جون ستون مندوب الشؤون الأوروبية – اندبندت – تمكن تحالف يضم أحزابا من تيار يسار الوسط بالتغلب مرة أخرى على تحالف أقصى اليمين بزعامة ماتيو سالفيني في انتخابات إقليمية أساسية.
وكانت استطلاعات أولية للرأي قد أشارت إلى أن منطقة أميليا- رومانا، التي تعد معقلا يساريا قديما، ستسقط في يد حزب “الرابطة” وحلفائه بزعامة وزير الداخلية السابق، لكن الزيادة الكبيرة المفاجئة في عدد الناخبين أبقى شعبويي اليمين المتطرف خارج السلطة المحلية فيها، على الرغم من تحقيق حزب سالفيني زيادة كبيرة في حصته من الأصوات.
ونال محافظ المنطقة ستيفانو بوناتشيني، من “حزب يسار الوسط الديمقراطي” 51.4% من الأصوات، مقارنة بـ 43.7% حصلت عليها لوسيا بورغونزوني، التي تحظى بدعم سالفيني. وإثر إعلان النتائج قال نيكولا زينغارتي زعيم “حزب يسار الوسط الديمقراطي” إن “الأغلبية الحاكمة تبرز أقوى من السابق”.
وأضاف زينغارتي أن سالفيني فشل في محاولته “إقصاء الحكومة المحلية.. أرسلت أميليا- رومانا إشارة. سالفيني يعرف كيف يتحدث عن المشاكل لكنه لا يعرف كيف يحلها والناس ردوا على ذلك”.
يُذكر أن نسبة المشاركة في الانتخابات بمنطقة أميليا-رومانا، بلغت 68% أي بزيادة قدرها 30% عن انتخابات عام 2014، في ظل حملة استقطاب شديد نجحت في جذب الناخبين إلى صناديق الاقتراع.
ولو أن القوى التقدمية في أميليا-رومانا هُزمت، لكانت المنطقة صارت أشبه بجوهرة التاج بالنسبة لليمين المتطرف، فهي كانت لفترة طويلة معقل الحزب الشيوعي الإيطالي ومن تسلموا راية اليسار من بعده.
لكن تحالف سالفيني الذي يضمّ أحزاباً آخرى من تيار اليمين الإيطالي، كان قادرا على الفوز في تسع انتخابات إقليمية بدأت منذ شهر مارس(آذار) 2018- بما فيها منطقة كانت تحت نفوذ اليسار مثل أومبريا.
كذلك فاز حلفاء “الرابطة” الأحد الماضي في كالابريا التي تقع في جنوب إيطاليا، و يبلغ عدد سكانها حوالي مليوني نسمة ما يجعلها أصغر من أميليا- رومانيا التي يقطنها 4.5 مليون نسمة. بيد أن زيادة أصوات اليمين انتخابات أميليا-رومانا بنسبة 11% يدل على أدائه الأفضل هذه المرة منه في الانتخابات السابقة.
لكن الهزيمة التي لحقت بتحالف أقصى اليمين في المنطقة الشمالية، التي تشمل عاصمتها بولونيا، هي انتكاسة للشعبويين الذين أبعِدوا عن الحكومة الوطنية السنة الماضية.
وكان حزب سالفيني “الرابطة” انسحب من ائتلافه مع “حركة خمس نجوم” المعادية للمؤسسة، ودعا إلى انتخابات جديدة، لكن الأخيرة تحالفت مع “حزب يسار الوسط الديمقراطي”.
وقد عانت حركة خمس نجوم في الانتخابات الأخيرة من هزائم كبيرة، إذ لم تحصل إلا على 3.5% من الأصوات في أميليا- رومانا، وحوالي 7% في كالابريا. وكان هذا التنظيم قد احتل الموقع الأول في انتخابات 2018 الوطنية لكن شعبيته أخذت بالهبوط خلال الأشهر الأخيرة، كما استقال زعيمه لويجي دي مايو.
© The Independent
الأربعاء 29 يناير 2020