اعتبر الرئيس سعد الحريري في دردشة مع الإعلاميين، أن “الحكومة المقبلة ستكون حكومة الوزير جبران باسيل”، وقال: “لن أترأس أي حكومة يكون فيها باسيل “يروح يدبر حالو”، إلا إذا اعتدل هو ورئيس الجمهورية”.
أجاب في دردشة اعلامية مع مجموعة ضيقة العدد، ردا على سؤال “ماذا لو فشل الرئيس المكلف في المضي الى التاليف هل تعيد حساباتك الحكومية؟” فقال: “يروح يدبر حالو جبران باسيل، انا مع هيك ناس ما فيي اشتغل الا اذا اعتدلوا. حديثهم عنصري وطائفي وتصرفاتهم تتجاوز الدستور. يعتبرونه وجهة نظر وهو ليس كذلك”.
وأضاف: “منذ البداية قبلت وشاركت في التسوية لمصلحة البلد ولمنع الفراغ الذي استحكم بالبلد. ما حدا يربحني جميلة انو جابني. التقيت مع حزب الله لدرء الفتنة السنية الشيعية، وقوبلت بانتقادات كثيرة في شارعي ومن اهلي. وقد دفعت مرارا ثمن الاعتدال”.
وردا على نصيحة الرئيس نبيه برّي ان “لا تلعب بالنار”، أجاب الحريري: “انا لا العب بالنار. الذين يلعبون بالنار معروفون. انا ادفع ثمن اخماد الحرائق. غيري لعب بالنار بالبلد عندما عطل رئاسة الجمهورية ، وعطل المجلس، وعطل تأليف الحكومات، وعندما احتدم الاحتقان المذهبي السنّي والشيعي يعلم الرئيس بري اني عملت معه لاخماده. ولست نادماً، لاني حافظت على استقرار البلد”.
وعن قول برّي ايضا أنّ الحريري نادم على خروجه من رئاسة الحكومة، ردَّ: “لست نادما وانا مرتاح اكثر من ذي قبل. الرئاسة للخدمة، واذا لم تجد من يمضي معك في انقاذ البلد، فالاستقالة هي الحل. واذا ارادوا لك ان تتصادم مع الناس في الانتفاضة لوضع القوى الامنية في مواجهة الناس، ورفضت دفاعا عن الناس الذين لهم مطالب محقة، فالافضل الاستقالة. ضميري مرتاح، لأنّني حاولت منذ اليوم الاول للانتفاضة أن استوعب الشارع الغاضب، واسرع الحلول لانقاذ البلد والاقتصاد الذي يترنح، لكني لم اقابل بتعاون.
وعن موقفه من الحكومة المقبلة يقول: “تارة يقولون اني وافقت على الرئيس حسان دياب مسبقا او لاحقا، وان الرئيس بري نال موافقتي عليه، وهذا غير صحيح. انا لن اشارك في الحكومة المقبلة، ولن اعطي الثقة لهذه الحكومة. العهد يتصرف وكأن لا شيء فيالبلد، هو يتذاكى، ويتعامى عن عمق المشكلة. البعض هلل لازاحة سعد الحريري، هنيئا له، وليواجه المرحلة المقبلة بما لديه من امكانات. انا اخاف على البلد، واقتصاده الذي لا يتحمل اشهرا قليلة ما لم تتخذ اجراءات جذرية لا يمكن الا لحكومة قادرة ان تفعله، وليس على شاكلة الحكومات السابقة”.
ولماذا لم تسمِّ “كتلة المستقبل” أحداً؟ للمحافظة على الميثاقية التي يتحدثون عنها، والموزاييك الذي جعلناه يتحكم فينا. انا اول من سمى نواف سلام، لكننا لم نسمه لاننا لا نرضى له، ولا يرضى سلام ايضا، الا يحصل على اي صوت شيعي. امتنعنا حماية له. وليد بك يعتبر اننا لم نصوت لسلام وهذا اخلال بوعد. نحن قلنا ما لدينا في هذا المجال، واصلا انا غير محكوم بارادة الاخرين، حماية لنواف سلام”.
الا يعتبر انه صار وحيدا بلا حلفاء بعد سقوط التسوية الرئاسية وتخليه عن حليفيه “القوات” والاشتراكي؟ يجيب: التسوية الرئاسية لم تبدأ مع الرئيس ميشال عون، بل كنت رشحت النائب سليمان فرنجيه سابقا، وكنت ارتضي بخصم سياسي، لإنقاذ البلد من الفراغ، وانا غير نادم، ثم مضينا بالعماد عون، على امل تحقيق برنامج اصلاحي ونهوض بالبلد، لكننا لم نحقق شيئا في ثلاث سنوات. ما يفرض ان تسقط تلك التسوية التي لم تنتج بلدا.
عن العلاقة مع القوات والاشتراكي، فاظن اننا في المستقبل لم نخطيء مع الفريقين، ومستعدون لاصلاح ما افسد اذا كنا السبب. واسألوا القوات عن مواقفهم، حزب القوات دفعنا الى التسوية الرئاسية ثم اتهمنا بها. اسالوا القوات عن مواقفهم واسبابها. اما وليد بك، يريد ان يكون مع الحراك المدني، ويهاجم المستقبل. لا اعلم كيف تعالج المشكلة معه”.
ويضيف: “لو اردت تحريك الشارع لكانت حركته مختلفة. انا اعمل على تهدئته. ولو طلعت بخطاب تصعيدي لكان الامر مختلفا جدا. يريدون ان يرموا التهم علينا، ويصفوننا بالدواعش مع انطلاق حملة على “الحريرية السياسية” واتهامها بالسرقة وبمشكلات البلد. لا يعترفون بان الحريرية السياسية عمرت البلد منذ العام 1992 الى العام 2005. يتحدثون عن دفنها، واظنهم يدفنون انفسهم ومرحلة الازدهار والاعمار. وانا ادرك ان المرحلة المقبلة ستتركز للهجوم على الحريرية السياسية”.
وعن العلاقة مع برّي في ضوء رسائل الأخير له، وتالياً مع الثنائيّ الشيعي؟ يقول: “الثنائي الشيعي كان حريصا على تسميتي لعدم ادخال البلد في فتنة. والعلاقة مع الرئيس بري جيدة والتقينا قبل ايام. وكلامه ينطلق من حرصه على الاستقرار، وكنا نناقش كيفية ارساء الاستقرار السياسيّ للانطلاق في اجراءات الاستقرار الاقتصادي”.
الثلاثاء 24 كانون الأول 2019 موقع النهار