختص بالتربية الكاثوليكية مشاركة في الجمعية العمومية لهذا المجمع”.
وردا على سؤال عما اذا كان سيتطرق خلال لقائه مع قداسة البابا الى ما سمي بـ”صفقة القرن” وموضوع التوطين، قال الراعي: “هذه نقطة أساسية وسيتم التطرق اليها. وهذه نقطة موجودة في الدستور ونحن لا نريد توطين الفلسطينيين ولا توطين السوريين. ونحن دائما نطالب لا كرها ولا حملا لثقل. ودائما نقول هذه الشعوب عندها تاريخ وحضارة ولا بد من عودتهم الى بلدهم حتى يعيشوا تاريخهم وحضارتهم وثقافتهم وهذا ما نكرره باستمرار، والا نكون امام حربين: الحرب الاولى دمرت الحجر والحرب الثانية هي تدمير ثقافتهم وحضارتهم والشعوب والدول قيمتها ثقافتها وتاريخها وحضارتها وليس الارض فقط”.
وعن قراءة بكركي لما رشح عن البيان الوزاري، وهل ترى بكركي ان الحكومة قادرة على تلبية ما طالب به الحراك في الشارع، قال الراعي: “إن الحراك في الشارع طالب بحجب الثقة قبل ان يقرأ البيان وعلينا ان نكون واقعيين وعلميين. البيان الوزاري سيرسل الى النواب الذين سيطلعون عليه ويدرسونه ويبحثون فيه، فإما يعطون ثقة على مضمونه وإما يحجبونها ويعطون الاسباب لذلك، وهذا هو عمل المؤسسات الدستورية. إنما ان ننطلق قبل ان نطلع على البيان او نقرأه ولا نعرف ماذا يتضمن ونعلن رفضنا له… فرفض البيان شيء وحجب الثقة بعد قراءة البيان وتمحيصه والنظر فيه بالايجابي والسلبي شيء آخر. فعندها يكونون أحرارا فإما يمنحونها الثقة او لا، ويكون ذلك وفق أصول علمية”.
الخميس 6 شباط 2020 الوكالة الوطنية للإعلام