“أخبار اليوم” – 31 كانون الثاني 2019 – 21 كانون الثاني 2020. حكومتان للبنان في سنة واحدة، “ناقصة” 10 أيام.
الحكومة ليست حكومة مستقلّين. فعدد من وزرائها يُجاهرون بانتمائهم السياسي والحزبي، في العَلَن، دون الأخذ في الاعتبار أن ذلك يستفزّ الشارع اللبناني. الحكومة ليست حكومة مستقلّين، ولكنّها ستحصل على فرصة. والمهمّ هو أن لا تكون المدّة الزمنية لتلك الفرصة، طويلة، لأن لا أحد من اللّبنانيين يتحمّل ذلك.
أشار الوزير السابق ايلي ماروني الى “مجموعة من الأسئلة التي يُمكن طرحها في هذا الإطار، وأبرزها هل ان وضع البلد المالي والإقتصادي والإجتماعي، ووضع الكهرباء، ومشاكل الناس، تسمح كلّها بتشكيل حكومة إعطاء فرصة؟ وهل كان من الصعب على مشكّلي الحكومة أن يقوموا بصدمة إيجابية من خلال حكومة إختصاصيين فعلية، غير مرتبطين بالأحزاب؟”.
ولفت في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” الى “أننا نشاهد منذ نحو شهر الخلافات حول الحصص، حتى إنهم رفعوا عدد الوزراء من 18 الى 20 لهذا السبب، فيما لا أحد من الذين تمّ توزيرهم هو مستقلّ حقاً. وحتى إن بعضهم ليسوا في المكان المناسب، لأن لا إلمام فعلياً لهم بالحقائب التي استلموها”.
وأضاف:”كيف يمكن دمج بعض الوزارات بطريقة غير منطقية؟ وهنا أذكر أنه عندما أصبحت نائباً، قدمت اقتراح قانون معجل مكرّر للمجلس النيابي، ينصّ على فصل الزراعة عن السياحة في لجنة الزراعة والسياحة النيابية، وهو لا يزال في الأدراج الى الآن. وأتاني الجواب حينها، أن هذا الأمر سيخرّب التوازن المذهبي في البرلمان. والنّهج نفسه لا يزال معتمداً اليوم، وهو ما يعني أن لا حلول نتوقّعها من الحكومة الجديدة”.
ورأى ماروني أن “الحكومة لم تشكّل صدمة إيجابية، بل أشعلت الثورة من جديد. وهي ستحصل على ثقة الذين شكّلوها. ولكن الشكوك كبيرة في قدرتها على الإنجاز قبل فوات الأوان”.
وتابع:”في أي حال، يتحمّل مسؤولية هكذا حكومة من وقّع مراسيمها، والذي لم يخضع لإرادة الشعب، لأنه (الشعب) هو مصدر السلطات، وكان طالب بحكومة إختصاصيين”.
ورداً على سؤال حول المعارضة الضرورية للمرحلة القادمة، انسجاماً مع الشكل الذي خرجت فيه الحكومة الى العَلَن، أجاب ماروني:”كنا والشعب ننتظر حكومة. ولكنها أتت إستفزازية، في شكل يدلّ على أن لا احترام لا لرأي الشعب ولا لإرادته”.
وختم:”كنا في المعارضة وسنظلّ فيها، ولا نؤيّد الذهاب الى أساليب غير سلمية. أعتقد أن أفرقاء “8 آذار” لمّوا شملهم، وسوريا أعادت مدّ أناملها، وإيران مثلها. ولذلك، فإن الأخلاق الوطنية والضمير الوطني والرؤية الوطنية، تحتّم على المعارضين، إعادة الوحدة الى صفوفهم، لمواجهة هذه المرحلة الصعبة والخطيرة من تاريخ لبنان”.
المصدر: وكالة أخبار اليوم
الأربعاء 22 كانون الثاني 2020