طلال خريس – روما
أطلقت جمعية الصداقة الايطالية العربية نداء “من الوطن الى ابنائه المغتربين” وهذا نصه:
الوطن هو العطاء الذي لا ينضب، وهو الحب الذي نحمله في ارواحنا منذ اتينا الى هذه الحياة، الوطن هو حكاية كل مواطن سطر في قلبه عبارات الشوق والحنين، وهو الامان والسكينة التي تنشدها ارواحنا، وهو الحضن الدافىء الذي يغمرنا بحبه، وهو الارض الطيبة التي تأوينا احياء كنا ام اموات، وهو ملاذنا وملجأنا عند الشدائد والمحن، وهو الهوية التي تربطنا ودونها نتيه هائمين في هذا العالم الذي لا يرحم.
ايها المغتربون اللبنانيون المنتشرون في كل اصقاع الدنيا، كنتم ولا زلتم وستظلون وجه لبنان الحضاري في بلاد الاغتراب، لقد اثبتم اينما حللتم انكم ابناء وطن العلم والحضارة والابداع، الجميع يُسجل و يُثمن لكم دوركم الفاعل ووقوفكم مع وطنكم في السراء والضراء، انتم كنتم السند والداعم الاساسي لوطنكم لبنان في الازمات والشدائد والمصائب التي المت به وما اكثرها، لا احد يمكن ان ينكر مساهاماتكم في صمود وطنكم طيلة سنوات الحرب ، كذلك في اعادة اعماره وفي شتى المجالات، وكل ذلك من دون منة منكم، لانكم رغم بعدكم عن وطنكم حملتم حبكم وعشقكم له في قلوبكم وعقولكم، ولم تتخلوا يوما عن ولائكم له والانتماء اليه.
ان لبنان اليوم يجتاز مرحلة خطيرة تستدعي منا جميعا ان نوحد جهودنا ونسخر امكانياتنا من اجل حمايته ومساعدته على عبور هذه الازمة الصعبة، ان وطنكم الان يناديكم كما ينادي الاب ابنائه، وانتم كنتم دائما وابدا السند القوي رغم كل ما تعرضتم اليه من قساوة الغربة واجحاف واهمال، فلا تتركوه وحيدا تنهش جسده المنهك الوحوش الكاسرة التي لا ترحم ، لا تسمحوا لمن ابدع في تدميره وتخريبه وقتل ابنائه وتشريد من تبقى منهم ان يعاود محاولاته من خلال تدمير اقتصاده و تجويع وافقار ابنائه.
ايها المغتربون المخلصون تستطيعون ان تساهموا في مساعدة وطنكم وتفادي انهيار اقتصاده الذي اوصله اليه البعض وبسبب سوء الادارة وانتهاج سياسات خاطئة وتحكم الفساد في جميع مرافق الوطن الى حافة الانهيار لا بل الى الانهيار نفسه، وذلك من خلال الاقدام على فتح حسابات مصرفية خاصة بكم ولو بمبالغ رمزية كل حسب امكانياته ، تشجيع الجاليات اللبنانية والعربية على شراء المنتجات الوطنية الموجودة في جميع دول الاغتراب، زيادة الاقبال على المطاعم اللبنانية المنتشرة وتشجيع اصدقائكم على ذلك من خلال تعريفهم واطلاعهم على ما لدينا من طعام صحي ولذيد يشهد له القاصي والداني، تشجيع السياحة والسفر الى لبنان خاصة في فترات الاعياد والاجازات، المبادرة الى تسجيل القيود في السفارات والقنصليات اللبنانية ، التواصل مع الملحقين التجارين في السفارات اللبنانية حول العالم من اجل الاطلاع على الفرص الاستثمارية في لبنان.
لبنان، هذا الوطن الذي عانى الكثير من الويلات والحروب و المآسي ينادينا جميعا، يصرخ متألما لالمنا، يئن لوجعنا، يبكي لبكائنا، انتركه وحيدا يصارع الحياة، انتخلى عنه لتستبيحه الذئاب، الا يستحق منا ان نقدم له الدعم و المساعدة ليتعافى ويعود الينا قويا حرا سيدا مستقلا ننعم بدفئه وحنانه ونتمتع بجماله و زرقة سمائه وسحر طبيعته والفة ابنائه، انه ملاذنا الاول والاخير فهيا نشبك ايادينا معا مقيمين ومغتربين، فمعا يكون يكون الغد اجمل لنبني معا وطنا قويا متحضرا يحافظ على عراقة الماضي بجذوره المتاصلة فينا، فنحن وان طالت غربتنا عن وطننا فحبال الشوق والحنين ستشدنا اليه كي نعود اليه ولو بعد حين، فكل مغترب منا مصيره ان يعود لوطنه الام إما ليحيا تحت سمائه او ليدفن في ترابه الدافىء الذي سيحضن ما بقي منه في بلاد المهجر.
عشتم وعاش وطننا لبنان
الجمعية معترف بها رسميا من جامعة الدول العربية والحكومة الايطالية