في وقت يمر لبنان بأوضاع اقتصادية ومالية صعبة، اقدم شاب لبناني يدعى داني ابو حيدر على إطلاق النار على نفسه بسبب طرده من العمل مما ادى الى وفاته في منطقة النبعة – بيروت.
وفي السياق نفسه أكدت مصادر طبية لوسائل اعلامية بأن “الصليب الأحمر أُبلغ عن حصول حادثة اطلاق نار في منطقة النبعة وقد حضرت عناصره الى المكان وعملوا على نقل الجثة الى احد المستشفيات”.
وذكر موقع النهار: “في الأمس أطلعت شركة دباس (في منطقة المكلس) داني الموظف لديها، أنها اتخذت قرار حسم راتبه إلى النصف. لم يستطع فلذة كبدي تحمل المزيد من الضغوط، لا سيما وأنه مديون بثلاثة ملايين ليرة، عدا عن أن عليه أقساطاً للإسكان ومصروف ثلاثة أبناء”، بحسب ما قالت والدته خضره درويش لـ”النهار” وهي تبكيه بحرقة وبصوت مطعون من خنجر المعاناة. وأضافت: “صباح اليوم، توجه داني إلى عمله ليعود إلى منزله في سن الفيل ـ مقطع السكة قبل انتهاء دوامه الذي كان في العادة حتى الخامسة مساء، كنت في المنزل مع زوجته، حين غافلنا عند الساعة الحادية عشرة قبل الظهر، وصعد إلى السطح حاملاً بارودة صيد، سمعنا صوت طلقة نارية، سارعنا لمعرفة ما جرى، وإذ بي أرى مَن ربّيته بدموع العين، غارقاً بدمه، لا بل إن وجهه مقسوم إلى نصفين”.
وأضافت والدته للنهار: “حُسم راتبه إلى النصف، وهو المديون بثلاثة ملايين ليرة. وفي الأمس طالبوه بالمبلغ، عندها لم يجد أمامه سوى خيار الموت”. واتهمت السياسيين في لبنان بأنهم خلف ما جرى لابنها، فقالت: “لم نصل إلى هذا الوضع الاقتصادي المتردي إلا بسبب إصرار السياسيين على البقاء في الحكم. أدعو إلى محاسبتهم، كما أدعو الله أن ينتقم منهم، فدم ابني في رقبتهم، خسرت بسببهم روحي وقلبي ونبضي، كيف لي أن أصبر على فراقه؟ كيف لأولاده الثلاثة (ولدان وفتاة) أكبرهم يبلغ من العمر 14 سنة وأصغرهم ست سنوات، أن يكملوا حياتهم من دون سندهم؟ كيف لي أن أطلعهم على أن والدهم انتحر لأنه لم يعد بإمكانه تأمين قوت يومهم؟ مع العلم أني ووالده وشقيقه نسكن معه في المنزل، حِمله كان كبيراً أثقل كاهله إلى حد أنه فضّل الانتحار على إكمال مشوار الحياة”.
رد مجموعة دباس
ولاحقا أعلنت “مجموعة شركات دباس” في بيان، أنها “تلقت ببالغ الأسى والحزن خبر وفاة أحد أجرائها المرحوم داني ابي حيدر الذي لطالما إتسم بحسن السيرة والسلوك بشهادة كل الذين عرفوه وعملوا معه. إن المرحوم داني ابي حيدر عمل ومارس مهامه لأكثر من اربعة وعشرين عاما لدى مجموعة شركات دباس، وهو من أكفأ وأخلص الأجراء الذين عرفتهم المجموعة، وقد استمر بقبض كل أجوره ومخصصاته بالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها بلدنا لبنان، كما حضر صباح اليوم كالمعتاد الى العمل الا أنه طلب أن يتغيب لبقية اليوم بسبب ظرف عائلي”.
وأسفت المجموعة “لما يتم تداوله في بعض وسائل الاعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي بأن المرحوم داني ابي حيدر قد صرف من عمله”، مؤكدة أن “هذا الخبر عار من الصحة”، داعية الى “توخي الدقة قبل اطلاق او نشر اي شائعات بهذا الشأن”.
وختمت:”إن مجموعة شركات دباس، إذ تتقدم من اسرة الفقيد داني ابو حيدر بأحر التعازي، تشارك عائلته ومحبيه في الصلاة عن راحة نفسه”.
الاربعاء 04 كانون الأول 2019 موقع جنوبية + موقع النهار + الوكالة الوطنية للإعلام